أهالي مختطفي السويداء يعلّقون اعتصامهم 48 ساعة

TT

أهالي مختطفي السويداء يعلّقون اعتصامهم 48 ساعة

علّق أهالي المختطفين من قبل تنظيم داعش في محافظة السويداء اعتصامهم أمام مبنى المحافظة لمدة 48 ساعة، بعد التوتّر الذي شهدته المنطقة على خلفية إطلاق نار على مبنى المحافظة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «إن تعليق الاعتصام جاء بعد قيام (شيوخ الكرامة) برفض التحركات السلمية، وحثوا الأهالي على حمل السلاح في مواجهة من يماطلون في قضية أبنائهم، وهاجموا من يتولى دور الوسيط بين النظام والتنظيم، وهدّدوا المحافظ وأعطوا مهلة 24 ساعة للإفراج عن أبنائهم، يفترض أن تنتهي مساء اليوم (أمس)، أو على الأقل بذل جهود إضافية للتقدم في قضية أبنائهم».
وقال أهالي المعتصمين في بيان: «من أجل قطع الطريق أمام أصحاب الفتن والصيادين بالماء العكر ووأد الفتنة في مهدها وعدم النيل من قدسية قضيتنا وعدالتها نعلق اعتصامنا لمدة 48 ساعة».
وأكد الأهالي على سلمية اعتصامهم البعيد عن السلاح، مشيرين إلى أنهم سيعودون بعد انتهاء المدة المحددة إلى اعتصامهم بشكل سلمي ومدني خالٍ من مظاهر السلاح. ودعوا الهيئات المحلية والدولية والمنظمات العالمية ومنظمات المجتمع الأهلي والمدني في الداخل والخارج إلى مساندة المعتصمين.
ويأتي تعليق الاعتصام بعد تهديدات قوات شيخ الكرامة أمس بالسيطرة على مبنى محافظة السويداء في حال لم تحل قضية المختطفات خلال 24 ساعة.
وتتبع هذه القوات رجل الدين الدرزي وحيد البلعوس الذي قتل منتصف عام 2015 واتهمت الحركة النظام السوري بالوقوف وراء مقتله.
وكان تنظيم داعش شنّ في 25 يوليو (تموز) سلسلة هجمات متزامنة على مدينة السويداء وريفها الشرقي، أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصاً، في اعتداء هو الأكثر دموية، يطال الأقلية الدرزية منذ بداية النزاع في سوريا. وخطف التنظيم معه 30 شخصا. هم 14 امرأة، و16 من أولادهن.
ومنذ خطفه للرهائن، قام التنظيم في 5 أغسطس (آب) بإعدام شاب جامعي (19 عاماً) بقطع رأسه، وأعلن بعد أيام وفاة سيدة مسنة (65 عاماً) من بين الرهائن جراء مشكلات صحية، ثم أعلن الثلاثاء الماضي إعدام شابة في الخامسة والعشرين من العمر. وبدأ الاعتصام الأربعاء الماضي أمام مبنى محافظة السويداء في مدينة السويداء، غداة الإعلان عن إعدام الشابة.
وأعلن عن تحديد التنظيم 3 مطالب رئيسية مقابل الإفراج عن المختطفين. هي دفع مبلغ مليون دولار عن كل مخطوف، أي ما يعادل 27 مليون دولار، ووقف حملة الجيش السوري على منطقة تلول الصفا (الصحراوية الواقعة في محافظة السويداء)، والإفراج عن 48 من زوجات مقاتلي التنظيم السجينات لدى النظام السوري. وأضاف إليها أول من أمس، مطلب الإفراج عن معتقلات لدى قوات «سوريا الديمقراطية» من عوائل عناصره.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.