حصيلة ضحايا كارثة إندونيسيا في ارتفاع

السلطات انتشلت 1944 جثة وتبحث عن 5000 «مفقود»

ناجيات من الزلزال والتسونامي يؤدّين صلاة الجمعة في مخيم مؤقت ببالو أمس (أ.ب)
ناجيات من الزلزال والتسونامي يؤدّين صلاة الجمعة في مخيم مؤقت ببالو أمس (أ.ب)
TT

حصيلة ضحايا كارثة إندونيسيا في ارتفاع

ناجيات من الزلزال والتسونامي يؤدّين صلاة الجمعة في مخيم مؤقت ببالو أمس (أ.ب)
ناجيات من الزلزال والتسونامي يؤدّين صلاة الجمعة في مخيم مؤقت ببالو أمس (أ.ب)

أعلنت السلطات المحلية الإندونيسية، أمس، أن حصيلة الزلزال الذي تبعه تسونامي في جزيرة سولاويسي الأسبوع الماضي بلغت نحو ألفي قتيل، مع انتهاء عمليات البحث عن ضحايا في موقع انهيار فندق «روا روا».
وأعلن الناطق باسم الجيش، محمد توهير، أنه تم العثور على 1944 جثة في مدينة بالو وضواحيها التي ضربها زلزال بقوة 7.5 درجة تبعته أمواج قوية في 28 سبتمبر (أيلول). وأوضح المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية أن «هذا الرقم يمكن أن يرتفع أكثر، لأننا لم نتلق بعد الأمر بوقف أعمال البحث عن جثث». وتخشى السلطات أن يكون هناك نحو خمسة آلاف مفقود، يُحتمل أنهم تحت الأنقاض. ولم يعد هناك أمل بالعثور على ناجين، فيما تتركز الجهود حاليا على انتشال الجثث وتعدادها.
وأعلنت وكالة التصدي للكوارث أن عمليات البحث عن المفقودين ستنتهي في 11 أكتوبر (تشرين الأول)، بعدها سيتم اعتبارهم متوفين. وقد أوقف عمال الإنقاذ عمليات البحث في موقع انهيار فندق «روا روا»، الذي حوّله الزلزال إلى ركام. وكانت الجهود تركّزت على الفندق من أجل العثور ناجين، وانتُشل سبعة أشخاص على قيد الحياة بعد الكارثة. لكن الآمال تبددت بعد مرور أيام لم يتم فيها انتشال أي ناج جديد.
وأعلن بامبانغ سوريو، مدير العمليات الميدانية في بالو «انتهاء عمليات البحث والإنقاذ في فندق روا روا، لأننا أنجزنا البحث في كل أرجائه، ولم نعثر على مزيد من الضحايا». وأكد مسؤول آخر انتهاء عمليات البحث، وأعلن أغوس هاريونو انتشال 27 جثة من الفندق بينهم ثلاثة تم انتشالهم أول من أمس. ومن بين القتلى خمسة هواة طيران مظلي كانوا في بالو للمشاركة في مسابقة، كان أحدهم رياضيا مشاركا في الألعاب الآسيوية، وكوري جنوبي هو الأجنبي الوحيد المعروف الذي قضى جرّاء الكارثة.
وبحسب السلطات، فإن نسبة إشغال الفندق الذي يحتوي على 80 غرفة كانت شبه مكتملة عندما ضرب الزلزال المنطقة، وبحسب التقديرات فإن ما بين 50 و60 شخصا قد يكونون علقوا تحت أنقاضه. وتفكر الحكومة بجعل بلدتين قرب بالو، هما بيتوبو وبالاروا، دمرتا من جراء الكارثة مقبرة جماعية وتركهما على حالهما دون إخراج الجثث.
وفي بالاروا، هناك مجمع ضخم من المساكن الاجتماعية غمرته الوحول. ويقول غوبال الذي يبحث عن أثر لأقربائه تحت المنازل المطمورة: «حتى لو توقفوا، سنواصل أعمال البحث بأنفسنا»، فيما تقوم جرافات ورجال إنقاذ بالتفتيش تحت الأنقاض، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وهناك نحو ألفي شخص بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة في المنطقة، كما هناك نقص في مياه الشرب. وبدأت المساعدات الإنسانية بالوصول إلى مناطق أوسع، فيما تمكّن الجيش ومنظّمات غير حكومية من تجاوز العقبات اللوجيستية بشكل تدريجي. لكن في المناطق النائية، لا يزال حجم الخسائر غير معروف وتمكّنت أولى المروحيات من إيصال مواد غذائية وتجهيزات فقط.
وتقدّر كلفة إعادة إعمار المساكن والطرق المتضررة بنحو 480 مليون دولار. وتقع إندونيسيا فوق «حزام النار» في المحيط الهادي، حيث تحتك الصفائح التكتونية باستمرار ويحدث الكثير من ثورات العالم البركانية والزلازل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».