أنتجت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تركيا، توافقا «بالحد الأدنى» في شأن الوضع الفلسطيني، يقضي بالسعي إلى وقف النار و«حقن الدماء الفلسطينية»، بينما كان التباعد واضحا بشأن المبادرة المصرية التي ترى أنقرة أنها «لا تعطي الفلسطينيين الحد الأدنى المطلوب».
وقال مصدر تركي واسع الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن عباس أبلغ إردوغان أنه يفضل الالتزام بالمبادرة المصرية، وبالتالي انتفاء الحاجة إلى وجود مبادرات أخرى، في إشارة غير مباشرة إلى ما يقال عن مبادرة تركية - قطرية.
وأوضح المصدر أن عباس طلب من إردوغان المساعدة في إقناع «حماس» بضرورة القبول بهذه المبادرة، والقبول بوقف غير مشروط لوقف النار، على أن تحل الأمور الأخرى فيما بعد.
وأشار المصدر إلى أن تركيا كانت واضحة في تأكيدها أن هذه المبادرة «لن تفضي إلى حل»، مشيرا إلى أن إردوغان كان حاسما بشأن ضرورة الوصول إلى «اتفاق واضح» لا يمنح الإسرائيليين أي نقاط قوة ضد الفلسطينيين. لكن إردوغان توافق مع عباس على ضرورة «حقن الدماء الفلسطينية» مشددا على ضرورة «وقف العدوان الإسرائيلي فورا ومن دون شروط، تمهيدا للعودة إلى توافقات العام 2012، التي جرت بين حماس والإسرائيليين». وقالت المصادر إن إردوغان قال لعباس بالنص: «نحن نريد وقف إطلاق نار مشرفا».
وأوضح مصدر في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة باشرت اتصالات واسعة تهدف للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، لكن المصدر نفى وجود أي اتصالات مباشرة مع الإسرائيليين، رابطا أي تقدم في العلاقات التركية - الإسرائيلية بوقف مباشر للعدوان وفتح المعابر ووقف التضييق على المواطنين في قطاع غزة.
وقال المصدر إن موقف تركيا «ثابت في دعم الحقوق الفلسطينية، وأنها لا يمكن أن توافق على أي تحرك ينتقص من هذه الحقوق».
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أجرى اتصالات مع نظرائه، وفي مقدمتهم الرئيس الفلسطيني وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير خارجية قطر خالد بن محمد العطية. كما أطلقت تركيا مبادرات لعقد اجتماعات لمجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لبحث هذا الموضوع.
ودعت الخارجية التركية المجتمع الدولي إلى إبداء أقوى الردود على المأساة الإنسانية، التي تشهدها غزة جراء العدوان الإسرائيلي الذي تتعرض له. كما دعت المنظمات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف هذا العدوان دونما تأخير.
يذكر أن الرئيس الفلسطيني، وصل إلى تركيا، عصر الجمعة، والتقى الرئيس التركي (عبد الله غل)، في مطار إسطنبول، وشارك في مأدبة إفطار أقيمت على شرفه مع إردوغان، وعدد من المسؤولين الأتراك.
وخلال كلمته، عقب مأدبة إفطار في إسطنبول، على شرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال إردوغان: «عاجلا أم آجلا إسرائيل ستغرق في الدماء التي أراقتها في قطاع غزة وكافة أنحاء فلسطين». وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي يطلق القذائف والصواريخ تجاه غزة من دون التفريق بين رجل أو سيدة أو طفل أو مسن أو صغير أو كبير».
وأكد رئيس الوزراء التركي أن «وصمة سوداء ستلتصق بجبين من يصمتون ولا يتمكنون من التحدث تجاه ما تقوم به إسرائيل من ظلم في قطاع غزة، وأن الأمم المتحدة التي أسست من أجل حماية حقوق جميع الدول القوية والضعيفة في العالم، تفقد مشروعيتها لصمتها وعدم اتخاذها أي مواقف جادة هي ومجلس الأمن الدولي، ومختلف منظماتها».
وأشار إردوغان إلى أنه «لا توجد أي دولة مسلمة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وأن جميع الدول مسيحية أو تتقاسم نفس المفاهيم، وأن جميع القرارات التي من الممكن أن تصدر في المجلس، تصطدم بالفيتو». وأضاف: «أين العدل في مجلس الأمن؟ أربع دول تؤيد قرارا معينا، وتستخدم الدولة الخامسة قرار الفيتو، ليدفن القرار، هل تنتظرون أن تقوم مثل هذه المؤسسات بنشر العدل في العالم، لم نتمكن من الحصول على نتيجة في الأزمة السورية، والعديد من القضايا انتهت قبل بدايتها بسبب مجلس الأمن».
وتابع إردوغان أن أكثر من مائة قرار أصدرته الأمم المتحدة ضد إسرائيل، ولكنها لم تتمكن من تطبيق هذه القرارات التي بقيت على ورق، يجب أن تعاد صياغة الأمم المتحدة من جديد، لافتا أن «الأمم المتحدة بصمتها أصبحت شريكة مع إسرائيل، التي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، في فلسطين».
9:44 دقيقه
إردوغان يريد وقف إطلاق نار «مشرفا» في غزة.. ويرفض الضغط على حماس
https://aawsat.com/home/article/141911
إردوغان يريد وقف إطلاق نار «مشرفا» في غزة.. ويرفض الضغط على حماس
مصدر تركي لـ {الشرق الأوسط}: المبادرة المصرية لن تفضي إلى حل
أردوغان و عباس لدى لقائهما في اسطنبول مساء اول من أمس (أ.ف.ب)
- بيروت: ثائر عباس
- بيروت: ثائر عباس
إردوغان يريد وقف إطلاق نار «مشرفا» في غزة.. ويرفض الضغط على حماس
أردوغان و عباس لدى لقائهما في اسطنبول مساء اول من أمس (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة









