احتدام القتال بين قوات النظام و«داعش» في منطقة تلول الصفا

التنظيم الإرهابي يحاول استرداد مناطق خسرها في الجيب الأخير المتبقي له شرق الفرات

دروز خلال مسيرات أمس في مجدل شمس على خط وقف النار في الجولان المحتل بين سوريا وإسرائيل (رويترز)
دروز خلال مسيرات أمس في مجدل شمس على خط وقف النار في الجولان المحتل بين سوريا وإسرائيل (رويترز)
TT

احتدام القتال بين قوات النظام و«داعش» في منطقة تلول الصفا

دروز خلال مسيرات أمس في مجدل شمس على خط وقف النار في الجولان المحتل بين سوريا وإسرائيل (رويترز)
دروز خلال مسيرات أمس في مجدل شمس على خط وقف النار في الجولان المحتل بين سوريا وإسرائيل (رويترز)

تواصلت الاشتباكات العنيفة بين تنظيم داعش وقوات النظام، مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، على محاور في بادية ريف دمشق الواقعة عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، حيث تتركز المعارك في منطقة تلول الصفا، آخر ما تبقى للتنظيم في المنطقة. وتسعى قوات النظام وحلفاؤها إلى إنهاء وجود التنظيم عبر هجمات متواصلة مصحوبة بعمليات قصف صاروخي وجوي تنفذه الطائرات الحربية بين الحين والآخر.
وخلفت المعارك مزيداً من الخسائر البشرية بين الطرفين، إذ ارتفع عدد قتلى «داعش» منذ 25 يوليو (تموز) إلى 315، بينما ارتفع إلى 168 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من «حزب الله» اللبناني، أحدهم قيادي، بالإضافة إلى ضباط برتب مختلفة من قوات النظام، أعلاهم برتبة لواء. كما تسببت الاشتباكات في إصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، بالإضافة لدمار وأضرار في ممتلكات المواطنين.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه وثّق مقتل 142 مدنياً، بينهم 38 طفلاً وامرأة، أعدموا من قبل تنظيم داعش بإطلاق النار عليهم، بالإضافة لمقتل 116 شخصاً، غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح ضد التنظيم، وشاب في التاسعة عشرة من عمره، أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة.
كما تشهد محاور في القطاع الشرقي من ريف دير الزور استمرار المعارك العنيفة بين «داعش» و«قوات سوريا الديمقراطية»، المدعمة من التحالف الدولي. وتتركز الاشتباكات على محاور ضمن الجيب الأخير المتبقي للتنظيم في شرق الفرات، مترافقة مع عمليات قصف صاروخي متواصل، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال. وكانت المعارك تدور على محاور عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات في الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، حيث شهد قصفاً مكثفاً، فيما استمرت الاشتباكات على محاور الباغوز والسوسة وهجين، نتيجة الهجمات المتعاكسة بين الطرفين.
ويسعى التنظيم إلى استرداد مناطق خسرها، والحيلولة دون مزيد من تضييق الخناق عليه، فيما تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» إلى السيطرة على مزيد من الأراضي، وإنهاء وجود التنظيم في المنطقة. وتفاقمت الخسائر البشرية نتيجة القتال المتصاعد الوتيرة في ريف دير الزور الشرقي، فيما تم رصد قصف بصاروخ أطلقته قوات التحالف الدولي من قاعدة العمر على مناطق سيطرة التنظيم، وكذلك رصد مرور رتل عسكري من 6 سيارات هامر أميركية، وعربتين عسكريتين محملتين بالصواريخ والقذائف والذخيرة، نحو مناطق التماس مع تنظيم داعش.
من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة تؤكد أن الضربات الإيرانية بالصواريخ الباليستية التي أطلقت من إيران أخيراً عبر سماء العراق، لتسقط في الجيب الأخير لسيطرة تنظيم داعش عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، قد تسببت في مقتل 8 أشخاص، معظمهم من جنسيات غير سورية.
وأضاف «المرصد» أن القصف الصاروخي لم يؤدِ إلى مقتل أي قيادي محلي أو غير سوري، بل قتلت فتيين و6 شبان ورجال، من ضمنهم 3 من عناصر «داعش» يحملون الجنسية العراقية. واستهدفت الصواريخ الإيرانية منزلاً استولى عليه «داعش» في وقت سابق بمنطقة هجين، كما تم رصد انفجارات عنيفة هزت الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، والمقابلة لمنطقة البوكمال القريبة من الحدود السورية - العراقية. وأكدت مصادر أن الانفجارات هذه ناجمة عن القصف الذي نفذته القوات الإيرانية بصواريخ باليستية، مستهدفة مقرات ومواقع لتنظيم داعش.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.