صيد الأسماك كهربائيا آمن صحياً ولا يؤثر على جودتها

حسب دراسة مصرية اعترضت عليها وزارة الزراعة

صيد الأسماك كهربائيا آمن صحياً ولا يؤثر على جودتها
TT

صيد الأسماك كهربائيا آمن صحياً ولا يؤثر على جودتها

صيد الأسماك كهربائيا آمن صحياً ولا يؤثر على جودتها

خلصت دراسة مصرية أجراها فريق بحثي من كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، إلى أن الصيد الكهربي في مزارع الأسماك يُحدث تأثيرات طفيفة في الأنسجة وبعض الأعضاء الداخلية للأسماك، لكنها غير مؤثرة على جودة اللحم.
ويلجأ بعض المزارع السمكية المصرية إلى أسلوب الصيد الكهربي، لأنه موفّر في الوقت والجهد والتكاليف عن الصيد التقليدي، وهو الأمر غير المسموح به في نهر النيل والبحرين الأبيض المتوسط والأحمر والبحيرات الطبيعية لتأثير الكهرباء السلبي على التنوع الحيوي.
وتوصلت الدراسة التي نشر ملخصها الموقع الإلكتروني لدورية تربية الأحياء المائية الأميركية (Aquaculture) أمس، وتُنشر تفاصيلها كاملة في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، إلى أن الجهد الكهربي المستخدم في مزارع الأسماك المصرية وهو 220 فولتاً، لم يؤثر على جودة اللحم من حيث العدد الكلي للبكتيريا، والذي كان في الحدود الآمنة المسموح بها، ولكنه أوجد تأثيرات طفيفة غير مؤثرة على الأنسجة المختلفة تمثلت في احتقان في الأوعية الدموية الخيشومية، والكبدية، والدماغ والأوعية الدموية الطحالية.
ويقول د. محمود علي، أستاذ الباثولوجيا بالكلية وأحد أعضاء الفريق البحثي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك تغييرات حدثت في بعض أنسجة السمكة كردّ فعل للصدمة الكهربائية تمثلت في وجود تجمع للخلايا الحاملة لصبغة الميلانين حول الأوعية الدموية في بعض الأعضاء الداخلية مثل الطحال والكبد».
والميلانين مادة صبغية بروتينية مكونة من أحماض نووية، تحتوي على هرمون التيروزين، وتفرزها الخلايا الطلائية، وهي موجودة عند كل الكائنات الحية، وزيادتها أو نقصانها عن الحدود الطبيعية يعد مؤشراً غير صحي.
ومن المؤشرات الأخرى، حدوث تغيرات طفيفة في الجلد، عبارة عن تجمع لبعض الخلايا الصبغية، ولكنها غير محسوسة للمستهلك، كما يؤكد د. علي.
ويضيف أنه «من المطمئن أن كل هذه التغيرات ترتبط بالأعضاء التي يتم التخلص منها في السمكة، ولا يتناولها المستهلك، وفي المقابل فإن الدراسات المتعلقة بالعدد الكلي للبكتيريا كمؤشر على جودة لحم السمكة، لم تسجل أي مؤشرات غير مطمئنة».
ووفق ما جاء في البحث فإن العدد الكلي للبكتيريا لم يصل إلى الحد الأقصى الذي إذا تم تجاوزه تصبح هناك مشكلة، وهو ما دفع الفريق البحثي إلى التوصية في النهاية بمراجعة تقنين استخدام الصيد الكهربي في مزارع الأسماك بعد تعديل طرق الصيد الحالية واستبدال طرق أكثر تطوراً بها تمنح جهداً كهربائياً أقل، لتجاوز أي مؤشر غير صحي، حتى ولو كان في الأعضاء الداخلية للسمكة.
من جانبها، أبدت وزارة الزراعة المصرية تحفظها على نتائج الدراسة، التي تبيح ممارسة غير مسموح بها قانوناً، وقال د. حامد عبد الدايم المتحدث باسم وزارة الزراعة المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الصيد الكهربائي غير مسموح به، سواء في المجاري الطبيعية أو المزارع الخاصة».
ودعا د. عبد الدايم، المتحدث باسم وزارة الزراعة، أعضاء الفريق البحثي، إلى مراجعة الهيئة العامة للخدمات البيطرية، من أجل إجراء مزيد من البحث حول ما توصلوا إليه من نتائج.


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.