القبض على مستوطن متخفٍ على أسطح المُصلى المرواني

جانب من الاحتجاجات التي نظمها الفلسطينيون أمس قرب قرية الخان الأحمر التي صدر قرار إسرائيلي بهدمها (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات التي نظمها الفلسطينيون أمس قرب قرية الخان الأحمر التي صدر قرار إسرائيلي بهدمها (أ.ف.ب)
TT

القبض على مستوطن متخفٍ على أسطح المُصلى المرواني

جانب من الاحتجاجات التي نظمها الفلسطينيون أمس قرب قرية الخان الأحمر التي صدر قرار إسرائيلي بهدمها (أ.ف.ب)
جانب من الاحتجاجات التي نظمها الفلسطينيون أمس قرب قرية الخان الأحمر التي صدر قرار إسرائيلي بهدمها (أ.ف.ب)

ألقى حراس المسجد الأقصى المبارك القبض على مستوطن متخفٍ على سطح المُصلى المرواني، في أثناء صلاة الجمعة أمس، التي شارك فيها نحو 50 ألف فلسطيني. وتم إخراجه من المسجد وتسليمه لقوات الاحتلال الإسرائيلي على البوابات.
وجرت الصلاة وسط إجراءات مشددة فرضتها قوات الاحتلال على البلدة القديمة ومحيطها، ومحيط الأقصى، وسيرت دوريات راجلة داخل البلدة، وأخرى راجلة ومحمولة وخيالة بمحيط بوابات البلدة والشوارع والطرقات المتاخمة لسور القدس التاريخي. واحتجز جنود الاحتلال بطاقات المئات من المصلين الشبان، خلال دخولهم للصلاة في المسجد.
وانطلقت في الخان الأحمر جنوب شرقي القدس المحتلة عقب صلاة الجمعة، مسيرة باتجاه شارع القدس – أريحا، المحاذي للقرية، تنديداً بقرار الاحتلال هدم القرية وتهجير سكانها. وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف: «نحن مستمرون في نضالنا واعتصامنا في الخان الأحمر، منذ 108 أيام، وتمكنا من عرقلة هدم القرية هذه الفترة، وسنناضل لمنع الهدم والترحيل، ومستمرون في اعتصامنا لو مضى عليه شهور وسنوات، حتى نضمن بقاء الخان الأحمر وكافة التجمعات الفلسطينية في المنطقة (ج)».
وشدد خطيب الجمعة، القاضي مهند أبو رومي، على أن «القدس قبلتنا وأرضنا ومحرابنا، وأن أبناء شعبنا مستعدون لفدائها بدمائهم وتقديم الغالي والنفيس، شعبنا صاحب حق، ويملك إرادة وثقة بالنصر». وقال إن «القدس ليست للبيع، وهذا ما نقوله نحن وأبناؤنا ونساؤنا، وحقوق شعبنا ليست للمساومة والمفاوضات، ولكل الذين يغردون لـ(صفقة القرن)، رسالتنا لهم أن النصر لا يعني تحرير البلاد ورفع الراية، فالصمود والمواجهة هو النصر، فنحن الذين انتصرنا، ونحن الذين نرسم أحلامنا وأحلام أطفالنا ونعيش كيفما نريد، ولا نقبل لأحد أن يقتسم معنا قدسنا».
من جهة ثانية، اقتحم مستوطنون، بحماية قوات الاحتلال، المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال غربي نابلس، وطردوا قاطفي الزيتون الفلسطينيين من المنطقة. وقال محمد عازم رئيس بلدية سبسطية، إن قوات الاحتلال التي أمنت الحماية للمستوطنين، قامت بإطلاق قنابل الصوت والغاز تجاه المواطنين الذين حاولوا التصدي لعملية الاقتحام.
وفي محافظة قلقيلية، أصيب طفل وشاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أمس، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة قرية كفر قدوم الأسبوعية السلمية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 15 عاماً، لصالح مستوطني «قدوميم» المقامة على أراضي القرية. وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة، تجاه المشاركين في المسيرة، ما أدى إلى وقوع إصابات.
وقال منسق «المقاومة الشعبية» في القرية، مراد شتيوي: «إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية، وتمركزت فوق أسطح منازل المواطنين، وأطلقت الرصاص المطاطي بكثافة» ما أدى إلى إصابة الطفل خالد شتيوي (13 عاماً)، بعيار «مطاطي» في الفخذ، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، مضيفاً أن شاباً آخر أصيب بعيار «مطاطي» في اليد؛ لكنه عولج ميدانياً. وتابع بأن قوات الاحتلال احتجزت إمام مسجد القرية عبد الرزاق عامر ونجله أسيد، كما احتجزت مركبتهما واستخدمتها لحماية جنودها خلال المواجهات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.