توتر بين «تحرير الشام» و«الجبهة الوطنية» قرب «المنطقة العازلة» شمال سوريا

مظاهرات ضد النظام السوري في خربة الجوز قرب حدود تركيا امس (أ.ف.ب)
مظاهرات ضد النظام السوري في خربة الجوز قرب حدود تركيا امس (أ.ف.ب)
TT

توتر بين «تحرير الشام» و«الجبهة الوطنية» قرب «المنطقة العازلة» شمال سوريا

مظاهرات ضد النظام السوري في خربة الجوز قرب حدود تركيا امس (أ.ف.ب)
مظاهرات ضد النظام السوري في خربة الجوز قرب حدود تركيا امس (أ.ف.ب)

انسحب عناصر «هيئة تحرير الشام» من قرية كفر حلب (30 كيلومترا غرب مدينة حلب)، شمال سوريا، بعد اتفاق على خروج ناشطين معارضين للأولى من القرية، وذلك ضمن توتر يحصل بين «الهيئة» ومعارضين لها قرب المنطقة العازلة في شمال البلاد، بموجب الاتفاق الروسي - التركي في سوتشي.
ونقلت شبكة «سمارت» السورية المعارضة، عن نشطاء قولهم إن «الاتفاق يقضي بخروج الناشطين من القرية باتجاه مدينة الأتارب القريبة؛ حيث نفذوا ذلك».
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا منسوبا لقائد «حركة نور الدين الزنكي» توفيق شهاب الدين، اتهم فيه «تحرير الشام» بالتذرع بشن حملة ضد تنظيم داعش، لاعتقال مقاتلي «الجبهة الوطنية لتحرير سوريا» والناشطين. وأضاف شهاب الدين أنهم «بدأوا بالعمل العسكري للوصل بين قريتي كفر نوران وكفر حلب، لحماية مقاتليهم والناشطين بالأخيرة».
ودعا إلى «البدء بعملية عسكرية واسعة من قبل (الجبهة الوطنية) في الشمال السوري، ضد (هيئة تحرير الشام) حتى التخلص من زعيمها أبو محمد الجولاني».
وكان قد قتل وجرح مدنيون بسبب محاولة «هيئة تحرير الشام» اقتحام قرية كفر حلب؛ حيث استخدمت الرشاشات الثقيلة والأسلحة المتوسطة بالهجوم. وأضاف الناشطون، بحسب «سمارت»، أن «تحرير الشام» طوقت القرية واستهدفتها بالرشاشات الثقيلة والأسلحة المتوسطة، بينها قواذف «آر بي جي»، مشيرين إلى أن أهالي القرية ومقاتلين من أبنائها في «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لـ«الجيش السوري الحر»، تصدوا لهجوم «تحرير الشام».
ولفت الناشطون إلى أن «تحرير الشام» تسعى بهذه الخطوة إلى توسعة نفوذها بالجزء الغربي من محافظة حلب، واعتقال المعارضين لها الموجودين بالقرية، وخاصة من رفع علم الثورة السورية، منذ تجدد المظاهرات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «الاقتتال الذي دار في قرية كفر حلب في القطاع الغربي من ريف محافظة حلب، تسبب في سقوط خسائر بشرية من سكان القرية»؛ حيث أكدت مصادر أن «الاشتباكات وإطلاق النار تسببا في مقتل 3 مواطنين بينهم طفلتان من العائلة ذاتها، فيما أصيب عدة أشخاص بجراح متفاوتة الخطورة».
وأضاف أن «الاقتتال دار منذ الساعات الأولى من صباح اليوم في القرية، بين حركة نور الدين الزنكي من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، واستمر لساعات، مخلفاً 3 قتلى، بينهم مقاتل من (تحرير الشام)، على خلفية محاولة هيئة تحرير الشام اعتقال شخص من القرية، الجمعة».
وساد توتر في المنطقة القريبة من المنطقة المزمع نزع السلاح منها وفقاً للاتفاق الروسي – التركي، الذي جرى التوصل إليه بعد توافق بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال «المرصد» إن «هيئة تحرير الشام تعمدت محاصرة قرية كفر حلب، ومنع عملية التنقل منها وإليها، في محاولة لإجبار الحركة على تسليم المطلوب، وعلى الرضوخ لشروط هيئة تحرير الشام، وسط معلومات أولية عن التوصل لتوافق يقضي بخروج مقاتلي حركة نور الدين الزنكي من القرية، فيما أكدت مصادر أخرى أن قوات الجبهة الوطنية للتحرير المستنفرة في محيط المنطقة تحاول فتح طريق إلى القرية، بعد أن حاصرتها هيئة تحرير الشام».
وتأتي عملية الاشتباكات هذه في ظل التوترات الأخيرة بين الطرفين، وتعد المواجهات هذه، الخامسة من نوعها خلال الأيام القليلة الماضية، والأعنف منذ التوتر الذي شهدته دارة عزة بين «هيئة تحرير الشام من طرف، والجبهة الوطنية للتحرير من طرف آخر؛ حيث جرت عملية مفاوضات ومشاورات عبر وجهاء ووسطاء لحل الخلاف».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.