مانشستر يونايتد فريق بلا شكل أو خطة واضحة المعالم

خطأ مورينيو أم نقص في مهارات اللاعبين... أم الاثنان معاً

لوكاكو فقد حاسة التهديف (رويترز)
لوكاكو فقد حاسة التهديف (رويترز)
TT

مانشستر يونايتد فريق بلا شكل أو خطة واضحة المعالم

لوكاكو فقد حاسة التهديف (رويترز)
لوكاكو فقد حاسة التهديف (رويترز)

زأر جمهور مانشستر يونايتد في مدرجات ملعب «أولد ترافورد» في المباريات الأخيرة مطالبا لاعبي الفريق بـ«الهجوم والهجوم ثم الهجوم»، لكن مانشستر يونايتد لم يهاجم. ربما حاول الفريق أن يهاجم، لكن لكي نكون صادقين فإنه لم يكن من السهل معرفة ما يريد الفريق القيام به في حقيقة الأمر، لأن الفريق ظهر بلا شكل أو خطة واضحة المعالم!
وتحت قيادة المدير الفني الاسكوتلندي السابق ديفيد مويز، كان مانشستر يونايتد يهاجم. صحيح أن الفريق كان يظهر في كثير من الأحيان بصورة سيئة وكان يعتمد في الهجوم على الكرات العرضية فقط، لكنه كان يهاجم في نهاية المطاف، وكانت هناك خطة واضحة، حتى وإن كانت خطة مملة وكان من السهل التنبؤ بها! وفي عهد المدير الفني الهولندي السابق لويس فان غال، كان مانشستر يونايتد يهاجم أيضا. صحيح أنه كان يهاجم بطريقة غريبة لا تروق للكثيرين، لكنه كان يهاجم وكانت هناك أيضا خطة واضحة، رغم أنها كانت خطة مملة ومن السهل أيضا التنبؤ بها، تماما كما كان الأمر مع الخطة التي كان يعتمد عليها مويز.
وخاض مانشستر يونايتد مباراته الأخيرة على ملعب «أولد ترافورد» أمام فالنسيا في إطار مباريات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، وكان من المفترض أن تكون مباراة سهلة للفريق الإنجليزي، خاصة أن فالنسيا يحتل المركز الرابع عشر في الدوري الإسباني الممتاز ولم يحقق أي فوز في الليغا الإسبانية حتى يوم السبت الماضي. وكان من المفترض أن يدخل مانشستر يونايتد هذه المباراة بكل قوة ويسيطر على مجريات الأمور ويهاجم بشراسة كما كان يفعل دائما في المباريات التي تقام على ملعبه، لكن مانشستر يونايتد تحت قيادة مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو لم يهاجم.
وكان هذا الضعف الهجومي هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى إقالة فان غال من منصبه. ورغم أن البعض كان يتعاطف مع المدير الفني الهولندي في بداية فترة ولايته ويشير إلى أن الآخرين لا يستطيعون مواكبة مفهومه المتطور للعبة، فإنه رحل في نهاية المطاف بعدما فشل في تحقيق أهداف النادي.
لقد طالب الجمهور بـ«الهجوم والهجوم ثم الهجوم» من أجل حث الفريق على العودة إلى المسار الصحيح وإلى تحقيق النتائج التي تتناسب مع أمجاد وتاريخ هذا النادي العريق. ونتذكر جميعا ما حدث في ملعب ويمبلي عام 1968 عندما تغلب مانشستر يونايتد على بنفيكا البرتغالي في المباراة النهائية لبطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري (دوري أبطال أوروبا الحالية) عام 1968، فعلى الرغم من تقدم مانشستر يونايتد بهدف دون رد في تلك الليلة، كانت الجماهير الإنجليزية لا تطالب بتحقيق الفوز فحسب، لكنها كانت تطالب أيضا بالالتزام بروح المدرب الراحل مات بسبي وتقديم كرة هجومية ممتعة.
وربما يجب الاعتراف بأن المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون لم يكن يهاجم دائما في جميع المباريات، لكن في الأوقات الصعبة كان يقوم ببعض التفاصيل الصغيرة التي كانت تمنح النادي التفوق وتساعده على استعادة أمجاد الماضي. وهذا هو السبب الذي جعل مطالبات نجم الفريق بول بوغبا بأن يلعب الفريق كرة هجومية أكبر بعد المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق أمام وولفرهامبتون واندررز تبدو مهمة للغاية. ولم يكن بوغبا مجرد لاعب محبط يتساءل عما إذا كان يمكن لفريقه أن يلعب بشكل هجومي أكبر أم لا، لكنه لاعب كبير قضى ثلاثة أعوام داخل النادي وهو في قمة عطائه الكروي وأشار إلى الماضي العريق للنادي لكي يظهر التناقض الواضح بين الماضي وبين ما يحدث حاليا في «أولد ترافورد» تحت قيادة مورينيو.
ولكي نظهر الفرق الواضح بين ما كان يحدث في مانشستر يونايتد في السابق وما يحدث حاليا يجب الإشارة إلى أن مات بسبي كان يخبر لاعبيه بأن يستمتعوا باللعب داخل الملعب، لكن مورينيو يطلب من لاعبيه النزول إلى الملعب ويتأكد من عدم استمتاع أي منهم باللعب! وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لم يهاجم مانشستر يونايتد؟ من الواضح أن المشكلة لا تعود إلى مورينيو، الذي قال: «لقد حاولنا أن نلعب، لكن في بعض المواقف الحاسمة في مرحلة بناء الهجمات لا تكون لدينا المهارات القادرة على بناء الهجمات من الخلف».
ويأخذنا هذا الأمر إلى طرح سؤال آخر هو: من المسؤول إذا عن هذه المشكلة؟ لقد كان مورينيو هو من تعاقد مع إريك بايلي، وهو أيضا مع قرر إشراك كريس سمولينغ على حساب المدافع السويدي فيكتور لينديلوف الذي تعاقد معه مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، وكان مورينيو أيضا هو من قرر ألا يتخلى عن خدمات لوك شاو وأنطونيو فالنسيا في نفس الوقت الذي كان يسخر فيه من نادي مانشستر سيتي الصيف الماضي بسبب إنفاقه 130 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع ثلاثة ظهراء للجنب!
وعلاوة على ذلك، ما زال مانشستر يونايتد يضم ثلاثة لاعبين من الأربعة لاعبين الذين كانوا موجودين في الخط الخلفي في عهد فان غال، عندما كان الفريق لا يقوم بأي شيء سوى ببناء الهجمات من الخلف، لكن مورينيو لا يدفع بهم في التشكيلة الأساسية! ومع ذلك، من الممكن لأي فريق أن يهاجم حتى لو لم يكن لديه مدافعون بارعون في التحكم في الكرة ونقل الكرات من الخلف للأمام بمهارة كبيرة، وهو الأمر الذي يقوم به العديد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز كل أسبوع.
ومن المؤكد أن المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو لاعب جيد ويتحرك باستمرار، وهي الصفات التي جعلت مانشستر يونايتد يتعاقد معه مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، لكن أمام فالنسيا كان لوكاكو، كغيره من لاعبي مانشستر يونايتد، يتجول داخل الملعب، للدرجة التي جعلت بوغبا يصرخ في وجهه من أجل أن يحثه على التحرك. وفي المقابل، لا يتوقف النجم التشيلي أليكسيس سانشيز عن الحركة، لكن من الواضح أنه يتحرك بشكل عشوائي وبلا هدف محدد. وحتى ماركوس راشفورد، الذي يمثل تهديدا كبيرا على مرمى الفرق المنافسة ويبذل مجهودا هائلا، يجعلك تشعر بأنه يلعب بمفرده وليس جزءا من فريق متماسك يلعب بشكل جماعي.
أما بوغبا فيعيش في عالم من التناقض الواضح، فمن جهة فهو لاعب يمتلك مهارات وفنيات كبيرة لا يختلف عليها اثنان ويؤمن بأن مانشستر يونايتد بحاجة إلى أن يلعب بشكل هجومي أكبر، لكنه من جهة أخرى يثبت في كثير من الأحيان أن مورينيو محق تماما في الانتقادات التي يوجهها له بسبب أدائه المتباين وعدم القيام بالمهام المطلوبة منه على أكمل وجه. لقد أصبح بوغبا يجسد التوترات والصراعات الداخلية التي يعاني منها مانشستر يونايتد في الآونة الأخيرة. وكانت المحصلة النهائية لكل ذلك هي الفوضى ورؤية فريق بدون دوافع وبدون إيقاع أو نمط، أو حتى خطة واضحة المعالم. ورغم أن الجمهور يزأر في أولد ترافورد مطالبا بـ«الهجوم والهجوم ثم الهجوم»، فإن الحقيقة هي أن مانشستر يونايتد بات عاجزا عن الهجوم وتهديد مرمى الفرق المنافسة.
ويدخل مانشستر يونايتد مباراة اليوم ضد نيوكاسل بعد فشله في تحقيق أي فوز في مبارياته الأربع الأخيرة، علما بأنه فاز مرة واحدة على أرضه (من ثلاث مباريات) في الدوري المحلي. وقبل لقاء اليوم، قال مورينيو ردا على سؤال عما إذا كان يوافق على أن هذه النتائج ليست جيدة بما يكفي لناد من هذا الحجم، أجاب: «أنا موافق». وردا على سؤال عن أسباب هذا الأداء، قال: «أسباب مختلفة»، ورد بـ«كلا» على استفسار إضافي عما إذا من الممكن تحديد هذه الأسباب. واعتبر مورينيو أن مباراة اليوم ستكون على قدر كبير من الأهمية لفريقه الذي يحتل حاليا المركز العاشر في ترتيب الدوري الإنجليزي، بفارق تسع نقاط عن المتصدر، غريمه وحامل لقب الموسم الماضي مانشستر سيتي.
وشدد مورينيو على ضرورة أن يحسن يونايتد أيضا من أدائه على ملعبه، حيث لم يفز هذا الموسم سوى في مباراة واحدة في المرحلة الأولى من الدوري الإنجليزي على ليستر سيتي (2 - 1). وتعود أطول فترة من دون فوز في أولد ترافورد بالنسبة إلى يونايتد لنوفمبر (تشرين الثاني) 1989 وفبراير (شباط) 1990، عندما خاض ست مباريات من دون أي انتصار. وقال المدرب السابق لتشيلسي وريال مدريد: «خسرنا مرة واحدة فقط على أرضنا طوال الموسم، خسارة واحدة فقط في المباريات السبع الأخيرة، لكن دون أي فوز على ملعبنا في المباريات الثلاث الأخيرة. لا نملك شعورا بالهزيمة، لكن أيضا لا شعور بسعادة الفوز، ومن المهم بالنسبة إلينا أن نحاول الفوز في مباراة السبت».



مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».