السنوار: لا مصلحة لأحد في حرب جديدة

حشود إسرائيلية حول قطاع غزة بعد ساعات من رسالة تهدئة «حماس»

قائد {حماس} في غزة يحيى السنوار بين عدد من المواطنين (غيتي)
قائد {حماس} في غزة يحيى السنوار بين عدد من المواطنين (غيتي)
TT

السنوار: لا مصلحة لأحد في حرب جديدة

قائد {حماس} في غزة يحيى السنوار بين عدد من المواطنين (غيتي)
قائد {حماس} في غزة يحيى السنوار بين عدد من المواطنين (غيتي)

بعد ساعات على نشر رسالة تهدئة من قائد حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وجهها إلى الرأي العام الإسرائيلي، من خلال مقابلة صحافية، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي عن تعزيز قواته بحشود كبيرة على طول حدود القطاع، استعدادا لمواجهة أحداث مسيرة العودة اليوم (الجمعة)، بناء على تعليمات من رئيس الأركان غادي إيزنكوت.
وقال الناطق، إن هذا القرار جاء في أعقاب جلسة تقييم للوضع الأمني، جرت صباح أمس الخميس، بمشاركة مسؤولين من الجيش و«الشاباك». وأوضح أن القرار جاء تحسبا لتصعيد الأوضاع خلال المظاهرات المتوقعة عند السياج الأمني. وأضاف أن الجيش سينقل قوات مدرعة وقناصين ومقاتلين، بهدف التصدي لمحاولات خرق السياج الأمني والدخول إلى إسرائيل. ويستعد الجيش كذلك لسيناريو إطلاق قذائف من القطاع نحو البلدات المحاذية، ودخول إسرائيل في حملة عسكرية واسعة، إذ قام بنشر منصات إضافية للمنظومة الدفاعية «القبة الحديدية».
وكانت مصادر إعلامية عبرية قد كشفت عن منح قيادة الجيش الإسرائيلي (قيادة المنطقة الجنوبية) صلاحيات واسعة لمواجهة مسيرات العودة على حدود القطاع. وقالت إذاعة المستوطنين «القناة السابعة» إن الهدف من ذلك هو إحباط النشاطات المنطلقة من قطاع غزة، ومنع أي عمليات تسلل من خلال السياج الحدودي. ونقلت عن ناطق عسكري قوله، إن «الجيش مستعد للسيناريوهات كافة، محملا حركة حماس المسؤولية عما يحدث داخل قطاع غزة وخارجه».
ولم يتطرق الجيش بتاتا إلى الرسالة التي كان وجّهها رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، للإسرائيليين، عبر مقابلة صحافية نادرة، تنشر اليوم الجمعة في صحيفتي «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية و«دي ربوبليكا» الإيطالية، تحدث فيها السنوار عن ضرورة التخلي عن الحرب. وقد أجرت المقابلة الصحافية الإيطالية، فرانشيسكا بوري، في مكتب السنوار في غزة في الأيام الأخيرة. وقد أكدت أنها قدمت نفسها صحافية تجري مقابلة للصحيفتين الإيطالية والإسرائيلية. وهذه أول مرة يجري فيها السنوار مقابلة مع صحيفة إسرائيلية.
وفي تلخيص للمقابلة، كتبت بوري، أمس الخميس: «بالنسبة للأغلبية الساحقة من الإسرائيليين، فإن يحيى السنوار هو عدو. رجل أمضى 22 سنة في السجون الإسرائيلية وأطلق سراحه قبل 7 سنوات في صفقة شاليط، وفي غضون سنوات قليلة، أصبح أحد قادة (حماس) الكبار والقائد الأول في قطاع غزة».
ونقلت عن لسانه القول: «إن حركته لا تريد حربا جديدة مع إسرائيل، وغير معنية بها، لأنها ليست في مصلحة أحد». وأضاف السنوار، حسب الصحيفة العبرية: «حرب جديدة ليست في مصلحة أحد. من لديه الرغبة في مواجهة قوة نووية، بينما لا يملك سوى 4 مقاليع! ما أريده أنا هو إنهاء الحصار، وأنا أعمل لما فيه مصلحة شعبي، من أجل توفير حماية له، والدفاع عن الحق في الحرية والاستقلال».
وأضافت بوري: «كانت معظم اجتماعاتنا في مكتبه في مدينة غزة. في بعض الأحيان بوجود مترجم، وأحيانا بحضور مساعديه ومستشاريه. قضيت 5 أيام في القطاع. ودار بيننا هذا الحوار:
> لماذا قررتم إجراء مقابلة مع صحيفة إسرائيلية الآن؟
- لأنني الآن أرى فرصة حقيقية للتغيير.
> فرصة... الآن!
- نعم الآن.
> ولكن ما يبدو لنا الآن هو أن الأمر الأكثر واقعية في غزة اليوم هو حرب أخرى.
- حرب جديدة ليست في مصلحة أحد، وبالتأكيد ليست في مصلحتنا. فمن لديه الرغبة في مواجهة قوة نووية، وهو يملك 4 مقاليع؟!
> لكنك قاتلت طوال حياتك.
- ما أريده هو نهاية الحصار، والتزامي الأول هو العمل من أجل مصالح أبناء شعبي، والدفاع عنهم، والدفاع عن حقهم في الحرية والاستقلال.
> 80 في المائة من سكان غزة يحصلون على مساعدات إنسانية، و50 في المائة يعانون من الجوع. ألا تظن أن مسؤولية ما تقع عليك بسبب هذا الوضع؟
- تقع على عاتق أولئك الذين أغلقوا الحدود، وليس أولئك الذين حاولوا إعادة فتحها، ومسؤوليتي هي التعاون مع أي شخص يمكن أن يساعدنا في وضع حد للحصار».
وتتابع بوري: «تُجرى المقابلة في خضم المفاوضات حول وقف إطلاق النار أو التهدئة بين إسرائيل و(حماس). فسألت السنوار عما يعنيه عندما يتحدث عن وقف إطلاق النار، وهو يجيبني بشكل مقنع... الهدوء مقابل نهاية الحصار».
وبما أن حركة حماس تحتجز مواطنين (إسرائيليين)، هما أفراهام مانغيستو وهشام السيد، وجثتي جنديين إسرائيليين، هدار غولدين وأورون شاؤول، سألته حول مدى أهمية بند تبادل الأسرى في أي اتفاق لوقف إطلاق النار. ورد السنوار بالقول: «إن ذلك مسألة أخلاقية وليست سياسية»، وإنه يرى في ذلك واجبا، وسيبذل كل جهوده للإفراج عمن لا يزالون في السجون. وفي إجابته عن السؤال حول ما سيحصل في حال فشل وقف إطلاق النار، قال السنوار، إن الاتفاق ليس قائما اليوم، وإن حركة حماس وكل الفصائل الفلسطينية على استعداد للتوقيع عليه. وأضاف: «سندافع عن أنفسنا في حال تعرضنا للهجوم. وستكون هناك حرب أخرى، وعندها، وبعد عام، ستأتين إلى هنا، وسأقول لك مرة أخرى، إن الحرب لن تحقق شيئا».
وفي حين استهجن محللون إسرائيليون نشر المقابلة مع السنوار، الذي يعد في إسرائيل رئيس حركة «إرهابية» وأحد أخطر أعداء إسرائيل، الذي يقيم علاقة واضحة مع إيران، ويحصل على دعمها المالي بقيمة 100 مليون دولار، كتب آخرون إن نشر أقواله مهم؛ لأن منع الحرب والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع هو مصلحة إسرائيلية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.