وفد «المحافظين» البريطاني يبحث التعاون الاقتصادي ودعم الجيش اللبناني

وفد حزب المحافظين البريطاني التقى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري أمس في بيروت (دالاتي ونهرا)
وفد حزب المحافظين البريطاني التقى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري أمس في بيروت (دالاتي ونهرا)
TT

وفد «المحافظين» البريطاني يبحث التعاون الاقتصادي ودعم الجيش اللبناني

وفد حزب المحافظين البريطاني التقى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري أمس في بيروت (دالاتي ونهرا)
وفد حزب المحافظين البريطاني التقى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري أمس في بيروت (دالاتي ونهرا)

جال وفد بريطاني من مجلس حزب المحافظين لشؤون الشرق الأوسط على المسؤولين اللبنانيين، حيث كان موضوع مساعدة الجيش اللبناني والتعاون الاقتصادي بين البلدين قضايا رئيسية في اللقاءات التي شملت الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش جوزيف عون.
ووصف رئيس المجلس هيوغو سواير اللقاءات اللبنانية بـ«المثيرة للاهتمام»، وأشار بعد لقائه الحريري، أن الأخير «تحدث عن الأمور الداخلية والتحديات الإقليمية الأوسع نطاقاً التي تواجه البلاد، وكيف يمكن للمملكة المتحدة أن تساعد أكثر في تحقيق بعض طموحاته فيما يتعلق بتنشيط الاقتصاد والبنى التحتية».
وقال: «نحن نؤمن بأن بريطانيا تستطيع أن تفعل الكثير في هذا المجال، وهي بالفعل تساعد بشكل كبير، كما قلت بشأن تدريب الجيش والبرنامج التعليمي الذي يواجه الكثير من التحديات بسبب قضية اللاجئين السوريين. ولكننا نريد أن نقوم بالمزيد على الصعيد التجاري أيضا، حتى تزدهر أوضاع جميع الناس في هذا البلد ويكون لهم دور مهم في المستقبل».
وكان الوفد البريطاني نقل، بحسب بيان رئاسة الجمهورية، إلى عون اهتمام بلاده بالوضع في لبنان وبالتقدم الذي تحقق في مجالات عدة لا سيما في مجال التعاون العسكري اللبناني - البريطاني. وأعرب سواير عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان، مشددا على أهمية استمرار الدعم البريطاني للجيش اللبناني لا سيما في مجالي التدريب والتجهيز، ومنوها بما حققه الجيش من إنجازات رسخت الأمن والاستقرار في لبنان.
بدوره رحب الرئيس عون بالوفد البرلماني البريطاني شاكرا الاهتمام الذي توليه بريطانيا بالجيش اللبناني والذي تواصل دعمه وتدريبه ما ساهم في تحقيق إنجازات أمنية كبيرة لعل أبرزها مواجهة التنظيمات الإرهابية وتحرير لبنان منها. وشدد عون على اهتمامه بتعزيز العلاقات الثنائية عارضا لما تحقق من إنجازات سياسية وأمنية واجتماعية منذ تسلمه مسؤولياته الدستورية، لافتا إلى الخطة الاقتصادية الإصلاحية التحديثية التي تم وضعها والتي ستتولى الحكومة الجديدة تنفيذها للانتقال بالاقتصاد اللبناني من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الإنتاجي.
وردا على أسئلة أعضاء الوفد، رحب رئيس الجمهورية برغبة الشركات البريطانية بالاستثمار في لبنان، مؤكدا على أن هذه الشركات ستجد مجالات عدة للاستثمار وفرصا إضافية من خلال الخطة الاقتصادية الوطنية.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.