أسرة المقرحي تطالب بتعويض عن «تبرئته المُحتملة» في اعتداء لوكربي

صورة أرشيفية لعبد الباسط المقرحي
صورة أرشيفية لعبد الباسط المقرحي
TT

أسرة المقرحي تطالب بتعويض عن «تبرئته المُحتملة» في اعتداء لوكربي

صورة أرشيفية لعبد الباسط المقرحي
صورة أرشيفية لعبد الباسط المقرحي

طالبت أسرة ضابط المخابرات الليبي عبد الباسط المقرحي، المتهم في قضية إسقاط طائرة ركاب أميركية فوق قرية لوكربي عام 1988، بتعويضها عن الفترة التي أمضاها في السجن، فيما تصاعدت داخل مدن ليبية عدة مطالب موازية تتحدث عن «إمكانية استعادة التعويضات التي دفعها نظام معمر القذافي لذوي ضحايا لوكربي».
وعادت قضية المقرحي لتهيمن على الساحة السياسية في البلاد مرة ثانية، بعد نشر صحيفة «الديلي ميل» البريطانية أجزاء من كتاب جديد للمؤلف الأميركي دوغلاس بويد، فنّد فيه فرضية وقوف ليبيا وراء تفجير طائرة لوكربي عام 1988، والتأكيد على أن «إيران هي التي أسقطتها».
وكانت محكمة اسكوتلندية قد دانت الليبي المقرحي عام 2001 بالسجن مدى الحياة بتهمة تفجير طائرة «بوينغ 747 – 121»، التابعة لشركة «خطوط بان أميركان العالمية» الأميركية فوق قرية لوكربي الاسكوتلندية في 21 من ديسمبر (كانون الأول) 1988، وذلك بعد إقلاعها من مطار هيثرو اللندني في اتجاه نيويورك. وقد أسفر الحادث، الذي عُدّ أسوأ كارثة جوية في تاريخ بريطانيا، عن مقتل 259 شخصاً كانوا على متنها، بالإضافة إلى 11 آخرين كانوا على الأرض لحظة سقوط حطامها.
وعبّرت المحامية غادة عبد الباسط المقرحي عن سعادتها بما عدّته «تبرئة لوالدها»، وقالت إنها «تطالب باسم عائلتها بالتعويض عن كل ساعة قضاها والدها في السجون البريطانية، بعيداً عنهم، حيث تركهم صغاراً، وعاد إليهم بعد طول انتظار. لكن الموت لم يمهله».
وأضافت البنت الكبرى للمقرحي للموقع الإلكتروني «الموقف الليبي»، أنهم كانوا منذ اليوم الأول في اندلاع هذه القضية «واثقين من براءة والدنا... وقد حاولنا إكمال مشواره في البراءة التي طال انتظارها، وفي النهاية كسبت العدالة. ولولا مرضه لكان قد ربح القضية».
وأنهت غادة المقرحي حديثها متمنية «الوقوف على قبر والدها لتقول له: يا أبي لقد ظهرت براءتك للعالم أجمع لكي ترتاح في قبرك».
وتصاعدت ردود الأفعال في ليبيا على خلفية تقرير «الديلي ميل»، حيث اعتبره البعض دليل «براءة محتملة» للمقرحي، الذي توفي في 20 مايو (أيار) 2012. بعدما أفرج عنه القضاء الاسكوتلندي عام 2009 لأسباب إنسانية، تتعلق بإصابته بسرطان في مراحله النهائية.
وفي هذا السياق قال أحمد عبد الحكيم حمزة، مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، في ليبيا «لا زلنا ننتظر حكماً قضائياً يبرئ المقرحي، أو يدين أطرافاً أخرى»، مشيراً إلى أنه «يمكن أن يكون قد تسرب من خلال كتاب المؤلف الأميركي دوغلاس بويد حقائق أو معلومات تبرئ النظام السابق في ليبيا، وتتهم إيران».
وأضاف حمزة في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن «النظام الإيراني ينتهج من خلال سياسته وتوجهاته ممارسات، تستهدف أمن واستقرار الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية، ودول المنطقة العربية بشكل عام، والخليج العربي بشكل خاص، والشواهد على ذلك متعددة في هذه السياسات السلبية». وتابع حمزة موضحا «هنا يمكن للسلطات الليبية اللجوء للقضاء الدولي لجبر الضرر، الذي لحق بالبلاد بسبب هذه القضية».
وفيما يتعلق باعتزام ابنة المقرحي رفع دعوى قضائية للمطالبة بتعويض، قال الحقوقي الليبي «هذا حق قانوني وإنساني مكفول لأسرة الضابط الليبي، ومن حقهم التقدم بدعوى قضائية لرد الاعتبار في حالة إثبات براءته القانونية، ووفقاً لحكم قضائي نهائي». وكانت عائلة المقرحي قد تقدمت بالتماس عام 2017. أي بعد خمس سنوات من وفاة المقرحي أمام هذه اللجنة التي يوجد مقرها في غلاسكو، وذلك بغرض الحصول على الحق في استئناف جديد للإدانة.
ولم تعلق السلطات الرسمية في ليبيا على ما ورد في كتاب المُؤلف الأميركي بشأن المقرحي. لكن كثيرين في الأوساط السياسية والحقوقية باتوا «يطالبون بإظهار الحقيقة، وكشف المتورطين في القضية».
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الليبية وقعت في 14 من أغسطس (آب) 2003 اتفاقا مع ممثلي ضحايا حادث لوكربي لتعويض عائلات الضحايا، نصّ على اعتراف ليبيا بمسؤوليتها عن تفجير الطائرة، وتم تحويل مبلغ التعويضات وقيمته 2.7 مليار دولار من البنك الوطني الليبي إلى حساب في بنك التسويات الدولية ومقره سويسرا، وذلك بواقع أربعة ملايين دولار لكل أسرة بمجرد رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.