وسط تأييد شامل من الشركاء والخصوم، بدأ رئيس الوزراء المكلف، عادل عبد المهدي، أولى خطوات تشكيل حكومته المقبلة، التي يتوجب عليها نيل ثقة البرلمان بعد شهر ونصف الشهر من الآن.
وفي حين أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عزمه على مساعدة عبد المهدي، في مهمته، دون وضع ضغوط عليه، رمى بسهم في اتجاه آخر، بمنحه مهلة عام لرئيس الوزراء المكلف لتحقيق الإصلاحات المرجوة بنجاح، أو مواجهة شعبية.
وهنَّأ الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس العراقي المنتخب، برهم صالح، على انتخابه رئيساً لجمهورية العراق، معبراً عن تطلعه إلى «العمل بشكل وثيق» معه في شأن كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأمل الأمين العام للمنظمة الدولية في بيان بأن «يمهِّد انتخاب الرئيس الطريق إلى التشكيل السريع لحكومة شاملة تماشياً مع الجداول الزمنية الدستورية».
وكذلك رحَّب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق المنتهية ولايته يان كوبيش بتكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، مجدداً دعم المنظمة الدولية للشعب العراقي و«هو يبني مستقبلاً جديداً من السلام والاستقرار والازدهار». وقال إن «العراق بحاجة إلى حكومة وطنية مستقرة تجمع العراقيين معاً وتُعيد لهم الأمل في بلدهم وهم يمضون قدماً في مرحلة ما بعد (داعش)»، مشدداً على «ضرورة تشكيل الحكومة ضمن الجدول الزمني الدستوري، وأن تتسم هذه الحكومة بالمهنية والكفاءة ومراعاة التمثيل الحقيقي والشامل للنساء في المناصب الوزارية». وحض القادة السياسيين على «الوفاء تحديداً بتعهداتهم بشأن تمثيل المرأة في السياسة»، داعياً رئيس الوزراء المكلف إلى «تعيين نساء مؤهلات في مناصب وزارية رئيسية».
وكان كوبيش هنَّأ برهم صالح بانتخابه رئيساً للعراق من مجلس النواب. وعبَّرت بعثة الأمم المتحدة عن تطلّعها للعمل مع الرئيس الجديد في مهمته «بصفته ضامناً لدستور العراق وتنفيذه».
وكان الرئيس العراقي برهم صالح استقبل أمس كلاً من رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، ورئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي، مبيناً في تغريدة على «تويتر»، أن اللقاء كان تحت عنوان واحد وهو «التداول السلمي للسلطة وتكاتف الجميع لخدمة العراقيين».
من جانبه، طالب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، أمس، رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبد المهدي بتشكيل حكومة وزارية دون ضغوط حزبية. وقال الصدر، في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بدأنا خطوات الإصلاح، وها نحن نتممها بقدر المستطاع، وقد تمكنّا من جعل رئيس الوزراء مستقلاً، وأوعزنا له بتشكيل كابينة وزارية بدون ضغوطات حزبية أو محاصصة طائفية أو عرقية مع الحفاظ على الفسيفسائية العراقية الجميلة».
وأضاف: «أوعزنا بعدم ترشيح أي وزير لأي وزارة من جهتنا مهما كان، واتفقنا على إعطائه مهلةَ عامٍ لإثبات نجاحاته أمام الله وأمام شعبه ليسير بخطى حثيثة وجادة نحو بناء العراق وفق أسس صحيحة، كما حاول سلفه من قبله ذلك، مبتعداً عن التفرُّد بالسلطة والمنصب؛ فإما أن ينتصر الإصلاح تدريجياً، وإما أن ينتفض الشعب كلياً».
وفيما حظي عادل عبد المهدي بتأييد واسع من مختلف القوى والكتل السياسية بصرف النظر عما إذا كانوا شركاء أم خصوماً، فإن الرئيس العراقي برهم صالح لم يحظَ بتأييد كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني التي أعلنت تأييدها لرئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي.
وأكد رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحافي أمس، أن آلية انتخاب رئيس جمهورية العراق لا تعبر عن إرادة شعب كردستان، وأن ما جري سيؤثر بالتأكيد على آلية تشكيل حكومة الإقليم المقبلة، ويعد «سابقة... وبداية خطيرة للمرحلة المقبلة». وأوضح: «أبدينا كل المرونة من أجل أن نتوافق مع الاتحاد (الوطني الكردستاني) بشأن ترشيح شخصية واحدة، ولكن الاتحاد اختار طريقاً آخر، وبذلك شقَّ وحدة الصف الكردستاني وسيكون لها تداعيات عراقياً وتأثيرات كبيرة كردستانياً، وسنتعامل مع الاتحاد على أساس جديد عند تشكيل الحكومة كما تعاملوا هم في مسألة رئاسة الجمهورية».
وشدد: «وليعلم الجميع وبصراحة شديدة، نحن لا يهمنا المنصب بذاته، ولكن حاولنا لأقصى حد الحفاظ علي وحدة الصف الكردستاني، ولكن بناء على تعامل الاتحاد سنتعامل معه في كردستان بأسلوب جديد».
ورداً علي سؤال بشأن رئيس العراق برهم صالح، قال بارزاني: «إننا نحترمه كشخص ولكن الجميع يعرفون أنه عاد إلى الاتحاد من أجل هذا المنصب فقط، بعد أن خرج من حزبه وأسَّس تحالفاً، فيبدو أنه لم يكن وفياً لا لحزبه ولا لتحالفه، فنتمنى أن يكون وفياً لكردستان».
وأكد نيجيرفان من جهة ثانية دعم الكرد لعبد المهدي. وقال في مؤتمره الصحافي بمدينة أربيل: «نحن سعداء بتكليف الدكتور عادل عبد المهدي بمنصب رئاسة الوزراء، كما نعلن دعمنا الكامل له، ونتمنى له الموفقية والنجاح».
وأضاف أن «بغداد تعلمُ جيداً أين يكمنُ القرار السياسي في إقليم كردستان»، معرباً عن الجديةِ للمشاركةِ في المشروع السياسي في العراق. كما أعرب عن تفاؤله للمرحلة الجديدة بين أربيل وبغداد حيث قال: «اليوم توجدُ لدينا فرصة أخرى لبدء مرحلة جديدة بين أربيل وبغداد على أساس الدستور، وأن نستفيد من أخطاء الماضي لبناءِ مستقبل زاهر لإقليم كردستان والعراق معاً».
وتابع قائلاً: «ذهابنا إلى بغداد لم يكنْ لجمعِ الأصوات لنيلِ منصب رئيس الجمهورية بل كان للحفاظ على وحدة الكرد»، موضحاً أنه «طُلب مني الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية، وكنا سنحصلُ على دعم جميع القوى العراقية والدولية إن أردنا ذلك»، مشدداً بالقول: «نحن أردنا أن ندافع عن استحقاقات إقليم كردستان، فوحدة الصف أهم من جميع المناصب؛ فقوَّتُنا تكمن في وحدتنا».
الصدر يمنح عبد المهدي عاماً للإصلاح... أو مواجهة شعبية
بارزاني يعتبر أن صالح {لم يكن وفياً لحزبه ولا تحالفه}... وغوتيريش يهنئ القيادة العراقية الجديدة
الصدر يمنح عبد المهدي عاماً للإصلاح... أو مواجهة شعبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة