اختُتمت فعاليات معرض للصور في مركز جيوبولس الثقافي في العاصمة البلجيكية والذي استمر على مدى ثلاثة أسابيع، وانتهى مع نهاية الشهر الماضي، وتضمّن صوراً تُظهر الدور الذي قام به الجنود الأميركيون الأفارقة في نقل موسيقى الجاز إلى أوروبا خلال فترة الحرب العالمية الأولى، وهو أمر لم يكن معروفاً للعديد من الأوروبيين.
وبدأ وصول موسيقى الجاز إلى أوروبا عام 1918 في منتصف الحرب العالمية الأولى، عندما وصل آلاف الجنود الأميركيين الأفارقة إلى أوروبا، لمساعدة الحلفاء في القتال ضد ألمانيا، وكان محظوراً عليهم حمل السلاح، بسبب الفصل العنصري، فأحضروا معهم معدات موسيقية، وعرفت أوروبا من وقتها موسيقى جديدة هي موسيقى الجاز.
«الشرق الأوسط» زارت المعرض، وعلى باب الدخول تسمع على الفور من خلال سماعات في أرجاء المعرض مقاطع من موسيقى الجاز، كما يوجد بعض المجلات والوثائق التي تمكن قراءتها للحصول على مزيد من المعلومات بهذا الصدد، بالإضافة إلى توفير إمكانية لمشاهدة مقاطع فيديو تظهر لحظات وصول الجنود إلى موانئ أوروبا عبر السفن.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت جولي بيزالريك المسؤولة الإعلامية في المركز الثقافي، إنه بعد مرور قرن من الزمان على انتهاء الحرب العالمية الأولى جاء هذا المعرض لتعريف الأوروبيين على كيفية انتقال موسيقى الجاز عبر الجنود الأميركيين الأفارقة الذين وصلوا إلى أوروبا خلال فترة الحرب لمساعدة الحلفاء، وأضافت تقول: «بمناسبة الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى جاء هذا المعرض واخترنا له اسم (الحرب وموسيقى الجاز)، ويُظهر وصول الجنود الأميركيين الأفارقة إلى فرنسا وبريطانيا، ولم يكن لهؤلاء دور قتالي وإنما لتقديم المساعدة في أمور أخرى مثل الطبخ وغيره ولكن كانت بحوزتهم آلات موسيقية وعزفوا موسيقاهم الجديدة وهي الجاز، وبالتالي المعرض يُظهر التأثير الثقافي للحروب».
وأظهرت الصور أن الجنود الذين لم يكن مسموحاً لهم وقتها بحمل السلاح بسبب الفصل العنصري، جرى بعد ذلك إدماجهم مع الجنود الآخرين وشكّلوا فرقة موسيقية مشتركة، هذا إلى جانب صور أخرى أوضحت بعض الأمور التي لم تكن معروفة بالنسبة إلى زوار المعرض. وقال رجل بلجيكي عازف للموسيقى: «لم تكن لديّ أي معرفة من قبل بأن موسيقى الجاز وصلت إلى أوروبا عبر الجنود الأميركيين الأفارقة، ولكن هذا المعرض عرّفني معلومات جديدة حول تاريخ الموسيقى في أوروبا. إنه أمر جيد ومهم».
وقال شاب بلجيكي في العشرين من عمره، من زوار المعرض: «من المثير للاهتمام أن نرى أنه خلال فترة الحرب، وهي لحظة صعبة في تاريخنا، يمكن أن يكون للموسيقى مكان رغم التباين الواضح، فالحرب تعني القتال والموسيقى تعني الفرح والابتهاج».
وإذا كان المعرض قد سلّط الضوء على دور الجنود الأميركيين في تعريف أوروبا بهذا النوع الجديد من الموسيقى فإن ذلك يعد من وجهة نظر البعض من الزوار دليلاً واضحاً على إمكانية تحقيق التبادل الثقافي حتى في وقت الحروب.
وسبق أن استضاف المركز الثقافي «جيوبولس» في بروكسل عدة معارض تناولت ملف الهجرة وتداعياتها الثقافية وبخاصة أن العاصمة البلجيكية بروكسل معروفة بالتنوع والتعدد الثقافي لسكانها.
{الحرب والجاز}... جنود نقلوا الإيقاع
معرض في بروكسل لتعريف الأوروبيين بدور الأميركيين الأفارقة في الإرث الموسيقي للقارة
{الحرب والجاز}... جنود نقلوا الإيقاع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة