إيطاليا تروج لمؤتمر حول ليبيا... وألمانيا لا ترى وضعاً يسمح انتخابات

روما تتوقع مشاركة وفود من دول الخليج وتركيا والاتحاد الأوروبي

ملصقات تدعو المواطنين إلأى تسجيل أسمائهم في قوائم المنتخبين تحضيراً للانتخابات التي يتوقع أن تشهدها البلاد في ديسمبر المقبل (غيتي)
ملصقات تدعو المواطنين إلأى تسجيل أسمائهم في قوائم المنتخبين تحضيراً للانتخابات التي يتوقع أن تشهدها البلاد في ديسمبر المقبل (غيتي)
TT

إيطاليا تروج لمؤتمر حول ليبيا... وألمانيا لا ترى وضعاً يسمح انتخابات

ملصقات تدعو المواطنين إلأى تسجيل أسمائهم في قوائم المنتخبين تحضيراً للانتخابات التي يتوقع أن تشهدها البلاد في ديسمبر المقبل (غيتي)
ملصقات تدعو المواطنين إلأى تسجيل أسمائهم في قوائم المنتخبين تحضيراً للانتخابات التي يتوقع أن تشهدها البلاد في ديسمبر المقبل (غيتي)

بدأت إيطاليا أمس حملة دعائية للترويج للمؤتمر الدولي، الذي تستعد لاستضافته الشهر المقبل حول تطورات الأزمة في ليبيا، في وقت قالت فيه مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إنه من المنتظر أن يشارك فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، ورؤساء مجلسي النواب والدولة، بالإضافة إلى فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، وذلك في مسعى لجمع القوى المتناحرة معا، وإقامة حوار في البلاد.
وأبلغ وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي، أول من أمس، مجلس الشيوخ الإيطالي أن الاجتماع سيعقد في باليرمو عاصمة الجزيرة في 12 و13 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث من المتوقع مشاركة أطراف رئيسية من داخل وخارج ليبيا، وقال بهذا الخصوص: «نريد إيجاد حل مشترك، رغم اختلاف الآراء حول الطاولة»، مشددا على أن الهدف هو «المساعدة في استعادة السلام في ليبيا، وتسهيل عملية سياسية شاملة قبيل انتخابات محتملة».
وأوضح موافيرو أنه لا يتوقع أن يركز اجتماع باليرمو على تواريخ محددة، وأنه «لن يتم فرض مواعيد نهائية أو تحديد مهام لليبيين». معتبرا أن الحكومة الإيطالية «لم تشكك أبدا في حتمية إجراء الانتخابات السياسية في ليبيا»، في إشارة إلى الصراع المحتدم مع فرنسا بشأن تحديد موعد لإجرائها. كما كشف أيضا النقاب عن اهتمام أبداه حفتر بالمؤتمر، لكنه لم يجزم ما إذا كان الأخير سيحضر المؤتمر أم لا.
في غضون ذلك، امتنع أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم المشير حفتر والناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، عن التعليق لـ«الشرق الأوسط» حول حضور حفتر من عدمه، مكتفيا بالقول: «للأسف لا توجد لدي أي معلومات بهذا الخصوص حتى الآن».
لكن في المقابل رأت وسائل إعلام إيطالية أن حضور حفتر المؤتمر يعتمد على إقناع روسيا له بالمشاركة، بينما قال وزير الخارجية الإيطالي إنه سيزور موسكو الاثنين المقبل لبحث الوضع في ليبيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وتتوقع روما مشاركة وفود رفيعة المستوى من جيران ليبيا ودول الخليج، وتركيا والاتحاد الأوروبي، خاصة أن إيطاليا تتنافس مع جارتها فرنسا حول أفضل سبيل للتعامل مع ليبيا، التي تعاني من العنف منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في 2011، وأطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي.
في سياق متصل، أعلن نيلز آنين، وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية، عن دعم بلاده جهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لإجراء الانتخابات، لكنه اشترط أن تتم في «الوقت المناسب»، حسب تعبيره. وقال نيلز الذي لفت إلى إجراء محادثات مثمرة مع مصر حول الأزمة الليبية، في تصريحات لصحيفة (لاستامبا) الإيطالية، أمس، إن المجتمع الدولي، وخصوصا الاتحاد الأوروبي: «تقع عليه مسؤولية ضمان اختيار الليبيين لشكل دستورهم ومن يحكمهم»، واستشهد بالاشتباكات العنيفة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس مؤخرا بين الميليشيات المسلحة كدليل على أن الوقت غير مناسب لإجراء الانتخابات. وأضاف نيلز موضحا: «نحن نعتزم المساعدة في تحديد موقف موحد لتجاوز الأزمة الليبية»، معتبرا أن «المبادرات الفرنسية والإيطالية هي بالتأكيد مدعاة للترحيب والرضا».
وعلى الرغم من حديث بعض مسؤولي مجلس النواب والأعلى للدولة عن حدوث تقدم إيجابي في المحادثات الجارية بينهما للاتفاق على تشكيل سلطة تنفيذية جديدة في البلاد، وإنشاء مجلس رئاسي جديد، يقتصر عدد أعضائه على ثلاثة فقط (رئيس ونائبين)، بدلا من العدد الحالي (تسعة أعضاء)، فإن مسؤولين في البرلمان، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، قالوا في المقابل إنه لا جديد في الخلافات العالقة بين الطرفين.
بدوره، قال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، إن الموضوع «لا يتعلق بمسألة التشاؤم أو التفاؤل حول نجاح هذه المحادثات... وأنا شخصيا رافض لفكرة الجلوس مع ما يعرف بمجلس الدولة»، في إشارة إلى المجلس الذي يقوده الإخواني خالد المشري في العاصمة طرابلس.
وتابع الميهوب لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «بالتالي فإن فرص مرور أي اتفاق صعبة... ويجب أن نسأل: أين المؤسسة العسكرية من أي اتفاق؟، وهذا ما يجعلنا في صف الرافضين لأي اتفاق يمس المؤسسة العسكرية».
من جهة ثانية، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء أمس عن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، أن ليبيا تضخ نحو 1.25 مليون برميل يوميا من النفط وتخطط لزيادة إنتاجها. ووفقا لتقديرات الوكالة، فإن مستويات الإنتاج الحالي دون معدل إنتاج ما قبل الحرب الأهلية، حيث كان يبلغ نحو 1.6 مليون برميل يوميا، لكنها عند أعلى مستوى منذ منتصف 2013.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.