ندوة مشتركة بين «مركز الأهرام» و «مؤسّسة الفكر العربي»

جانب من الندوة
جانب من الندوة
TT

ندوة مشتركة بين «مركز الأهرام» و «مؤسّسة الفكر العربي»

جانب من الندوة
جانب من الندوة

عقد «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، بالتعاون مع «مؤسّسة الفكر العربي»، ندوة بعنوان «نحو نموذج ثقافي عربي جديد في عالم متحوّل»، تمّ خلالها مناقشة كتاب «أفق» السنوي الذي أصدرته المؤسّسة تحت العنوان نفسه.
بدأت الندوة بعرض فيلم قصير عن كتاب «أفق» السنوي، ثم ألقى مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور وحيد عبد المجيد كلمة أكّد فيها على أهمّية النقاش في ظلّ الاضطراب الثقافي العالمي، وما تثيره هذه الندوة من أفكار حول بلورة نموذج عربي، داعياً إلى عقد المزيد من الندوات، خصوصاً أنّ هناك اتّجاهاً قويّاً لعقد قمّة ثقافية عربية كانت «مؤسّسة الفكر العربي» قد بادرت بالدعوة إليها سابقاً، بالتعاون مع الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية ومنظّمة «الأليكسو».
ورأى عبد المجيد أنّ كتاب «أفق» السنوي يطرح قضيّة التحوّلات الثقافية التي تحدث في العالم، وموقع الفكر العربي فيها، ويقدّم عدداً من الإسهامات الهامّة والمفيدة التي يمكن الانطلاق منها، لتحديد ملامح أساسيّة لنموذج ثقافي عربي تنويري، يُعبّر عن التعدّد الفكري، ويبلور المشتركات. ولفت إلى ضرورة تحديد مفهوم «البراديغم» الثقافي في ضوء المستجدّات، خصوصاً أنّ «البراديغم» استخدم كتيّارٍ ثقافي عامّ. وطرح مجموعة من الأسئلة، مثل: هل توجد إمكانية لتطوّر «البراديغم» وخروجه إلى النور؟ هل يسمح الوضع العربي الآن بمناقشة مثل هذه القضية؟ ما هي المتطلّبات اللازمة لبدء حوار عربي حوله؟ ما هي المرجعيّات التي يمكن أن يرتكز عليها، وما هي القيم الأساسية التي يتبنّاها؟
وألقى المدير العام لـ«مؤسّسة الفكر العربي» الدكتور هنري العويط، كلمة، حدّد فيها موقع الكتاب، موضوع الندوة، في منظومة منشورات «مؤسّسة الفكر». وأكّد على اهتمام المؤسّسة بالثقافة من خلال برنامجها «حضارة واحدة»، الذي يُعنى بتعريب باقة مُنتقاة من الكتب التراثية والمعاصرة، المنشورة بلغاتٍ أجنبيّة عدّة، ومن أكثرها شهرة سلسلة تقارير «أوضاع العالم» الصادرة عن دار «لاديكوفرت» الفرنسية. كما نوّه بالتقرير العربي السنوي للتنمية الثقافية الذي دأبت المؤسّسة على إصداره منذ سنة 2008، الذي يحظى باهتمام رفيع من قِبل مختلف الأوساط المعنيّة.
وأوضح العويط أنّه نظراً إلى الإقبال المتنامي على قراءة دورية «أفق»، أطلقت المؤسّسة هذه النشرة في صيغتين، الأولى ورقيّة شهريّة، والثانية إلكترونية أسبوعية، وارتأت منذ سنة 2014 أن تُصدر عدداً خاصّاً من «أفق»، تحوّل لاحقاً إلى كتابٍ سنويّ. وأكّد أنّ ما يميّز العدد السنوي، عدد المقالات وحجمه الأكبر، ويمتاز باعتماده قالب المباحث المُعمّقة، كما يمتاز بوحدة موضوعه.
تضمّنت الندوة ثلاث جلسات متتالية، ترأّس الجلسة الأولى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور علي الدين هلال، وناقش فيها كلّ من الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، والدكتور محمد صفّار أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مُحدّدات النموذج الثقافي العربي وأهدافه في ضوء واقعنا، والتحوّلات التي تحدث في عالمنا.
ترأس الجلسة الثانية الدكتور هنري العويط، وشارك في النقاش كلّ من الأستاذ نبيل عبد الفتاح الخبير في «مركز الأهرام»، والدكتور سمير مرقص عضو مجلس أمناء «مؤسّسة المصري للمواطنة والحوار»، وبحثوا في المبادئ والأفكار التي يمكن أن تشكّل محتوى هذا النموذج ومصادره الفكرية والمعرفية، وذلك انطلاقاً من قراءة الأفكار المختلفة المتعلّقة بهذا الموضوع في كتاب «أفق»، ومن دون الاقتصار عليها.


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر
TT

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

هي رواية تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، تحمل اسم «عورة في الجوار»، وسوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر والتوزيع، وتقع في 140 صفحة.

عن عوالمها وفضائها السردي، يقول تاج السرّ لـ«الشرق الأوسط»: «تروي هذه الرواية التحولات الاجتماعية، وحياة الريف المكتنز بالقصص والأساطير، وانتقال البلد إلى (العصرنة) والانفتاح ورصد التأثيرات الثقافيّة التي تهبّ من المدن إلى الأرياف، لكنها ترصد أيضاً تأثير الأوضاع السياسية المضطربة في السودان على حياة الناس العاديين وما تسببه الانقلابات العسكرية من معاناة على السكان المحليين، خاصة في الأرياف... إلى جانب اهتمامها بتفاصيل الحياة اليومية للناس، في سرد مليء بالفكاهة السوداء».

حمل غلاف الرواية صورة الكلب، في رمزية مغوية إلى بطل الرواية، الذي كان الناس يطلقون عليه لقب «كلب الحرّ» كتعبير عن الشخص كثير التنقلّ الذي لا يستقرّ في مكان. كان كثير التنقّل حيث يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع بين الريف والعاصمة وبقية المدن، والزمان هو عام 1980، وفي هذا الوقت يلتقي هذا السائق، وكان في العشرينات من عمره بامرأة جميلة (متزوجة) كانت تتبضع في متجر صغير في البلدة التي ينحدرُ منها، فيهيمُ فيها عشقاً حتى إنه ينقطع عن عمله لمتابعتها، وتشمم رائحتها، وكأنها حلم من أحلام الخلود.

وعن الريف السوداني الذي توليه الرواية اهتماماً خاصاً، ليس كرحم مكاني فحسب، إنما كعلاقة ممتدة في جسد الزمان والحياة، مفتوحة دائماً على قوسي البدايات والنهايات. يتابع تاج السر قائلاً: «الريف السوداني يلقي بحمولته المكتنزة بالقصص والأساطير حتى الفانتازيا في أرجاء الرواية، حيث ترصد الرواية ملامح وعادات الحياة الاجتماعيّة... لتنتقل منها إلى عالم السياسة، والانقلابات العسكرية والحروب الداخلية، حيث تسجل صراعاً قبلياً بين قبيلتَين خاضتا صراعاً دموياً على قطعة أرض زراعية، لا يتجاوز حجمها فداناً واحداً، لكنّ هذه الصراعات المحلية تقود الكاتب إلى صراعات أكبر حيث يتناول أحداثاً تاريخيّة كالوقائع العسكريّة والحروب ضدّ المستعمِر الإنجليزي أيّام المهدي محمد أحمد بن عبد الله بن فحل، قائد الثورة المهديّة، ومجاعة ما يعرف بـ(سنة ستّة) التي وقعت عام 1888، حيث تعرض السودان عامي 1889 – 1890 إلى واحدة من أسوأ المجاعات تدميراً».

وعلى الصعيد الاجتماعي، ترصد الرواية الغزو الثقافي القادم من المدن إلى الأرياف، وكيف استقبله الناس، خاصة مع وصول فرق الموسيقى الغربية، وظهور موضة «الهيبيز»، وصولاً إلى تحرر المرأة.

رواية جديدة تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، سوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر.

يشار إلى أن أمير تاج السر روائي سوداني ولد في السودان عام 1960، يعمل طبيباً للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكراً، ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدر له 24 كتاباً في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله: «مهر الصياح»، و«توترات القبطي»، و«العطر الفرنسي» (التي صدرت كلها عام 2009)، و«زحف النمل» (2010)، و«صائد اليرقات» (2010)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011، تُرجمَت أعماله إلى عدّة لغات، منها الإنجليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والفارسيّة والصينيّة.

نال جائزة «كتارا» للرواية في دورتها الأولى عام 2015 عن روايته «366»، ووصلتْ بعض عناوينه إلى القائمتَين الطويلة والقصيرة في جوائز أدبيّة عربيّة، مثل البوكر والشيخ زايد، وأجنبيّة مثل الجائزة العالميّة للكتاب المترجم (عام 2017 بروايته «العطر الفرنسي»، وعام 2018 بروايته «إيبولا 76»)، ووصلت روايته «منتجع الساحرات» إلى القائمة الطويلة لجائزة عام 2017.

صدر له عن دار «نوفل»: «جزء مؤلم من حكاية» (2018)، «تاكيكارديا» (2019) التي وصلتْ إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (دورة 2019 – 2020)، «سيرة الوجع» (طبعة جديدة، 2019)، «غضب وكنداكات» (2020)، «حرّاس الحزن» (2022). دخلت رواياته إلى المناهج الدراسيّة الثانويّة الإماراتيّة والبريطانيّة والمغربية.