«مدارس أرامكو» تسكن ذاكرة السعوديين وتنمو بمشروعات جديدة

يستحضر السعوديون «مدارس أرامكو» بصفتها الوجه الجميل للمباني المدرسية. هو حضور قديم سجلته شركة «أرامكو السعودية» في ذاكرة المستفيدين من مدارسها التي تتركز معظمها بالمنطقة الشرقية، وامتازت بتصاميمها العصرية، وتزويدها بأنظمة الأمن والسلامة ووحدات التكييف عالية الجودة؛ الأمر الذي جعل كثيراً من السعوديين يتسابقون على تسجيل أبنائهم في «مدارس أرامكو» الحكومية، التي مر على بعضها عقود عدة وما زالت صامدة وكأنها حديثة التأسيس.
هذه التجربة «الأرامكوية» الرائدة في التعليم دار النقاش حولها في لقاء الثلاثاء الشهري لغرفة الشرقية، مساء أول من أمس، بمدينة الدمام؛ إذ وصف إبراهيم آل الشيخ، عضو مجلس إدارة الغرفة، شركة «أرامكو» بأنها «كان لها دور قوي في بناء المدارس وصيانتها وحتى في تأسيس المكتبات المتنقلة».
وهنا، أكد الدكتور ناصر الشلعان، مدير عام إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية، أن شركة «أرامكو السعودية» ما زالت مستمرة في إعداد وبناء مدارسها ببصمتها المعروفة، قائلاً «ننتظر أن تسلمنا (أرامكو) 10 مدارس للسنة المقبلة، بحيث تكون جاهزة خلال الفصل الدراسي الثاني، وستقوم (أرامكو) بإعادة بناء 5 مدارس في المنطقة الشرقية».
وأضاف الشلعان «التواصل مستمر بين إدارة التعليم وشركة (أرامكو) لبناء المدارس في مناطق الاحتياج الفعلي». مع الإشارة لكون الدور الريادي لـ«أرامكو السعودية» في خدمة التعليم يتضمن بناءها لـ139 مدرسة حكومية في المنطقة الشرقية، واستمرارها في إدارة وتشغيل وصيانة هذه المدارس منذ بناء أول مدرسة في عام 1954 (قبل 64 عاماً).
ويأتي حديث مدير إدارة تعليم الشرقية على خلفية الجدل الدائم حول كفاءة المباني المدرسية وحاجة الكثير منها إلى الصيانة والترميم؛ وهو ما أثار الكثير من النقاش خلال مداخلات حضور اللقاء، الذين اعتبروا «مدارس أرامكو» تجربة مثالية بهذا الصدد. في حين أشار الشلعان، إلى برنامج التخصيص ودوره في مشاركة قطاع الأعمال بتطوير المرافق التعليمية وتحسين مستوى النقل للطلاب من وإلى مدارسهم، فضلاً عن دوره في ابتكار أساليب تعليمية جديدة ومبتكرة. مبيناً أنه برنامج يوفر الكثير من الفرص الاستثمارية، سواء في البناء أو الصيانة أو غيرها من مجالات الاستثمار التعليمي.
وتطرق المشاركون في اللقاء الذي شهد حضوراً كبيراً إلى ملف التعليم الرقمي وتوديع عصر الورق، وهنا أوضح الشلعان بأنه تم خلال هذا العام تنزيل جميع الكتب الدراسية إلكترونياً؛ وذلك من باب التحوُّل الرقمي، وأيضاً بهدف التخفيف من محتويات ووزن الحقيبة المدرسية، إضافة إلى إطلاق بوابة المستقبل التي أسستها الوزارة لتمكين الطالب من مراجعة دروسه عن بُعد.
وتابع قائلاً «مؤخراً تم إلغاء وكالة كاملة كانت معنية بالمقررات والكتب في الوزارة، وإسناد إعداد الكتب وطباعتها إلى شركة تطوير، والشركة تعمل على إيجاد الحلول لتقليل الكتب الورقية وتحويلها إلى برامج يستطيع الطلاب التعامل معها في أي مكان وأي وقت». وأضاف «نطمح أن نرى بالقريب عدم وجود كتب ورقية والاعتماد على التعليم الإلكتروني».
وحول الحراك التعليمي في ظل «رؤية المملكة 2030»، تحدث الشلعان عن زيادة حصة النشاط على الجدول الدراسي، التي تهدف إلى تدريب الطلاب على حزمة من النشاطات المتنوعة، سواء داخل المدرسة أو خارجها عن طريق الزيارات الميدانية إلى المصانع والمؤسسات.
وأفاد بأن «عدد طلاب المنطقة الشرقية وحدها يتجاوز 500 ألف طالب وطالبة، وعدد المعلمين والمعلمات يصل إلى 50 ألفاً يخدمون في 1500 مدرسة، وهو ما يحتاج إلى تضافر الجهود مع قطاع الأعمال وصولاً إلى بيئة تعليمية وفقاً للمواصفات القياسية».