العلاقات السعودية ـ الأوروبية «في أفضل أوقاتها»

رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد: متفقون في كثير من الموضوعات... والتعاون قائم في مشروعات عملاقة

العلاقات السعودية ـ الأوروبية «في أفضل أوقاتها»
TT

العلاقات السعودية ـ الأوروبية «في أفضل أوقاتها»

العلاقات السعودية ـ الأوروبية «في أفضل أوقاتها»

قال رئيس بعثة المملكة العربية السعودية لدى الاتحاد الأوروبي، السفير سعد بن محمد العريفي، إن العلاقات الاقتصادية بين السعودية والاتحاد الأوروبي في أفضل أوقاتها، «فالتبادل التجاري يتجاوز 54 مليار يورو، بينما لو قارنا بينها وبين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأطراف أخرى مثل إيران نجد أن المبادلات بين الاتحاد الأوروبي وطهران لا تصل إلى 20 مليار يورو، والشراكة بين المملكة والاتحاد الأوروبي منذ أكثر من نصف قرن، ومستمرون في هذه الشراكة، التي ستعود بالخير على الطرفين».
وأضاف العريفي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في بروكسل أن المملكة العربية السعودية لديها كثير من المشروعات في أوروبا، كما أن شركات الاتحاد الأوروبي تعمل في كثير من أنحاء المملكة، وكذلك «المشروعات العملاقة الجديدة سوف تستدعي أن كثيرا من الشركات ستأتي إلى المملكة وتؤدي عملها إلى جانب الشركات السعودية».
وعن المبادلات التجارية قال السفير العريفي، إن المبادلات ليس لها حصر والتبادل التجاري في كل المجالات ومنها البترول والبتروكيماويات والسيارات وغيرها من السلع الأخرى: «هناك حرص أوروبي على تفعيل الشراكة مع المملكة في مجالات مختلفة وهناك مشروعات مشتركة منها مشروع نيوم في شمال غربي المملكة، وستلعب الشركات الأوروبية دورا فيها، ومشروع الطاقة الشمسية العملاق وهو الأكبر في العالم، وسيكون لدول أوروبا أيضا دور فيه».
وعن الزيارات المتبادلة بين الجانبين قال رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الزيارات السعودية إلى الاتحاد الأوروبي متواصلة ولم تتوقف، وهناك تواصل بين البرلمان الأوروبي ومجلس الشورى السعودي، ولدينا أيضا لجنة صداقة، وكان هناك قبل أيام زيارة في مجال المواصلات والمقاييس، وكان محافظ هيئة المواصفات والمقاييس السعودية في بروكسل، في زيارة كانت ترمي للاستفادة من الخبرات الأوروبية في مجال التفتيش والإنذار المبكر لبعض الصناعات الرديئة التي قد تصل إلى أسواقنا، كما أن المملكة شاركت مؤخرا في اجتماعات الاتحاد الحمركي العالمي التي استضافتها بروكسل.
وأوضح: «تعود العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية إلى أكثر من 50 عاما وتوجت بافتتاح بعثة المملكة ونحن على ثقة بأنها ستقوى وتزدهر وستكون الشفافية أكثر مع الأوروبيين وستعالج كثيرا من الملفات ونحن مع الأوروبيين متفقون في كثير من الموضوعات وفي خندق واحد ضد الإرهاب».
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، رحب الاتحاد الأوروبي بتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية وهو ما تجلى مؤخرا في اعتماد بعثة دبلوماسية سعودية لدى الاتحاد وإنشاء دائرة جديدة للاتحاد الأوروبي في وزارة الخارجية السعودية.
جاء ذلك على لسان منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي التقت وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وقتها، حيث أشادت بهاتين الخطوتين، ولا سيما بعدما قدم المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الاتحاد السفير سعد العريفي أوراق اعتماده إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك بصفته أول مندوب دائم للسعودية لدى الاتحاد.


مقالات ذات صلة

«ستاندرد آند بورز»: ربحية مستقرة للبنوك السعودية هذا العام

الاقتصاد منظر عام لمدينة الرياض (رويترز)

«ستاندرد آند بورز»: ربحية مستقرة للبنوك السعودية هذا العام

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» أن تحقق البنوك السعودية ربحية مستقرة في عام 2025، إذ ستتمكن من تعويض تأثير الحجم من خلال انخفاض الهوامش.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم متحدثاً في «دافوس 2024» (الشرق الأوسط)

وزير الاقتصاد السعودي: استقرار الشرق الأوسط حيوي للنمو العالمي

أكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم أن السعودية تتطلع إلى تعزيز التعاون مع إدارة ترمب الثانية في معالجة قضايا مهمة، بما في ذلك تحديات الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (دافوس )
الاقتصاد جانب من الجلسة الأولى لـ«البيت السعودي» في «دافوس 2025» (منصة إكس)

«البيت السعودي» في دافوس: المملكة ستضع معياراً عالمياً لتعريف المدن الصناعية

أكَّد مشاركون في الجلسة الأولى لـ«البيت السعودي» في «دافوس 2025» على أهمية التخطيط الحضري المستدام في مواجهة الزيادة السكانية العالمية.

«الشرق الأوسط» (دافوس)
الاقتصاد جانب من توقيع مارك تايلور وسلامة بن ملهي بن سعيدان صفقة الاستحواذ (الشرق الأوسط)

«سارك» السعودية تستحوذ على منتجع عقاري في الرياض بـ666 مليون دولار

أعلنت «شركة الإقامة الذكية للمجمعات السكنية (سارك)» بالسعودية استحواذها مؤخراً على منتجع عقاري بالعاصمة الرياض، بصفقةٍ قيمتها 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي مشاركاً في إحدى جلسات دافوس العام الماضي (المنتدى)

وزير الاقتصاد السعودي: إعادة تشغيل محركات النمو العالمي تستلزم دليلاً اقتصادياً جديداً

دعا وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم إلى إعادة كتابة قواعد اللعبة الاقتصادية، من أجل إطلاق محركات جديدة للنمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (دافوس)

خط أنابيب الغاز الروسي المزمع وصوله إلى إيران... تباين حول التسعير

الرئيسان الروسي والإيراني يحضران حفل توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين (أرشيفية - رويترز)
الرئيسان الروسي والإيراني يحضران حفل توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين (أرشيفية - رويترز)
TT

خط أنابيب الغاز الروسي المزمع وصوله إلى إيران... تباين حول التسعير

الرئيسان الروسي والإيراني يحضران حفل توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين (أرشيفية - رويترز)
الرئيسان الروسي والإيراني يحضران حفل توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين (أرشيفية - رويترز)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، عن خطط لبناء خط أنابيب غاز إلى إيران عبر أذربيجان، يهدف في نهاية المطاف إلى نقل ما يصل إلى 55 مليار متر مكعب سنوياً إلى البلد الواقع في غرب آسيا.

وقال وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف عقب محادثات قمة بين رئيسي روسيا فلاديمير بوتين وإيران مسعود بزشكيان في الكرملين، إنه «تم الاتفاق على المسار عبر أذربيجان. نحن الآن في المراحل النهائية من المفاوضات - الموافقة على الأسعار، في حين تم تحديد أحجام العرض بالفعل».

وأشار كذلك إلى أن «التسعير هو دائماً مسألة مفاوضات تجارية، وإيجاد حل مقبول للطرفين. وتحقيقاً لهذه الغاية، تم إنشاء مجموعات عمل على الجانبين، ويعمل الخبراء بنشاط على تطوير نهج تسعير».

وفقاً لوزير الطاقة الروسي، «فإن مبدأ التسعير الأساسي هو معادلة القيمة الحرارية للنفط والغاز. ومع ذلك، لا تزال تتمسك روسيا وإيران بوجهتي نظر مختلفتين بشأن هذه المسألة».

وفي الوقت نفسه، لم تذكر التقارير الإخبارية البنية التحتية التي سيتم استخدامها لإمدادات الغاز على طول طريق روسيا - أذربيجان - إيران. ويظل من غير الواضح ما إذا كان سيتم إنشاء خط أنابيب جديد أو تحديث خطوط الأنابيب الحالية.

تفاصيل وخلفية

وفيما يلي بعض التفاصيل والخلفية حول التعاون بين إيران وروسيا في قطاع الغاز، وفقاً لتقرير لـ«رويترز»:

الخطط السابقة بشأن مبيعات الغاز الروسي إلى إيران

تمتلك إيران ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم بعد روسيا، لكن العقوبات الأميركية أعاقت الوصول إلى التكنولوجيا، وأبطأت تطوير صادرات الغاز. وقّعت شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة «غازبروم» الروسية العملاقة للطاقة مذكرة تفاهم بقيمة نحو 40 مليار دولار في يوليو (تموز) 2022.

وتعهدت شركة «غازبروم» بمساعدة شركة النفط الوطنية الإيرانية في تطوير حقلي كيش وبارس الشمالي للغاز، وكذلك ستة حقول نفطية. كما خططت «غازبروم» للمشاركة في استكمال مشاريع الغاز الطبيعي المسال، وبناء خطوط أنابيب تصدير الغاز.

خطط جديدة

وقّعت «غازبروم»، وشركة الغاز الوطنية الإيرانية (NIGC) في وقت لاحق مذكرة تفاهم في يونيو (حزيران) 2024 بشأن توريد الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى إيران.

إن الهدف النهائي البالغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً عبر خط الأنابيب المقترح الذي أعلن عنه بوتين يوم الجمعة، هو الحجم نفسه تقريباً الذي كان يصدره خط أنابيب «نورد ستريم 1» المتضرر من روسيا إلى ألمانيا.

وقد يبلغ إجمالي إمدادات الغاز الأولية إلى إيران من روسيا ملياري متر مكعب من الغاز سنوياً. ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف قوله إن الطريق قد يمر عبر أذربيجان.

خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان

قد تشمل الخطط الأخرى خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان، حيث خططت روسيا منذ فترة طويلة للمشاركة في المشروع الذي توقف بسبب العقوبات المفروضة على طهران والخلافات السياسية.

وقد شاركت الهند في البداية في المشروع، لكنها انسحبت في عام 2009 بعد ضغوط من واشنطن. كما أدت المواجهة السياسية بين الهند وباكستان إلى تعقيد خطط خط الأنابيب.