«ومان» للرسامة نينا طاهر... رموز الأنثى بين الماضي والحاضر

معرض لبناني يلقي الضوء على أدوار المرأة في الحياة

تعرض طاهر نحو 30 لوحة تحكي عن المرأة وأدوارها في المجتمع
تعرض طاهر نحو 30 لوحة تحكي عن المرأة وأدوارها في المجتمع
TT

«ومان» للرسامة نينا طاهر... رموز الأنثى بين الماضي والحاضر

تعرض طاهر نحو 30 لوحة تحكي عن المرأة وأدوارها في المجتمع
تعرض طاهر نحو 30 لوحة تحكي عن المرأة وأدوارها في المجتمع

في معرض «ومان woman» للفنانة التشكيلية نينا طاهر 30 لوحة تحكي عن دور المرأة في المجتمعات. وبين «أحلام فراشة»، و«حديث العيون»، و«أنبعث دائماً كالهواء»، و«ظلال اللون»، و«الأمل» وغيرها من أسماء، تعبّر طاهر عن رمزية المرأة بين الماضي والحاضر. «إنها بمثابة اليد التي تهز العالم. لقد لعبت أدواراً لا حدود لها على مر التاريخ، وهي لا تزال تعد عنصراً أساسياً في استمرارية الحياة». تقول نينا طاهر واصفة معاني لوحاتها المعروضة في غاليري «إس في» الواقع في منطقة الصيفي وسط بيروت. وبتقنية حديثة جمعت فيها ما بين الأكليريك والريزين ومزيج آخر من مواد الرسم وضعتها في قوالب أنثوية تحاكي مشاهدها مباشرة، تعبّر الفنانة التشكيلية وبلغة تجريدية عن جوانب ونواحٍ إنسانية تمثلها المرأة محور معرضها.
«الرسم بالنسبة إليّ هو بمثابة موسيقى صامتة تستمع إليها ريشتي فتسيل ألوانها على القماش متصلةً بروحي ووجداني المتحررين نحو خيال واسع يسكن في أفكاري». توضح نينا طاهر التي تهتم بعالم الرسم منذ كانت في التاسعة من عمرها.
غاصت الرسامة في عالم المرأة مدغدغة نظر مشاهد أعمالها بألوان وخطوط حالمة. فيشعر بأنه يقوم برحلة سفر بين نساء الكون وما ترمز إليه في نظراتها وعند وقوفها أمام المرآة وخلال تحررها من علاقة مكسورة وشفائها من حالات كآبة. كما تقدمها كأم وصديقة وحبيبة تترنح في حياة قاسية تحمل لها الآمال أحياناً أخرى.
وبألوان دافئة تراوحت بين الأحمر والليلكي في غالبيتها مستخدمةً الأصفر مرّات لإبراز قيمة الحقيقة في مواقف تلامسها المرأة بشكل عام، طبعت نينا طاهر أعمالها بوجوه المرأة الأنثى. فغلّفت جسدها أحياناً بشلحة فرو وبأخرى من الكتان الأبيض كما زيّنت تسريحة شعرها مرات بوردة. فيما تركت لنظرات عين ثاقبة وملونة فسحة حرة ليتأملها مشاهدها فيتخاطبان بلغة صامتة وجهاً لوجه.
ركنت الفنانة إلى استخدام الألغاز والـ«بازل» لتفكيك مشاهد نساء حالمات وقويات وحنونات. فحاكت حولهن نسيج ألوان ومربعات مزدوجة وورقاً ممزقاً وزخرفات لإبراز تناقض شخصيات بطلاتها اللاتي يتمتعن بالعنفوان والانسيابية تارة وبالتحدي والبراءة تارة أخرى.
يستمر معرض «ومان» لنينا طاهر حتى 6 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في غاليري «إس في» وسط بيروت، وهو يعد من المعارض الفنية التي تناولت موضوع المرأة بتفاصيل دقيقة فكان بمثابة تحية مباشرة لكل النساء اللاتي لم يكرّمن بعد رغم عطاءاتهن الكثيرة.



الذكاء الاصطناعي يكشف عن أولى علامات سرطان الثدي

تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
TT

الذكاء الاصطناعي يكشف عن أولى علامات سرطان الثدي

تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)
تكشف التقنية الجديدة عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من الورم (جامعة إدنبرة)

أظهرت طريقة فحص جديدة تجمع بين التحليل بالليزر والذكاء الاصطناعي إمكانية التعرف على أولى علامات الإصابة بسرطان الثدي؛ ما قد يُسهم في تحديد الإصابة في مرحلة مبكرة جداً من المرض.

وتكشف التقنية غير الجراحية التي طوّرها فريقٌ من الباحثين من جامعة إدنبرة بالتعاون مع عددٍ من باحثي الجامعات الآيرلندية، عن تغيرات دقيقة تحدث في مجرى الدم أثناء المراحل الأولية من المرض، التي لا يمكن اكتشافها بالاختبارات الحالية، وفق الفريق البحثي.

وقال الدكتور آندي داونز، من كلية الهندسة في جامعة إدنبرة، الذي قاد الدراسة: «تحدث معظم الوفيات الناجمة عن السرطان بعد تشخيصٍ متأخرٍ بعد ظهور الأعراض، لذلك يمكن لاختبارٍ جديدٍ لأنواع متعدّدة من السرطان أن يكتشف هذه الحالات في مرحلة يُمكن علاجها بسهولة أكبر».

وأضاف في بيان، الجمعة، أن «التشخيص المبكّر هو مفتاح البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، وأخيراً لدينا التكنولوجيا المطلوبة. نحتاج فقط إلى تطبيقها على أنواع أخرى من السرطان وبناءِ قاعدة بيانات، قبل أن يمكن استخدامها بوصفها اختباراً لكثيرٍ من الأورام».

ويقول الباحثون إن طريقتهم الجديدة تُعدّ الأولى من نوعها، ويمكن أن تحسّن الكشف المبكر عن المرض ومراقبته وتمهد الطريق لاختبار فحص لأشكال أخرى من السرطان.

نتائجُ الدراسة التي نشرتها مجلة «بيوفوتونيكس» اعتمدت على توفير عيّنات الدم المستخدمة في الدراسة من قِبَل «بنك آيرلندا الشمالية للأنسجة» و«بنك برِيست كانسر ناو للأنسجة».

ويُمكن أن تشمل الاختبارات القياسية لسرطان الثدي الفحص البدني أو الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو تحليل عينة من أنسجة الثدي، المعروفة باسم الخزعة.

وتعتمد استراتيجيات الكشف المبكّر الحالية على فحص الأشخاص بناءً على أعمارهم أو ما إذا كانوا في مجموعات معرّضة للخطر.

باستخدام الطريقة الجديدة، تمكّن الباحثون من اكتشاف سرطان الثدي في أقرب مرحلة ممكنة من خلال تحسين تقنية التحليل بالليزر، المعروفة باسم مطيافية «رامان»، ودمجها مع تقنيات التعلّم الآلي، وهو شكلٌ من أشكال الذكاء الاصطناعي.

وقد جُرّبت طرق مماثلة لفحص أنواع أخرى من السرطان، ولكن أقرب وقت يمكن أن يُكتشف فيه المرض كان في المرحلة الثانية، كما يقول الباحثون.

وتعمل التقنية الجديدة عن طريق تسليط شعاع الليزر أولاً على بلازما الدم المأخوذة من المرضى. ومن ثَمّ تُحلّل خصائص الضوء بعد تفاعله مع الدم باستخدام جهازٍ يُسمّى مطياف «رامان» للكشف عن تغييرات طفيفة في التركيب الكيميائي للخلايا والأنسجة، التي تُعدّ مؤشرات مبكّرة للمرض. وتُستخدم بعد ذلك خوارزمية التعلم الآلي لتفسير النتائج، وتحديد السمات المتشابهة والمساعدة في تصنيف العينات.

في الدراسة التجريبية التي شملت 12 عينة من مرضى سرطان الثدي و12 فرداً آخرين ضمن المجموعة الضابطة، كانت التقنية فعّالة بنسبة 98 في المائة في تحديد سرطان الثدي في مرحلة مبكرة جداً من مراحل الإصابة به.

ويقول الباحثون إن الاختبار يمكن أن يميّز أيضاً بين كلّ من الأنواع الفرعية الأربعة الرئيسة لسرطان الثدي بدقة تزيد على 90 في المائة، مما قد يُمكّن المرضى من تلقي علاج أكثر فاعلية وأكثر شخصية، بما يُناسب ظروف كل مريض على حدة.