فوز كبير لحزب بارزاني وتقدم واضح لـ«الاتحاد الوطني» في انتخابات كردستان

«حراك الجيل الجديد» حديث التأسيس سجّل مفاجأة... وتراجع «حركة التغيير»

فوز كبير لحزب بارزاني وتقدم واضح لـ«الاتحاد الوطني» في انتخابات كردستان
TT

فوز كبير لحزب بارزاني وتقدم واضح لـ«الاتحاد الوطني» في انتخابات كردستان

فوز كبير لحزب بارزاني وتقدم واضح لـ«الاتحاد الوطني» في انتخابات كردستان

وسط تبادل حاد للاتهامات اللاذعة بين الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان العراق («الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني») من جهة؛ وبين حزبي السلطة وقوى المعارضة من جهة ثانية، بممارسة التزوير على نطاق واسع كلٌ في ساحة نفوذه أو معقله، أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية لنحو 80 في المائة من أصوات الناخبين التي تم فرزها يدوياً، فوزاً كبيراً لـ«الحزب الديمقراطي» بزعامة مسعود بارزاني، بواقع 43 في المائة، وتقدماً واضحاً لشريكه وغريمه التقليدي «الاتحاد الوطني» بواقع 21 في المائة.
وأظهرت النتائج تراجعاً أوضح لقوى المعارضة؛ في مقدمتها «حركة التغيير» التي حصلت على 12.8 في المائة من إجمالي الأصوات، بينما تمثل عنصر المفاجأة الأكبر في هذا السباق الانتخابي، في «حراك الجيل الجديد» الذي أسسه رجل الأعمال شاسوار عبد الواحد ربيع العام الماضي في مدينة السليمانية، حيث فاجأ الرأي العام والمراقبين في الإقليم وللمرة الثانية، بفوز غير متوقع بنسبة بلغت نحو 9 في المائة، بعد فوزه في الانتخابات التشريعية العراقية بأربعة مقاعد.
هذه النسب الأولية قد تتغير لاحقاً، لا سيما بعد فرز الـ20 في المائة المتبقية من أصوات المقترعين، لكن تغيرها سيكون طفيفاً، رغم إعلان مفوضية الانتخابات أنها تلقت طعوناً كثيرة من أغلب الكيانات السياسية المشاركة، التي من شأنها تغيير النسب والأرقام النهائية التي من المقرر أن تعلن رسمياً يوم الأربعاء المقبل، في ضوء قانون الانتخابات المشرع من برلمان الإقليم والذي ينص على وجوب إعلان النتائج النهائية في غضون 72 ساعة، بعد انتهاء عملية الاقتراع، بيد أن الخريطة السياسية للقوى الرئيسية وشكل الإدارة الحكومية والبرلمان المقبلين في الإقليم، ستشهد تغيراً واضحاً، رغم بقاء رئاسة الحكومة من حصة الحزب الديمقراطي بطبيعة الحال؛ إذ ستذهب رئاسة البرلمان هذه المرة إلى الاتحاد الوطني، الذي حقق تقدماً بواقع 3 مقاعد.
أما «حركة التغيير» التي كانت قد حصدت في الدورة السابقة 24 مقعداً، وشغلت 4 حقائب وزارية في الحكومة المنصرفة، هي وزارات: البيشمركة والمالية والتجارة والأوقاف، إضافة إلى رئاسة البرلمان، قبل أن تنتقل إلى خندق المعارضة إثر طرد وزرائها الأربعة ورئيس البرلمان من قبل الحزب الديمقراطي، ومنعهم من دخول أربيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، بسبب تفاقم الخلاف بينهما على قانون رئاسة الإقليم، فإنها ستكون، ومعها قطبا المعارضة («الجماعة الإسلامية» الحاصلة على 5.8 في المائة، و«الجماعة الإسلامية» الحاصلة 8.5 في المائة)، في مواجهة خيارين لا ثالث لهما؛ فإما المشاركة الهامشية في الوزارة المقبلة، أو الاستمرار في المعارضة السياسية، وهما خياران أحلاهما مر.

واللافت في الخريطة الانتخابية هذه المرة، ارتفاع نسب أصوات ناخبي بعض الأحزاب، في مناطق أخرى غير مناطق نفوذها، التي تشبه إلى حد ما الولايات المتأرجحة في الانتخابات الأميركية، مثل بلدة سوران شمال محافظة أربيل التي تعد معقلاً للحزب الديمقراطي الذي دأب على الفوز فيها باكتساح، إلا إن الاتحاد الوطني حل فيها في المرتبة الثانية هذه المرة، ومحافظة حلبجة المستحدثة مؤخرا، التي حل فيها «الديمقراطي» في المرتبة الثالثة، مما يشير بوضوح إلى تذبذب واضح في آراء الناخب الكردي في تلك المناطق.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.