الاتحاد الأوروبي يدعو إلى دعم هيئة الانتخابات التونسية

استعداداً للاقتراع التشريعي والرئاسي

الرئيس الباجي قايد السبسي خلال استقباله وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني في تونس الخميس الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس الباجي قايد السبسي خلال استقباله وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني في تونس الخميس الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى دعم هيئة الانتخابات التونسية

الرئيس الباجي قايد السبسي خلال استقباله وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني في تونس الخميس الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس الباجي قايد السبسي خلال استقباله وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني في تونس الخميس الماضي (أ.ف.ب)

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في تونس، أمس (الاثنين)، إلى دعم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات دون تأخير، للاستعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية نهاية عام 2019، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال رئيس المراقبين فابيو ماسيمو كاستالدو: «رفعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحدي تنظيم انتخابات ذات مصداقية، غير أن هذه الانتخابات كشفت بعض مواطن الضعف التي يحسن تلافيها مع اقتراب المواعيد الانتخابية في 2019». ونقلت الوكالة الفرنسية عن كاستالدو قوله في مؤتمر صحافي: «من الضروري إعادة بناء القدرات التقنية للهيئة سريعاً وتعزيز شفافية إدارتها للحملة الانتخابية».
وأكد كاستالدو، وهو نائب رئيس البرلمان الأوروبي، أن للبرلمان دوراً مهماً في تذليل الصعوبات التي تواجهها الهيئة، مضيفاً أن «حلّ هذه الصعوبات يبقى بين أيدي القوى السياسية داخل مجلس نواب الشعب التي ينبغي أن تجدد ثلث أعضاء الهيئة وانتخاب رئيس لها». وتابع: «لا يمكن للانتقال الديمقراطي في تونس أن يمرَّ دون هيئة انتخابات قوية تعمل باستقلالية عن اللعبة السياسية».
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن البرلمان التونسي يستأنف هذا الأسبوع جلساته، وعلى أجندته مهمات منها الإعلان عن الكتل البرلمانية الجديدة، وكذلك انتخاب رئيس هيئة الانتخابات وثلث أعضائها. وعبّر الرئيس الحالي للهيئة محمد التليلي المنصري في تصريحات للإعلاميين عن أمله في «أن تكون من أولويات عمل البرلمان الانتقال إلى مرحلة الاستعداد للانتخابات عام 2019».
كما أكد المراقبون الأوروبيون في تقريرهم على ضرورة «إحداث هيئة لمراقبة حسابات الحملة».
ونشرت بعثة الاتحاد الأوروبي 124 مراقباً في أول انتخابات بلدية ديمقراطية بعد ثورة 2011 في تونس في 530 مكتب اقتراع، ووصفت العملية الانتخابية «بأنها ذات مصداقية»، مشيرة في الوقت نفسه إلى تسجيل «ضعف تقني».
على صعيد آخر، جمع التونسيون تبرعات مالية بنحو ثلاثة ملايين يورو لإعادة تهيئة وترميم المنشآت الحكومية والطرقات وتعويض السكان عن الأضرار التي لحقت بسكان عدد من المدن في ولاية نابل (شرق) نتيجة فيضانات ضربتها قبل نحو أسبوع وأوقعت ستة قتلى.
ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن مؤسسة التلفزة التونسية نظمت منذ الأحد حملة تبرعات «تليتون» تحت عنوان «متضامنون لدعم ولاية نابل»، لجمع تبرعات التونسيين والنقابات والمنظمات الاجتماعية داخل البلاد وخارجها على أن يتواصل جمع التبرعات إلى 13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وأفاد مدير الاتصال بالتلفزة الوطنية إلياس جراية الوكالة الفرنسية بأن «مجموع التبرعات فاق تسعة ملايين دينار (نحو 2.7 مليون يورو)»، بينها 1.4 مليون دينار (307 ألف يورو) تم جمعها من مساهمات مالية، و7.5 مليون دينار (2.3 مليون يورو) جاءت على شكل وعود.
كما تكفَّل عدد من رجال الأعمال والجمعيات خلال مظاهرة «التليتون» بأعمال صيانة وتهيئة لمؤسسات تعليمية وحكومية في نابل بعد أن أتلفت المياه كثيراً من المنشآت.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.