موسيقى عالمية الهوية في الدورة الرابعة لأيام قرطاج

عرضان فنيان من تونس في الافتتاح والاختتام

عزف بالكمان للفنان التونسي زياد الزواري
عزف بالكمان للفنان التونسي زياد الزواري
TT

موسيقى عالمية الهوية في الدورة الرابعة لأيام قرطاج

عزف بالكمان للفنان التونسي زياد الزواري
عزف بالكمان للفنان التونسي زياد الزواري

بحضور الفنان الأميركي لاكي بيترسون والفنان التركي مراد ساكاري، ومن خلال عروض موسيقية متنوعة من تونس والهند ومشاركة فناني «الدي جي» والموسيقى الإلكترونية، تكون الدورة الخامسة لأيام قرطاج الموسيقية قد أخذت من كل شيء بطرف، وحاولت إرضاء جميع الأذواق والمدارس الموسيقية.
الدورة انطلقت تونسية، مساء السبت، من خلال عرض الفنان التونسي زياد الزواري عازف الكمان الذي أبدع رفقة 11 عازفاً ومغنياً ضمن فرقته في الارتحال بالحاضرين بين أنماط موسيقية مختلفة جمعت بين آلات موسيقية تخالها لا تجتمع في البداية، لكن جين تنصت جيداً تتأكد من أن الموسيقى لغة عالمية موحدة. الزواري جمع بين الموسيقى التونسية الشعبية والفلكلورية، والموسيقى البدوية والصوفية وموسيقى «السطمبالي» ليعرض على الحاضرين رحلة غنائية بعيدة عن المحلي التونسي وتميل نحو العالمية. واستعمل الزواري لهذا الغرض آلات موسيقية محلية وأخرى عالمية على غرار «الهجهوج» و«القصبة» (الناي التقليدي)، وهي آلات تقليدية معروفة، وأخرى حديثة مثل «القيثار» الإلكتروني و«الساكسوفون»، وخلق منها لغة موسيقية مختلفة ومتجانسة.
وبشأن هذه الدورة الجديدة، قال أشرف الشرقي، مدير أيام قرطاج الموسيقية، إن إدارة المهرجان تلقت 258 ملفاً للمشاركة في هذه الدورة، واختارت لجنة الفرز 64 متبارياً للمنافسة على 6 أقسام تشمل المسابقة الرسمية، وهي، مسابقة «الأطفال»، ومسابقة «المجموعات الحية»، و«الموسيقى الشعبية التونسية»، و«التميّز في العزف»، و«الهيب هوب»، و«الموسيقى الإلكترونية».
وأكد الشرقي على برمجة دروس للمحترفين بالشراكة مع المعهد العالي للموسيقى بتونس، الهدف منها عقد لقاءات واجتماعات لطلبة الموسيقى مع العازفين والمغنين المحترفين. كما سيحظى الموسيقيون بدورات تدريبية في مجالات «الإنتاج والتسيير الثقافي» و«الحضور الركحي» و«الإيقاظ الموسيقي».
وخلال أيام 2 و4 و5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تنتظم موائد مستديرة حول «نموذج تمويل المشاريع الفنية الموسيقية» و«إنشاء الرابطة الرقمية للتطوير الفني».
ويتابع روّاد الدورة الخامسة لأيام قرطاج الموسيقية التي تتواصل إلى غاية السادس من أكتوبر الحالي، في المجمل 9 عروض فنية، منها عرضان تونسيان، هما عرض الافتتاح لزياد الزواري، والاختتام بإمضاء الملحن الموسيقي التونسي عبد الرحمن العيادي، وهو مخصص لتكريم الفنان التونسي الراحل حسن الدهماني الذي وافته المنية يوم 30 أغسطس (آب) الماضي.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.