بعد أسوأ بداية للفريق في أي موسم له منذ 29 عاماً وخروجه المبكر من مسابقة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، شن نجوم مانشستر يونايتد السابقون حملة انتقادات هائلة على اللاعبين والمدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو.
وانتهى الأسبوع بأسوأ طريقة ممكنة على مورينيو وهو يرى فريقه يتلقى خسارته الثالثة في 7 مباريات هذا الموسم بالدوري الإنجليزي الممتاز، وسط علاقة متوترة مع بعض لاعبيه، والحديث عن قرب انتهاء ارتباطه بناديه.
في المرحلة السابعة من الدوري، تلقى يونايتد خسارة قاسية أمام مضيفه وستهام يونايتد 1 - 3 (السبت)، هي السابعة له مقابل 3 انتصارات وتعادل في موسم 2018/ 2019، ليجد وصيف الموسم الماضي نفسه في المركز العاشر حالياً، بعدما حقق الفريق المتوج باللقب 20 مرة، أسوأ بداية له في بطولة إنجلترا منذ 29 عاماً.
المفارقة أن الخسارة الجديدة أتت أمام فريقه لم يفز على «الشياطين الحمر» سوى مرة في آخر 19 مباراة في الدوري. وبعد أقل من شهرين على بداية الدوري، يجد مانشستر نفسه خارج دائرة المرشحين للقب، في ظل الأداء القوي لمانشستر سيتي بطل الموسم الماضي وليفربول (6 انتصارات وتعادل لكل منهما)، وتشيلسي.
وتراكمت الأنباء السيئة لمورينيو وفريقه هذا الأسبوع مع الإقصاء من الدور الثالث لكأس رابطة الأندية المحترفة بركلات الترجيح على يد ديربي كاونتي من الدرجة الثانية، وارتفاع حدة التوتر في علاقة المدرب ولاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا وسحب شارة «القائد» من الأخير، وصولاً إلى الخسارة أمام وستهام الذي كان قد اكتفى بتحقيق فوز واحد فقط في المراحل الست الأولى من البطولة هذا الموسم.
المفارقة أن هذا الأداء على أرض الملعب، طغى على الأنباء الإيجابية بالنسبة إلى إدارة النادي، التي كانت عبارة عن تحقيقها إيرادات بأكثر من نصف مليار جنيه إسترليني للعام الثالث توالياً.
تجد هذه الإدارة نفسها حالياً، لا سيما نائب الرئيس التنفيذي إد وودوارد، أمام معادلة صعبة، حيث أصبحت مطالبة باتخاذ قرارات حاسمة، سواء بشأن الجهاز الفني أو اللاعبين لوقف التدهور.
وتحسر ريو فرديناند وبول سكولز، وهما اثنان من نجوم مانشستر يونايتد القدامى البارزين على حال الفريق الذي قد يخوض أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق.
وعلق فرديناند وسكولز على الفريق بشكل لاذع خلال تحليل الخسارة أمام وستهام بمحطة «بي تي سبورت».
وقال سكولز: «في الوقت الحالي أرى أن يونايتد يعيش في فوضى، هناك حرب داخل النادي كما يبدو بين إد وودوارد (الرئيس التنفيذي) ومورينيو من جهة، وبين مورينيو واللاعبين من جهة أخرى، ولا يبدو أن الوضع مستقر».
وأضاف: «يبدو أن هناك أخطاء كبيرة تحدث. هل هذه نهاية بعض اللاعبين أم نهاية المدرب؟ لا نعرف، لكن هناك شعوراً بوجود خلل».
وأشار فرديناند قائد يونايتد ومنتخب إنجلترا السابق إلى صعوبة تعامل النادي سواء مع مسألة إنهاء فترة مورينيو أو حسم مستقبل اللاعبين أصحاب الأداء المنخفض، لكنه قال إن النادي مجبر على اتخاذ قرارات صارمة.
وتابع: «لا يمكن استمرار الوضع بهذا الشكل. كل الأمور مكشوفة أمام وسائل الإعلام، وهناك حرب داخل غرف الملابس، وقد يحتشد اللاعبون في صف واحد ضد مورينيو وجهازه. إذا استمر الوضع هكذا سيقضي النادي أحد أسوأ المواسم في تاريخه». وواصل: «ستكون ثمة مباحثات على أعلى مستوى، عن مستقبل المدرب والفريق، لأن الأساسيات لا يتم تطبيقها. ثمة أمور يجب قولها».
وهيمنت على الأيام السابقة للمباراة التقارير الصحافية عن العلاقة المتوترة بين المدرب وبوغبا، اللذين يمضيان موسمهما الثالث في صفوف النادي.
بعد قرار سحب شارة القيادة منه والخسارة أمام ديربي كاونتي، انتشر في وسائل الإعلام الشريط المصور للتدريب الأول ليونايتد بعد هاتين الحادثتين، حيث بدا التوتر واضحاً بينهما، مرفقاً بتبادل نظرات غاضبة وحديث متشنج لم تلتقط العدسات مكنوناته.
في مباراة وستهام، بدأ بوغبا أساسياً (بعدما غاب عن مباراة ديربي كاونتي)، إلا أنه استبدل في الدقيقة 71. وركزت عدسات البث التلفزيوني على لحظة التقاء مورينيو وبوغبا عند خط الملعب لدى خروج اللاعب، وكان التواصل بينهما للحظات فقط، «احتكاك» جسدي سريع، لا أكثر.
من غير الواضح كيف سترمم العلاقة بين المدرب وأبرز اسم في فريقه حالياً. لدى عودته إلى «الشياطين الحمر» صيف 2016 من يوفنتوس الإيطالي مقابل 105 ملايين يورو، كان بوغبا أغلى لاعب في العالم. حالياً، هو اللاعب المتوج مع منتخب بلاده بلقب مونديال 2018، ومسجل أحد الأهداف الفرنسية الأربعة في مرمى كرواتيا في النهائي.
ومع تقارير سابقة عن رغبة من اللاعب بالانتقال إلى برشلونة الإسباني وعرض من النادي الكاتالوني رفضه يونايتد، تجد إدارة الأخير نفسها حالياً أمام محاولة الخروج بأقل الأضرار الممكنة. وبحسب التقارير الإنجليزية، لا تزال الإدارة داعمة لمورينيو رغم البداية السيئة للموسم، إلا أنها في الوقت نفسه غير راغبة في الاستغناء عن اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً.
وتشكك سكولز في إمكانية الاستغناء عن بوغبا قائلاً: «رغم الحرب التي يخوضها مورينيو الآن ضد بوغبا، يظل الفرنسي أفضل لاعب بفريقه، فهل يمكنه الاستغناء عنه؟ لا أعتقد أنه قادر على ذلك».
وبحسب التقارير الصحافية، فعلاقة مورينيو ليست على ما يرام مع أكثر من لاعب، ومنهم التشيلي أليكسيس سانشيز الذي غاب عن تشكيلة المباراة ضد وستهام، ولم يجلس على مقاعد البدلاء.
وفي حين أشار المدرب البرتغالي إلى أن استبعاد سانشيز القادم في فترة الانتقالات الشتوية الماضية من آرسنال، جاء لإتاحة الفرصة للفرنسي أنطوني مارسيال للمشاركة في المباراة (قبل أن يتم استبداله أيضاً)، فإن تقارير صحافية تشيلية أفادت هذا الأسبوع بأن مورينيو وجه انتقادات علنية للمهاجم الدولي في غرفة تبديل الملابس، لا سيما على خلفية طاقته على أرض الملعب ومستوى أدائه، على مسمع من اللاعبين الآخرين.
وعقب لقاء السبت، علق مورينيو عن قلة جودة اللاعبين واتفق معه فرديناند في هذا الأمر، وقال: «يفتقر الفريق للجودة بالتأكيد، وأتشكك في تمتع اللاعبين بجودة كافية وبالحد الأدنى من الكفاءة».
كل هذه العوامل تجعل من النادي الذي دائماً ما تغنى باستقراره في عهد المدرب الأسطوري السابق «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغسون، أمام خيارات صعبة. وقد تصبح المباراة أمام فالنسيا الإسباني غداً في دوري الأبطال هي الفرصة الأخيرة لمورينيو مع الفريق، لأن أي إخفاق جديد سيعمق أزمة النادي الذي ما زال يتصدر قائمة الأغنى بالعالم. وقاد فيرغسون الفريق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي 13 مرة بين عامي 1986 و2013، لكن منذ رحيله لم يحقق الفريق اللقب مرة أخرى. وتشير معظم وسائل الإعلام البريطانية إلى أن الفرنسي زين الدين زيدان هو أبرز المرشحين لخلافة مورينيو. واستقال زيدان من تدريب الريال في صيف هذا العام بعدما قاد الفريق للفوز بلقب دوري الأبطال الأوروبي في 3 مواسم متتالية.
مباراة فالنسيا غداً حاسمة في مسيرة مورينيو مع يونايتد
بعد أسوأ بداية للفريق منذ 29 عاماً وعلاقة متوترة بين المدرب ولاعبيه
مباراة فالنسيا غداً حاسمة في مسيرة مورينيو مع يونايتد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة