العلاقات السعودية ـ الكويتية... مسيرة تاريخية متجذرة تمتد أكثر من 127 عاماً

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لدى وصوله إلى مطار الكويت وكان في استقباله الشيخ نواف الأحمد ولي العهد الكويتي (كونا)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لدى وصوله إلى مطار الكويت وكان في استقباله الشيخ نواف الأحمد ولي العهد الكويتي (كونا)
TT

العلاقات السعودية ـ الكويتية... مسيرة تاريخية متجذرة تمتد أكثر من 127 عاماً

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لدى وصوله إلى مطار الكويت وكان في استقباله الشيخ نواف الأحمد ولي العهد الكويتي (كونا)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لدى وصوله إلى مطار الكويت وكان في استقباله الشيخ نواف الأحمد ولي العهد الكويتي (كونا)

تميزت العلاقات السعودية - الكويتية عن غيرها من العلاقات بعمقها التاريخي الكبير الذي يعود إلى عام 1891م حينما حل الإمام عبد الرحمن الفيصل، ونجله الملك عبد العزيز - رحمهما الله - ضيوفاً على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبد العزيز الرياض عام 1902م، متجاوزة في مفاهيمها أبعاد العلاقات الدوليّة بين جارتين جمعتهما جغرافية المكان إلى مفهوم: الأخوة، وأواصر القربى، والمصير المشترك تجاه أي قضايا تعتري البلدين الشقيقين والمنطقة الخليجية على وجه العموم.
وفي الوقت الذي كان يؤسس فيه الملك عبد العزيز قيام الدولة السعودية في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها في ذلك الوقت، حرص على توثيق عُرى الأخوة ووشائج المودة مع دول الخليج العربي، ومنها دولة الكويت التي زارها خلال الأعوام: 1910، 1915، و1936.
ووقع الملك عبد العزيز - رحمه الله - عدداً من الاتفاقيات الدولية، ومنها اتفاقية العقير في 2 ديسمبر (كانون الأول) 1922م، لتحديد الحدود بين البلدين، وإقامة منطقة محايدة، كما تم في 20 أبريل (نيسان) 1942م التوقيع على اتفاقية تهدف لتنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، وكان من أهمها عدد من الاتفاقيات.
واستمر على هذا النهج أنجال الملك عبد العزيز الملوك: سعود، وخالد، وفيصل، وفهد، وعبد الله - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي لم يألُ جهداً في الدفع بالعلاقات السعودية - الكويتية إلى الأفضل في مختلف الميادين بالتعاون مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وعلى الرغم من التحديات التي كانت تعصف بالمنطقة وبالعالم على مر السنين، فإن البلدين الشقيقين كانا على إدراك كبير بأهمية حفظ روابط هذه الأخوة التي تجمعهما على المستويين الحكومي والشعبي لمواجهة هذه التحديات.
ووثّق الملك سلمان بن عبد العزيز، روح التعاون بشكل أكبر مع الأشقاء في الكويت، حينما وافق مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسته في شهر ذي القعدة عام 1439هـ على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي - الكويتي، ثم جرى التوقيع على المحضر بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع جرى في دولة الكويت بين عادل الجبير وزير الخارجية، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بغية دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك.
وفي كل مرة، تظهر قوة العلاقات بين السعودية والكويت رسوخاً وسط الأحداث التي عصفت بمنطقة الخليج العربي، وبسببها أضاف البلدان بعداً استراتيجياً جديداً لمفهوم علاقاتهما الثنائية تمخض عنه هدف الوقوف يداً واحدة ضد من تسول له نفسه المساس بسيادة أراضيهما أو مصالح شعبيهما، وإبعاد المنطقة عن شبح الصراعات الدولية، ومن ذلك مواقف المملكة المشرفة مع دولة الكويت عام 1990م ضد العدوان العراقي الغاشم على أراضيها، حيث فتحت قلبها قبل حدودها للأشقاء الكويتيين حتى عادت الكويت إلى أهلها.
وكان خادم الحرمين الشريفين قد زار دولة الكويت بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد في شهر ديسمبر 2016م، واستقبل في الكويت استقبالاً كبيراً على المستوى الحكومي والشعبي، في حين سبقت له زيارة الكويت عندما كان أميراً للرياض، وكذلك عندما كان ولياً للعهد، حيث ترأس وفد بلاده في اجتماع القمة العربية التي عقدت في الكويت عام 2014م.
واستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز، أخاه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عدة مرات خلال زياراته للمملكة، ومنها في يونيو (حزيران) 2017م في قصر السلام بجدة، وعقدا جلسة ناقشا خلالها العلاقات الأخوية بين البلدين، ومستجدات الأحداث في المنطقة، وفي الرياض، أكتوبر (تشرين الأول) 2017م، حيث عقد الجانبان اجتماعاً، استعرضا خلاله العلاقات الأخوية الوثيقة، ومجمل الأحداث في المنطقة، بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ولا تنفك السعودية والكويت عن تأكيد وحدة مواقفهما تجاه معالجة قضايا المنطقة والإقليم، والقضايا الدولية ذات العلاقة، سواء عن طريق الرسائل الرسمية، أو الاتصالات الهاتفية، أو الزيارات المتبادلة، لذا كانت آراء البلدين متوافقة مع كثير من قضايا المنطقة، لا سيما مكافحة الإرهاب والتطرف، وتطورات الصراع في بعض المناطق العربية، والتصدي لنشاطات المنظمات الإرهابية، وفي مقدمتها: تنظيم داعش الإرهابي، وميليشيات حزب الله الإرهابي في لبنان، ونظيرتها الحوثية في اليمن، لذا انضمت دولة الكويت إلى التحالف العربي الإسلامي لإعادة الشرعية لليمن.
واليوم يُجدّد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، هذه العلاقات بزيارته الميمونة إلى دولة الكويت، وتعد الزيارة الثانية له، إذ زارها في شهر مايو (أيار) 2015م، عندما كان ولياً لولي العهد، والتقى حينها أمير دولة الكويت، وبحث اللقاء العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وجهود البلدين المبذولة تجاهها.
وتعزيزاً لدعم التعاون التجاري بين المملكة ودولة الكويت، فقد أوضحت الهيئة العامة للإحصاء أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ عام 2017م «أكثر من 9 مليارات ريال»، تركزت حول: صناعات الحديد والصلب، واللدائن ومصنوعاتها، والصابون، والورق المقوى، والمنتجات الحيوانية، والألبان، والشعير ومنتجات المطاحن، والخضراوات والفواكه.



السعودية تدين قصف إسرائيل مخيم النصيرات وسط غزة

فلسطينية تسير بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات (إ.ب.أ)
فلسطينية تسير بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات (إ.ب.أ)
TT

السعودية تدين قصف إسرائيل مخيم النصيرات وسط غزة

فلسطينية تسير بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات (إ.ب.أ)
فلسطينية تسير بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات (إ.ب.أ)

أعربت السعودية، الجمعة، عن إدانتها واستنكارها قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأكدت في بيان لوزارة خارجيتها، أن إمعان قوات الاحتلال في انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي والإنساني، واستهدافاتها المستمرة للمدنيين الأبرياء «ما هي إلا نتيجة حتمية لغياب تفعيل آليات المحاسبة الدولية».

وجدّدت السعودية مطالبتها للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد والفعّال لوضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة والمتكررة «حفاظاً على أرواح المدنيين، وما تبقى من مصداقية الشرعية الدولية».