قتلى تسونامي إندونيسيا قد يصل عددهم إلى 1000

ارتفع عدد ضحايا زلزالين، أعقبهما موجات مد عاتية (تسونامي) بجزيرة سولاويسي الإندونيسية إلى 389 قتيلا. وقالت السلطات إن عدد القتلى في ازدياد وقد يصل إلى 1000 قتيل، بعد أن جرفت الأمواج الضخمة أعدادا كبيرة من الضحايا كانوا على الشاطئ. وكان قد تجمع المئات لحضور مهرجان على شاطئ مدينة مالو، عاصمة الجزيرة، عندما اجتاحت الأمواج التي وصل ارتفاعها إلى ستة أمتار المدينة وقت الغروب لتجرف كثيرين وتدمر كل ما في مسارها بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة. وأوضحت لقطات صورها هواة وعرضتها محطات تلفزيون محلية، المياه وهي تسحق المنازل بطول الشريط الساحلي لبالو وتبعثر حاويات الشحن وتغمر مسجدا في المدينة. وأظهرت الصور التي نشرتها السلطات الجثث متراصة في الشارع أمس السبت.
كما انهار جسر تاريخي بطول 250 مترا على طريق «بونوليلي» بمدينة بالو، عاصمة الجزيرة. وأظهرت صور، صادرة عن الهيئة الوطنية لمواجهة الكوارث، الفولاذ المطلي باللون الأصفر، الداعم للجسر بعد تعرضه لأضرار. وقالت وزارة النقل إن الرافعات في ميناء «بانتولوان» في مدينة بالو سقطت، مما تسبب في تأجيل خدمات الميناء. وقال سوتوبو بورو نوجروهو المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث للصحافيين في جاكرتا إن عدد القتلى والمصابين وحجم الأضرار ربما يكون أكثر على امتداد الساحل على بعد 300 كيلومتر شمال بالو في منطقة دونجالا الأقرب لمركز الزلزال. وأضاف أن الاتصالات «منقطعة تماما ولا معلومات» من دونجالا. ويعيش أكثر من 600 ألف شخص في بالو ودونجالا. وقال الصليب الأحمر في بيان، كما نقلت عنه «رويترز» «لدينا الآن اتصال محدود بشأن الدمار الذي حل بمدينة بالو لكننا لم نسمع شيئا عن دونجالا وهذا أمر مقلق للغاية. يعيش هناك ما يزيد على 300 ألف شخص»، مشيرا إلى أن موظفيه ومتطوعين في طريقهم الآن إلى المناطق المنكوبة. وأضاف: «هذه مأساة لكن ربما تزيد الأمور سوءا». وقال يوسف كالا نائب الرئيس إن عدد القتلى ربما يصل إلى آلاف.
وفي وقت سابق، قال رئيس وكالة الإنقاذ محمد سياوغي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفرق المحلية عثرت على «كثير» من الجثث. وقال توم هاويلز من منظمة «سيف ذا تشليدرن» الإنسانية، «إننا قلقون بشكل خاص إزاء تأثير الزلزال على الأطفال الأكثر ضعفا أمام خطر التسونامي».
وأضاف نوجروهو: «عندما أطلقنا الإنذار من أمواج تسونامي يوم الجمعة كان الناس ما زالوا يمارسون أنشطتهم على الشواطئ ولم يفروا على الفور وأصبحوا ضحايا». وأضاف: «لم تكن أمواجا فقط إذ إنها جرفت السيارات والأشجار والمنازل واجتاحت كل شيء على الأرض». وقال نوجروهو إن أمواج المد وصلت سرعتها إلى 800 كيلومتر في الساعة قبل أن تصل إلى الشاطئ. وذكر أن بعض الأشخاص تسلقوا الأشجار بارتفاع ستة أمتار للفرار من أمواج المد ونجوا. وجرى إجلاء نحو 16700 شخص إلى 24 مركزا في بالو.
واستمرت الهزات الارتدادية القوية حتى بعد ظهر أمس السبت في المدينة الساحلية.
ووصف نوجروهو الدمار بأنه «شامل» بعد انهيار آلاف المنازل والمستشفيات والمراكز التجارية والفنادق ومراكز التسوق. وقال إن السلطات عثرت أيضا على جثث وسط أنقاض المباني المنهارة. وأوضحت صور بثها التلفزيون عشرات الجرحى يتلقون العلاج في خيام طبية مؤقتة.
كما فر مئات من النزلاء من سجن في مدينة بالو بعد انهيار جدران السجن. ونقلت وكالة «أنتارا» الإندونيسية للأنباء عن كبير حراس السجن، أدهي يان ريكوه قوله، إنه كان هناك 560 نزيلا في السجن، فر أكثر من نصفهم. وأضاف أن الحراس لم يتمكنوا من منع السجناء من الفرار بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن أن أعداد السجناء كانت تفوق عدد حراس السجن. ونقل عن أدهي قوله: «بالإضافة إلى ذلك، كان الحراس مشغولين أيضا في النجاة بأنفسهم». وأضاف أن السلطات لم تحاول إعادة الهاربين للسجن، نظرا لأنها كانت منهمكة في مساعدة ضحايا الزلزال وتسونامي.
وكانت وكالة الأرصاد والجيوفيزياء الإندونيسية أصدرت إنذارا بعد الزلزال لكنها رفعته بعد 34 دقيقة. وثارت انتقادات واسعة للوكالة لعدم تحذيرها من أمواج المد التي ضربت بالو، لكن المسؤولين قالوا إن الأمواج كانت وصلت بالفعل وقت صدور الإنذار. وحتى أمس كانت السلطات ما زالت تواجه صعوبات في تنسيق جهود الإنقاذ. وقالت السلطات إن الجيش بدأ في إرسال طائرات تحمل مواد إغاثة من العاصمة جاكرتا ومدن أخرى لكن من جرى إجلاؤهم لا يزالون في أمس الحاجة للطعام وغيره من الاحتياجات الأساسية.
وقال نوجروهو إن مطار المدينة أعيد فتحه فقط لدعم جهود الإغاثة لكنه سيظل مغلقا أمام الرحلات التجارية حتى الرابع من أكتوبر (تشرين الأول). وقالت السلطات إن الزلزال دمر مدرج المطار وبرج المراقبة به. ومن المقرر أن يزور الرئيس جوكو ويدودو مراكز الإيواء في بالو اليوم الأحد. وحث الرئيس ويدودو المواطنين على التزام الهدوء، قائلا إن هناك مساعدات في الطريق. وقال جوكو: «لقد أصدرت أوامر لوزير تنسيق الشؤون الأمنية والهيئة الوطنية لمواجهة الكوارث والجيش الإندونيسي للسفر إلى الجزيرة المنكوبة للتعامل مع هذا الوضع الطارئ في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «سوف نتغلب على تلك المحنة معا». وتعرضت إندونيسيا لسلسلة من الزلازل المدمرة خلال السنين الأخيرة. ففي 2004 أسفر تسونامي أعقب زلزالا تحت البحر بقوة 9.3 درجة قبالة سومطرة غرب إندونيسيا عن 220 ألف قتيل في البلدان المطلة على المحيط الهندي، بينهم 168 ألفا في إندونيسيا. في 2010 قتل نحو 430 شخصا عندما تسبب زلزال بقوة 7.8 درجة بمد بحري ضرب منطقة مينتاوي المعزولة قبالة ساحل سومطرة.