هذا كتاب جديد للفيلسوف الأميركي، الياباني الأصل، فرانسيس فوكوياما، مؤلف كتاب «نهاية التاريخ» الذي نشره عام 1992، ويظل يثير نقاشا كثيرا حتى اليوم، لأن التاريخ، طبعا، لم ينته.
وفي عام 2014، نشر كتاب «النظام السياسي والاضمحلال السياسي». قال فيه إن المؤسسات الأميركية تعاني من الاضمحلال، وذلك بسبب «الاستيلاء تدريجيا على الدولة بواسطة لوبيات المصالح القوية». وبدا وكأنه في تلك المرة صار قادرا على قراءة المستقبل (وليس التاريخ). وذلك بسبب صعود الجمهوريين المحافظين إلى حكم الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترمب، بعد سنتين من نشر كتابه.
يبدو أن هؤلاء هم «الغرباء السياسيون» الذين تهدد وطنيتهم الاقتصادية المتطرفة (الرأسمالية المتطرفة)، وتهدد ميولهم الاستبدادية بزعزعة استقرار النظام الدولي كله، وليس فقط النظام الأميركي».
ينتقل الكتاب الجديد «الهوية» من هذه التحليل إلى تحليل الهوية الأميركية، والتغييرات التي طرأت عليها (أو يعتقد أنها طرأت عليها). هذه هي هوية «بوبيولاريزم» (الوطنية الشعوبية). لكنها «هوية ضيقة تعتمد على حماس أصحابها، وعلى استبعاد أجزاء كبيرة من الأميركيين».
يقول الكتاب إن البحث عن الهوية، وإعلانها، والفخر بها، والدفاع عنها، وربما القتال دفاعا عنها، صارت «واحدة من المفاهيم الرئيسية التي توحد الكثير مما يجري في عالم السياسة اليوم». لكن، بسبب هذا، «تواجه الديمقراطية الليبرالية تحدياً متزايداً»، وذلك بسبب التركيز على الاعتراف، والانتماء الضيق، على أشياء مثل: الأمة، أو الدين، أو المذهب، أو العرق، أو العنصر، أو الجندر (رجال ونساء).
وهذا التركيز، كما يضيف المؤلف، صار من أسباب «النزعة الشعبية المعادية للمهاجرين، وتصاعد الإسلام المسيس، وظهور القومية البيضاء».
وهذه «القومية البيضاء» لا تركز، كما يقال، على الوضع الاقتصادي. لكنها، في الحقيقة، «تهدف إلى الاعتراف بالهوية البيضاء.
ولهذا، لا تكتفي بالاستقرار الاقتصادي».
ما هو الحل؟
يرى فوكوياما أن الحل يكمن في تشكيل الهوية بطريقة تدعم الديمقراطية، بدلاً من أن تقوضها، فالهوية الحقيقية هي «الهوية الإنسانية العالمية»، والتي تعتمد على الاعتزاز بها (لا بهوية قبيلة، أو عرق، أو دين)، والدفاع عنها، والدفاع عنها (أمام اليمين المتطرف في أميركا، وفي المجر، وفي النمسا وغيرها). لهذا، ينتقد الكتاب الجانبين:
في جانب، ينتقد «اليساريين المتطرفين» الذين لا هم عندهم غير الحديث عن المساواة للجماعات المهمشة (أو تعتقد أنها مهمشة)، وفي الجانب الآخر، «الوطنيين العرقيين» الذين يتحدثون عن المطالب الاقتصادية، لكنهم، في أعماقهم، متطرفون عرقيا.
8:30 دقيقه
فرانسيس فوكوياما وتغيرات الهوية الأميركية
https://aawsat.com/home/article/1411196/%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%81%D9%88%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9
فرانسيس فوكوياما وتغيرات الهوية الأميركية
- واشنطن: محمد علي صالح
- واشنطن: محمد علي صالح
فرانسيس فوكوياما وتغيرات الهوية الأميركية
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة