أمين عام «التقدم والاشتراكية» المغربي يحذرّ من تجاهل مشكلات الشباب

TT

أمين عام «التقدم والاشتراكية» المغربي يحذرّ من تجاهل مشكلات الشباب

حذر محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المغربي، من تجاهل أوضاع الشباب في المغرب، وقال إن الأمر قد يؤدي لانعكاسات سلبية على البلاد، والذهاب في اتجاه «محفوف بالمخاطر»، وذلك على خلفية وفاة شابة إثر إطلاق البحرية الملكية النار على قارب، كان يقل مهاجرين سريين شمال المغرب، وهو الحادث الذي خلف جدلاً واسعاً في البلاد.
وأوضح ابن عبد الله، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس خلال افتتاح الجامعة الصيفية للشبيبة الاشتراكية في مدينة أزمور (جنوب الدار البيضاء)، أن مصرع الشابة حياة يجب أن يكون بمثابة دق ناقوس الخطر، ويحتم «علينا أن نفهم أن عدداً كبيراً من شاباتنا وشبابنا وصلوا إلى هذا النوع من المغامرة، التي يمكن أن تؤدي إلى مفارقة الحياة، وعسى أن يكون ما حدث بمثابة دق ناقوس الخطر، وإشعاراً بالنسبة إلينا جميعاً، حكومة وسلطات عمومية وفعاليات سياسية وأحزاباً ونقابات، وجمعيات ومجالس منتخبة، وكل من له المسؤولية في المسار التنموي»، مشيراً إلى أن الشابة حياة «كانت حائرة مثل عشرات الآلاف من الشبان، ولجأت مثل عدد كبير منهم إلى الحل الأخير، وآخر ما كتبته كان تعبيراً عن أنها تغامر، وأنها تريد أن تغادر هذا الوطن من أجل أن تتمكن من العيش في ظروف حسنة».
كما نبه الوزير السابق إلى أن التعاطف مع الحدث في أوساط الشباب «له رمزيته، وليس مسألة سهلة، بل خطيرة وقد تكون له عواقب من الضروري أن نلتفت إليها الآن»، مشدداً على أنه «آن الأوان لنستيقظ ونهتم بشبابنا وبأوضاعهم، وإلا سنذهب في اتجاه محفوف بالمخاطر وبالانعكاسات السيئة بالنسبة إلى وطننا، ولشرائح واسعة من الشعب».
من جهة أخرى، انتقد ابن عبد الله الاتهامات المتبادلة بين حزبي «العدالة والتنمية» و«التجمع الوطني للأحرار»، المشاركين في الحكومة، ووصفها بـ«التراشقات العبثية والنقاش العقيم بين بعض مكونات الأغلبية الحكومية»، وخاطب أعضاء الحزبين قائلاً: «هل لديكم عقل؟ وهل هناك وعي بخطورة الأوضاع الاجتماعية السائدة في البلاد؟ فعندما نرى مآسي الهجرة السرية، وما حدث من احتجاجات شعبية خلال الأشهر الأخيرة، سواء في الحسيمة وجرادة، وتنغير أو زاكورة، أو غيرها من الحركات الاجتماعية في مختلف أنحاء المغرب، نتساءل بالله عليكم: هل الشباب اليوم ينتظر صراعات هامشية من هذا النوع؟ أم ينتظر حكومة قوية قادرة فعلاً على الاستجابة لطموحات شبابنا وشعبنا؟».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.