... وللفخارين عيدهم في لبنان

يقام في قرية بكرزاي للسنة الرابعة على التوالي

ندى زينة تشارك في معرض بكرزاي للفخار بأوان خاصة بالحدائق والزهور
ندى زينة تشارك في معرض بكرزاي للفخار بأوان خاصة بالحدائق والزهور
TT

... وللفخارين عيدهم في لبنان

ندى زينة تشارك في معرض بكرزاي للفخار بأوان خاصة بالحدائق والزهور
ندى زينة تشارك في معرض بكرزاي للفخار بأوان خاصة بالحدائق والزهور

في بداية فصل الخريف من كل عام تحتفل قرية بكرزاي الشوفية بـ«عيد الفخارين». فهذه الصناعة التي تعد الأقدم بين الفنون الحرفية المشهورة في لبنان، يحاول المشرفون على مركز الضيافة بالقرية أعادتها إلى الحياة بعد أن شهدت تراجعا كبيرا. وضمن احتفالات بالمناسبة تستمر على مدى يومين متتاليين في 29 و30 سبتمبر (أيلول) الحالي يجري تكريم هذه الصناعة وحرفييها من خلال عرض أعمالهم المعاصرة المشغولة باليد وبلمسات مجبولة بالحب والشغف. «إنها النسخة الرابعة التي نحتفل فيها بـ(عيد الفخارين) التي تستقطب اللبنانيين من كل حدب وصوب». تقول نتالي صابونجي المسؤولة عن قسم التسويق في بكرزاي. وتضيف خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نوعان من صناعة الفخار الحرفي والفني. ونحن هنا نجمع بين الاثنين لنبرز أهميتها ونحافظ على تاريخها».
أعمال فخارية معاصرة لنحو 18 حرفيا سيستمتع زائرو بكرزاي بمشاهدتها والاطلاع عليها. وهي تتألف من صحون وأكواب وتابلوهات صغيرة وأدوات منزلية وأوان وأوعية لونها الفنانون كل على طريقته وبأسلوبه الخاص يدويا. أما فكرة هذا العيد فجاءت إثر إقامة مصنع فخار في عقار يقع قرب بلدة بعقلين تحول فيما بعد إلى مجمع ضيافة سياحي يحمل اسم بكرزاي. «إنها بمثابة قرية نموذجية تقع في قلب الشوف على تماس مع بلدتي ديردوريت وبعقلين. تم بناؤها من قبل أشخاص يهتمون بالمحافظة على البيئة يتقدمهم المهندس المعماري رمزي سليمان. ولذلك يلفتك فيها الهدوء بعيدا عن (زحمة) المدينة وهي تعرف بـ(القرية الخضراء)». توضح صابونجي في سياق حديثها. فهذه البلدة النموذجية المؤلفة من مساحات شاسعة وتلتصق بمحمية غابة بعقلين، تعتمد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وتعمل على إعادة تدوير نفاياتها بأكملها.
تم في بكرزاي تطوير هذه الحرفة لتواكب زمننا الحالي. فصار يجري الاستعانة بتراب مستورد من أوروبا يتحمل درجة حرارة مرتفعة تخول الفنان أن ينتج أشغالا أكثر صلابة. ومن ناحية ثانية سهل هذا الطين مهمة استخدام الأفران الحديثة التي تعمل على الكهرباء بدلا من التقليدية القديمة التي تشتعل على الحطب وتتطلب مساحات خارجية. «صار بإمكان الحرفيين اليوم استخدام هذه الأفران في بيوتهم كما أن الطلاء (glaze) الذي يغطي أعمالهم يستوفي الشروط البيئية المطلوبة اليوم». توضح مها نصر الله أستاذة الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية والحائزة على جائزة «متحف مقام» في فن السيراميك في جبيل.
وفي مناسبة «عيد الفخارين» تنظم بكرزاي رحلات في قلب الطبيعة بحيث يتسنى لهواة السير على الأقدام وقطع مسافات طويلة على دروبها المحاطة بالأشجار. وبذلك تجتمع في هذا الحدث السنوي عناصر الطبيعة والفنون الجميلة ليمضي معها زائر بكرزاي أوقاتا حلوة.
يعرض الفخارون منتجاتهم في ساحة بكرزاي كل بأسلوبه وبذوقه الخاصين. فالمصري أحمد ضيف تعلم هذه الحرفة على أصولها في مدينة الفيوم في مصر وعلى يدي أستاذين رائدين فيها وهما الفرنسيان إيفلين توريه وميشال باستور. وهو يصنع قطعا ضخمة يرسم عليها صورا بسيطة حفظتها ذاكرته من مدينته الأم ومن منطقة الشوف التي يستقر فيها اليوم. أما لينا شماعة التي تتلمذت على يد نتالي خياط إحدى الناشطات لإعادة أحياء هذه الصناعة في لبنان فتقدم أعمالها على الطريقة اليابانية (راكو). وهي تتطلب وضع الطين بالفرن ورفعه قبل إتمام عملية الحرق الكلية له، مما يحدث رسومات وتشققات طبيعية عليها عندما تجف. أما العارضة نادين عبو فهي تطبع أشغالها من البورسلين بفرح حبها لمولودها الأول مستوحية من هذه المناسبة السعيدة رسوماتها الزاهية الألوان. حتى ديكورات مجمع بكرزاي للضيافة وغالبية أدواته المستخدمة في مطبخه ومطعمه وغرف النوم والحمامات مطبوعة بهذه الصناعة. فهنا ستأكل من أطباق الفخار وتشرب من أكواب البورسلين وتغسل يديك بصابون يستلقي على صحون من الطين. أما أسماء الغرف وأرقامها فقد تم حفرها على لوحات من الفخار إشارة من المشرفين إلى هذا المجمع السياحي بأنه ولد من قلب الطين وجذوره متشبثة بتراب وطن.



«جنون تام» لاصطياد «سمكة قرموط» وزنها 68 كيلوغراماً

صيدُها تسبَّب بإنهاك تام (مواقع التواصل)
صيدُها تسبَّب بإنهاك تام (مواقع التواصل)
TT

«جنون تام» لاصطياد «سمكة قرموط» وزنها 68 كيلوغراماً

صيدُها تسبَّب بإنهاك تام (مواقع التواصل)
صيدُها تسبَّب بإنهاك تام (مواقع التواصل)

قال صيادٌ إنه بات «منهكاً تماماً» بعدما اصطاد سمكةً يأمل أن تُسجَّل بوصفها أكبر سمكة سلور (قرموط) اصطيدت في بريطانيا.

واصطاد شون إينغ السمكة، ووزنها 68 كيلوغراماً، من مزارع تشيغبورو السمكيّة بالقرب من منطقة مالدون بمقاطعة إسكس.

وفي تصريح لـ«بي بي سي»، قال إينغ إنّ الأمر استغرق ساعة ونصف الساعة من «الجنون التام» لسحبها إلى الشاطئ.

ولا تزال السمكة في انتظار التحقُّق الرسمي من «لجنة الأسماك المسجَّلة البريطانية»، ولكن في حال صُدِّق عليها، فسيتحطم بذلك الرقم القياسي الحالي الذي سجّلته سمكة قرموط أخرى اصطيدت من البحيرة عينها في مايو (أيار) الماضي، والبالغ وزنها 64.4 كيلوغرام.

كان إينغ يصطاد مع زوجته، كلوي، وأصدقاء، عندما التقطت السمكة الطُّعم. وقال الرجل البالغ 34 عاماً إنّ سمكة القرموط البالغ طولها أكثر من 2.4 متر، كانت قوية بشكل لا يُصدَّق، مشيراً إلى أنها كانت تقاوم بشدّة وتسحب الخيط بقوة.

وتابع: «كنتُ أملك كلباً. لكنّ الأمر بدا كما لو أنني أسير مع 12 كلباً معاً». وأضاف إينغ المُتحدّر من منطقة لانغدون هيلز، أنّ أصدقاءه لم يستطيعوا مساعدته للاقتراب بالسمكة من الشاطئ.

السمكة الضخمة (مواقع التواصل)

وأردف: «حتى بعد ساعة من المقاومة، كانت السمكة لا تزال تسحب الخيط. كنا نتساءل: (متى سينتهي هذا؟). كانوا ينظرون إلى ساعاتهم ويفكرون: (هل سنظلُّ هنا حتى الصباح نحاول سحبها؟)».

في النهاية، أخرجت المجموعة السمكة من الماء. والطريف أنها كانت ثقيلة جداً حدَّ أنها تسببت في ثني كفّة الميزان. يُذكر أنّ وزن سمكة القرموط عينها حين اصطيدت قبل 10 سنوات كان أقلّ من وزنها الحالي بنحو 9.1 كيلوغرام.

وأضاف إينغ: «إنها سمكة القرموط التي ضاعت من الجميع منذ وقت طويل»، مضيفاً أنّ هذا الصيد يُعدّ «مفخرة عظيمة» لمزارع تشيغبورو السمكيّة التي تطوَّع وزوجته للعمل بها.

بدوره، قال متحدّث باسم «لجنة الأسماك المسجَّلة البريطانية» (التي تُصطاد بالصنارة) إنّ اللجنة تلقّت طلباً بتسجيل سمكة شون إينغ.

وأضاف: «لم يُصدَّق عليه بعد، لكن سيُنظر فيه في الوقت المناسب».

يُذكر أنّ سمكة القرموط، التي كانت تُعاد إلى الماء بانتظام بُعيد عملية الوزن، قد أُطلقت الآن في بحيرة مخصَّصة لأسماك السلور في المزرعة السمكيّة.