وجه مورينيو العبوس يعكس المزاج السائد في مانشستر يونايتد

المدير الفني البرتغالي فشل في بناء علاقات وثيقة مع اللاعبين

بدا مورينيو وكأنه خلق صراعاً منذ يومه الأول في مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)  ... ويبقى التساؤل ما الذي سيحدث لاحقاً؟
بدا مورينيو وكأنه خلق صراعاً منذ يومه الأول في مانشستر يونايتد (أ.ف.ب) ... ويبقى التساؤل ما الذي سيحدث لاحقاً؟
TT

وجه مورينيو العبوس يعكس المزاج السائد في مانشستر يونايتد

بدا مورينيو وكأنه خلق صراعاً منذ يومه الأول في مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)  ... ويبقى التساؤل ما الذي سيحدث لاحقاً؟
بدا مورينيو وكأنه خلق صراعاً منذ يومه الأول في مانشستر يونايتد (أ.ف.ب) ... ويبقى التساؤل ما الذي سيحدث لاحقاً؟

كان الأمر الأكثر لفتاً للانتباه لدى إمعان النظر في جوزيه مورينيو عن قرب بينما كان يحاول التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، الهالات السوداء أسفل عينيه. وحملت عيناه المحدقتان نظرة وحشية، وبدت عيناه أكثر إرهاقاً عما بدت عليه من قبل. في الحقيقة بدا وكأنه في حاجة إلى قسط وافر من النوم. يذكر أن المدرب سام ألاردايس أشار ذات مرة كيف أن ديفيد مويز تقدم في العمر 10 سنوات دفعة واحدة داخل مانشستر يونايتد، ويبدو أن القول ذاته يمكن إطلاقه على المدرب الحالي للفريق.
لا بأس إذن، فهذه في نهاية الأمر كرة القدم، وليست مسابقة في الموضة، لكن إذا كنتم تتذكرون مورينيو عندما كان أصغر سناً، عندما كان يبدو لطيف المعشر وأنيق الملبس وشعره مهندم للغاية - لقد كان من الرائع النظر إليه. أما اليوم، بسترته الزرقاء ذات القلنسوة والقميص الأبيض، ما يجعله يبدو بعيداً تماماً عن الصورة التي كان يبدو عليها من قبل في وقت كان ينظر إليه الكثيرون باعتباره المدرب الساحر الذي يملك مفاتيح كرة القدم. الملاحظ أن مظهر مورينيو دائماً ما يكشف حالته المزاجية.
يذكر أنه سعى لاختلاق شجار مع مذيع قناة «سكاي» في وقت لم يكن هناك أي سبب يستدعي الشجار. كما أن المؤتمر الصحافي الذي يعقده بعد المباراة أصبح بعيداً تماماً عن محاولة اجتذاب الأضواء، وبدا هذا أمراً غريباً وغير معتاد من جانب مورينيو على وجه التحديد. والواضح أن الكثير قد تبدل منذ تلك الأيام التي كتب فيها باتريك باركلي، مؤلف كتاب «مورينو: تحليل شخصية فائزة»، أن المدرب الذي حمل لقب الرجل الاستثنائي - وقد كان فريداً بالفعل لدى النظر إلى الفترة التي قضاها مع تشيلسي - يبدو «رائعاً حتى في عبوسه»، ناهيك عن ابتسامته التي قد تذيب القلوب.
في الواقع، تميز مورينيو بسمات من الصعب وضع تعريف محدد لها جعلته شخصية مثيرة للفضول والاهتمام. كما بدت علاقاته بلاعبيه متينة للغاية على نحو يتعذر خرقه - أمر نادر الحدوث بعالم كرة القدم. ومثلما قال إيان رايت، فإنه «إذا احتضن مدرب آخر لاعبيه، فإنهم قد يشعرون بالخجل أو بالحرج، لكن مع مورينيو يبدو واضحاً للجميع روح الود السائدة بينه وبين اللاعبين. ثمة احترام عميق ونادر بين الطرفين. ويمكنك أن ترى أنهم يحبونه بصدق».
وتبدو هذه الصورة بعيدة عن صورة مورينيو داخل مانشستر يونايتد، وتبادله العبارات الفظة مع بول بوغبا وتوجيهه انتقادات قاسية للاعبين آخرين في مناسبات أخرى. والواضح أنه لم يرَ بأساً في استهداف ضحيتين جديدتين في أعقاب الهزيمة أمام ديربي كاونتي، الذي ظل طوال 10 سنوات بعيداً عن بطولة الدوري الممتاز، وذلك في بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
ويمكن النظر إلى أسلوب حديث مورينيو، على سبيل المثال، أكثر من مرة عن تسديد ركلات الترجيح، وكيف أنه بمجرد وصول النتيجة إلى 6 - 6 أدرك «أننا في مأزق لوجود فيل جونز وإريك بيلي» على القائمة في الأدوار التالية. وربما خالج فرانك لامبارد القلق نفسه إزاء فريقه عندما حان الدور على ريتشارد كيو، لاعب خط الوسط الذي يتعرض كثيراً للإصابات، لتسديد ركلة ترجيح. إلا أن الاختلاف هنا أن مدرب ديربي كاونتي لم يكن ليفكر لوهلة في قول ما تفوه به مورينيو. الحقيقة أن مورينيو لا يخدم نفسه.
ولسوء حظ «مانشستر يونايتد»، هذه هي الحال التي أصبح عليها مورينيو، ولم يعد بمقدور أحد أن يمتدح عبوس وجهه اليوم. جدير بالذكر، أنه عندما قرر مسؤولو مانشستر يونايتد الاستعانة بمورينيو، تلقوا تحذيرات من أن مساعده، روي فاريا، يميل لإثارة المشكلات. بيد أنه بمرور الوقت أخفق فاريا في إثبات صحة هذه المعلومة، بينما نجد مورينيو في المقابل عمد إلى إثارة المشكلات منذ اليوم الأول له في النادي.
وتبعاً لما ذكره مصدر مطلع داخل «أولد ترافورد»، فإن مورينيو منذ اليوم الأول له رأى أن، «كل شيء كان رديئاً تماماً... داخل ملعب التدريب كان الوضع مزرياً، وكان اللاعبون بحالة مزرية، والفريق الطبي في حالة مزرية، والطعام في حالة مزرية، وكذلك الاستاد - كل شيء». في الواقع، أثار سخط مورينيو تجاه كل ما حوله في النادي صدمة للجميع وأثار بداخلهم تساؤل حول ما إذا كانت علاقاته المضطربة مع اللاعبين والصحافة في ريال مدريد، ثم الفترة الثانية التي قضاها في تشيلسي قد بدلا شخصيته نحو الأسوأ.
وبطبيعة الحال، تبقى المسألة الكبرى ماذا ينبغي عمله مع بوغبا، لكن يبقى من الخطأ توصيف هذه المشكلة باعتبارها مجرد خلاف بين اثنين من أهم الشخصيات داخل «أولد ترافورد» - على طرف يقف المدرب بتاريخه في حصد البطولات وشعوره القوي بالأنا وسمعته المتراجعة، وعلى الطرف المقابل يقف أغلى لاعب في النادي الذي شارك في الفوز ببطولة كأس العالم ويبدي ميله للانتقال إلى برشلونة، ولديه وكيل أعمال لا يعبأ بإثارة المشكلات مع أي شخص مهما كان.
الواضح أن مورينيو ينهك لاعبيه ويجعل الأمر كله أشبه بمطحنة بالنسبة لهم؛ الأمر الذي يدفع بعضهم للتمرد عليه. ويوحي النسق العام لمسيرة مورينيو المهنية بأن الأمر يتحرك نحو الأسوأ، وليس الأفضل. وتحمل الصور الأخيرة التي جرى التقاطها من داخل ملعب التدريب الخاص بمانشستر يونايتد لمحة أخرى على تردي العلاقة بين المدرب واللاعب، ولو كان سير أليكس فيرغسون من يتولى تدريب الفريق، من المعتقد أن بوغبا كان سيجري عزله سريعاً عن الفريق. إلا أنه للأسف، مورينيو من يتولى مهمة التدريب، ولا يملك مثل هذا النفوذ الكبير داخل «أولد ترافورد»، حيث يتعين على المسؤولين الحاليين تحقيق توازن بين دعم المدرب والاهتمام بمصالح النادي بعد رحيله المحتمل.
جدير بالذكر، أنه وقع الاختيار منذ فترة قصيرة على بوغبا باعتباره الرياضي الأفضل تسويقاً على مستوى العالم. ويبلغ بوغبا 25 عاماً؛ ما يعني أنه في أفضل سنوات عطائه الكروي، ولا تزال سنوات ذروة تألقه لم تأت بعد. وبالتالي، فإن كبار مسؤولي مانشستر يونايتد لا يرغبون في خسارة لاعب يملك مثل هذه المواهب الاستثنائية - لاعب تبلغ تكلفته 89 مليون جنيه إسترليني - في وقت تحيط شكوك قوية بمورينيو وإمكانية استمراره مع النادي لفترة طويلة. وليس باستطاعة مورينيو أن يعول على إد وودورد، نائب الرئيس التنفيذي للنادي.
ومع هذا، فإن ذلك لا يعفي بوغبا في وقت من الواضح تماماً أنه يتبع توجهاً خاطئاً، وفي وقت لم يعبأ بالانتظار ريثما يشاهد ركلات الترجيح الأخيرة في مباراة «ديربي كاونتي» (غادر مقعده عندما كانت النتيجة 2 - 1)، وفي وقت استغل المقابلات المتنوعة التي أجراها لتقويض المدرب. على هذا الصعيد، كان مورينيو محقاً تماماً في غضبه من تشكيك لاعب في فريقه في جدوى التكتيكات التي يتبعها الفريق، وذلك بعد التعادل أمام وولفرهامبتون واندررز، السبت.
يذكر أن بوغبا لم ينتقد مورينيو مباشرة، لكن الرسالة كانت واضحة، وإن جاءت بين السطور. وبدا أن اللاعب متعمداً في بعثه بهذه الرسالة. وبدا بوغبا مدركاً جيداً أنه يتجاوز الخطوط التي لا يتعين عليه خرقها، وبخاصة أنه لاعب كبير ومخضرم بما يكفي لإدراك هذا الأمر. ومثلما اعتاد فيرغسون القول، فإنه في اللحظة التي يصبح لاعب ما مفعماً بالشعور بالزهو والثقة الزائدة في نفسه، يصبح المدرب في مأزق.
جدير بالذكر، أنه جرى سحب شارة قيادة الفريق من بوغبا، في وقت تبدو الهالات السوداء أسفل عيني مورينيو أكثر اتساعاً عن ذي قبل. وتؤكد الصور القادمة من ملعب التدريب، على ما يبدو، على ما أصبح معروفاً بالفعل: أن العلاقات بين الاثنين بلغت الحضيض، ويدرك الصحافيون المخضرمون في تغطية هذه القصة أن وصول الوضع بين الاثنين إلى هذا المستوى لا بد أنه يلقي بظلاله القاتمة على المناخ بأكمله داخل النادي خلف الكواليس.
ويبقى التساؤل ما الذي سيحدث لاحقاً، وليس بإمكان أحد طرح إجابة مؤكدة عن ذلك، وإنما كل ما يمكن قوله أن بوغبا ربما يتعرض لمفاجأة قاسية إذا ما افترض أن جماهير مانشستر يونايتد التي تحرص على حضور المباريات بانتظام ستقف إلى صفه. وقد سبق وأن عايشت هذه الجماهير مواقف مشابهة مع نجوم سابقين مثل ديفيد بيكام ورود فان نستلروي وواين روني وآخرين، ودائماً ما تقف الجماهير إلى صف المدرب في مواجهة اللاعبين المتمردين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».