كيفن بيتي... لعب دوراً محورياً في نجاح إبسويتش في السبعينات والثمانينات

على مستوى جيله لم يحظَ سوى عدد قليل من اللاعبين الإنجليز بمكانة أكبر

كيفن بيتي في مواجهة لإبسويتش أمام شيفلد يونايتد عام 1974
كيفن بيتي في مواجهة لإبسويتش أمام شيفلد يونايتد عام 1974
TT

كيفن بيتي... لعب دوراً محورياً في نجاح إبسويتش في السبعينات والثمانينات

كيفن بيتي في مواجهة لإبسويتش أمام شيفلد يونايتد عام 1974
كيفن بيتي في مواجهة لإبسويتش أمام شيفلد يونايتد عام 1974

عندما كان «إبسويتش تاون» قوة كروية لا يستهان بها في أواخر سبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي، كان كيفن بيتي في قلب هذا النجاح. شارك بيتي في مركز قلب الدفاع وتميز برباطة جأش استثنائية ورقيّ في التعامل، وكأن أفضل لاعب داخل فريق لم يفز ببطولتي كأس الاتحاد الإنجليزي و«يويفا» فحسب، وإنما تمكن من استنزاف أموال فريق ليفربول العظيم المميز لهذه الحقبة في إطار بطولة الدوري الممتاز.
وقد أشادت جماهير «إبسويتش تاون» ببيتي، الذي توفي عن الـ64 بسبب تعرضه لأزمة قلبية، باعتباره أعظم لاعب في تاريخ النادي على الإطلاق. إلا أن مقياساً أهم لمكانته تمثّل في الاحترام واسع النطاق الذي حظي به بين أقرانه، الذين أقروا بمهاراته الفنية العظيمة، وكذلك شجاعته وقوته. وكان من شأن قدرته على الفوز بالاستحواذ على الكرة ثم توزيعها بدقة بالغة، إثارة مقارنات بينه وبين بوبي مور. وعلى مستوى جيله، لم يحظ سوى عدد قليل للغاية من اللاعبين الإنجليز بمكانة أكبر على الصعيد الكروي.
ومع هذا، فإنه بالنظر إلى مستوى الإشادات التي حظي بها بيتي، نجد أنه لعب عدداً قليلاً من المباريات على نحو مثير للدهشة لصالح المنتخب الإنجليزي -9 في المجمل- ويرجع السبب الأكبر وراء ذلك إلى الإصابات، ذلك أنه غالباً ما أُجبر على الانسحاب بعد وقوع الاختيار عليه. وفي سن الـ28، أعلن بيتي اعتزالاً مبكراً بسبب إصابة خطيرة وطويلة الأمد في الركبة. إلا أن ما أخفق بيتي في تحقيقه على الساحة الدولية، أنجزه على الساحة الداخلية مع «إبسويتش تاون». وعلى امتداد عقد تميز بمستوى كبير من النجاح لـ«إبسويتش تاون»، شارك بيتي في 225 مباراة ببطولة الدوري. وظل بيتي على صلة وثيقة بناديه على مدار باقي حياته، بما في ذلك عدد من السنوات عمل خلالها محللاً كروياً في «بي بي سي راديو».
ورغم علاقته الوثيقة بـ«إبسويتش تاون»، وُلد بيتي في كارلايل. وكان ينتمي إلى أسرة فقيرة، فقد عمل والده عاملاً في مناجم الفحم، بينما عملت والدته عاملة نظافة، وكان للزوجين تسعة أطفال. وبسبب تورطه في تناول الكحوليات بشراهة، أهدر الأب جزء كبير من دخل الأسرة، الأمر الذي يعني في الغالب أن كيفن لم يكن يتناول طعاماً ليومين أو ثلاثة أيام. وفي أعقاب نهاية يومه الدراسي في مدرسة «سانت باتريك رومان كاثوليك الثانوية»، كان يلعب من حين لآخر لأنه لم يكن لديه حذاء. وفي النهاية، ترك بيتي المدرسة في سن الـ14 للعمل في مصنع ثم مخزن.
وذات يوم، لفت بيتي أنظار أحد الكشافين في أثناء لعبه في بطولة دوري محلية. وبالفعل، تلقى بيتي وهو في الـ15 الدعوة لدخول في محادثات مع مدرب ليفربول، بيل شانكلي، لكن عندما وصل إلى المدينة، نسي مسؤول النادي إرسال أي شخص لاستقباله. ونظراً إلى أنه لم يكن لديه مال يمكّنه من الذهاب إلى ملعب النادي، استقل أول قطار عائد إلى مسقط رأسه.
وبعد ذلك بفترة قصيرة، سارع «إبسويتش تاون» إلى محاولة استغلال الفرصة التي أهدرها ليفربول. ويقال إن مدرب الفريق، بوبي روبسون، أخبر كبير الكشافين العاملين مع النادي إنه سيفقد وظيفته إذا أخفق في ترتيب موعد مع الفتى الواعد. وبالفعل، حضر بيتي المقابلة مرتدياً حذاء والده. وعندما وقّع عقداً للانضمام إلى «إبسويتش تاون» كمتدرب عام 1970، كان أول ما فعله هو الحرص على شراء حذاء مناسب.
عام 1971، أصبح بيتي لاعب كرة قدم محترفاً، وفي العام التالي، جاءت أول مشاركة لبيتي وكان في الـ18 أمام «مانشستر يونايتد» وانتهت بفوز «إبسويتش تاون» بنتيجة 2 – 1، وكان بيتي أول فائز بجائزة أفضل لاعب صاعد خلال العام من رابطة اللاعبين المحترفين عام 1974. وبحلول عام 1975، كان بيتي يشارك في صفوف المنتخب الإنجليزي، وشارك في مباراة أمام قبرص انتهت بفوز إنجلترا بخمسة أهداف دون مقابل.
بوجه عام، تميز بيتي بقوة بدنية كبيرة وقوام رياضي، وكان سريعاً للغاية في اجتياز أول 10 ياردات، إضافة إلى مهاراته الفائقة في المراوغة بالكرة وقدرته على القفز عالياً في الهواء عندما يضرب الكرة برأسه وتميزه بتصويبات قوية بقدمه اليسرى. وقال عنه زميله في «إبسويتش تاون»، روجر أوسبورن: «كان يثير ضيق لاعبي الخصوم بدرجة كبيرة لأن بدا أنه يفعل كل شيء بسهولة كبيرة. لقد كان أقوى وأفضل بنية وأفضل أداءً من أي لاعب آخر. ولم يكن مضطراً إلى المحاولة».
خلال الموسم السابق لأول مباراة لبيتي في بطولة الدوري، احتل «إبسويتش تاون» المركز الـ13 على مستوى القسم الأول. في المقابل نجد أنه في جميع المواسم التسعة التي شارك خلالها مع النادي فيما عدا موسم واحد فقط، لم ينجز النادي الموسم في مركز أقل عن السادس، بما في ذلك موسم 1980 - 1981 الذي جاء خلاله «إبسويتش تاون» في المركز الثاني بعد «أستون فيلا». وفي ظل مشاركة بيتي، فاز «إبسويتش تاون» أيضاً في نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1971 عندما فاز بهدف دون مقابل أمام آرسنال. وكان أوسبورن صاحب الهدف. وفي الوقت الذي لم يشارك بيتي في مباراتي الذهاب والإياب لنهائي بطولة كأس «يويفا» أمام نادي «ألكمار» الهولندي بعد ثلاث سنوات، فإنه نال ميدالية «يويفا» تقديراً لإسهاماته في وقت سابق من البطولة.
وقد لعب بيتي ما اتضح لاحقاً أنه آخر مبارياته مع «إبسويتش تاون» قبيل هذا النهائي بفترة قصيرة عندما تعرض لكسر في ذراعه خلال مباراة بدور قبل النهائي ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أمام «مانشستر سيتي». وبحلول ذلك الوقت، كانت سنوات من المشكلات الصحية في الركبة قد تركت أثرها على قدرات بيتي، وتسببت في وضع نهاية لمسيرته مع المنتخب الإنجليزي عام 1977، وأضرّت بصورة متكررة على مستوى مشاركته مع ناديه. وبعد الخامسة من سلسلة عمليات جراحية ناجحة عام 1981، أُجبر بيتي على إلقاء الوداع على «إبسويتش تاون» نهاية ذلك العام.
بعد ذلك، بذل بيتي عدة محاولات للعودة إلى الملاعب لكنها لم تدم طويلاً وذلك عبر أدوار أدنى من بطولة الدوري، في صفوف «كولشستر يونايتد» و«ميدلزبره» خلال موسم 1982 - 1983، ثم انتقل إلى كرة قدم الهواة في منتصف الثمانينات وشارك لفترات موجزة مع ثلاثة أندية صغيرة في المنطقة الاسكندنافية.
ورغم تلقيه 50 ألف جنيه إسترليني أجراً عن مشاركته في مباراة شرفية مع «إبسويتش» ولعمله بديلاً لمايكل كين في لقطات تتعلق بكرة القدم في فيلم «اسكيب تو فيكتوري» عام 1981، عاش بيتي جزءاً كبيراً من السنوات الباقية من عمره في ظل ظروف مادية عصيبة. إلا أنه تلقى في السنوات الأخيرة مساعدة مالية من رابطة اللاعبين المحترفين، الأمر الذي عاونه على تنظيم حياته بصورة أفضل. وقد تولى بيتي رعاية زوجته، مارغريت، باستمرار جراء تردي حالة الشلل التي أصابتها.
الملاحَظ أن بيتي ظل شخصية ودودة ومتواضعة حتى في أوجّ شهرته، واحتفظ بشعبية جارفة في «إبسويتش». وقد عاد إلى الساحة العامة بمشاركته في التعليق على المباريات في الراديو المحلي بدءاً من عام 2008. عام 2012، تعرض بيتي لحظر تجول لمدة 12 أسبوعاً عقاباً على تحايله في الإبلاغ عن دخله، وذلك بعدما أخفق في إعلان العائد المتواضع الذي يتقاضاه من الراديو لخوفه من وقف الإعانة المالية التي يتلقاها. واليوم، رحل بيتي عن عالمنا تاركاً خلفه زوجته التي ارتبط بها منذ مطلع سبعينات القرن الماضي وثلاث فتيات: إيما وسارة ولويز.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
* توماس كيفن بيتي، لاعب كرة قدم، وُلد 18 ديسمبر (كانون الأول) 1953. توفي 16 سبتمبر (أيلول) 2018.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: أتقاضى راتباً ضخماً… يجب أن أجد حلاً!

رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: أتقاضى راتباً ضخماً… يجب أن أجد حلاً!

تحمل بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مسؤولية النتائج السيئة التي يحققها الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يحرز هدف تشيلسي الثاني في مرمى برنتفورد (رويترز)

البريمرليغ: تشيلسي يقترب من ليفربول... وصحوة توتنهام

واصل تشيلسي نتائجه الجيدة على ملعب «ستامفورد بريدج» بقيادة مدربه الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا، محققاً فوزه الخامس توالياً على حساب ضيفه برنتفورد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية نهضة بركان يحلق في صدارة مجموعته بالكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان يحلق في الصدارة... واتحاد الجزائر يستعرض بثلاثية

فاز فريق نهضة بركان بشق الأنفس على ضيفه الملعب المالي بنتيجة 1 - صفر في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (بركان)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان (رويترز)

إنزاغي: أرشح لاتسيو للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي

يعتقد سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أن ناديه السابق لاتسيو بإمكانه المنافسة على لقب الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية لايبزيغ هزم ضيفه آينتراخت فرنكفورت (إ.ب.أ)

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

فاز لايبزيغ على ضيفه آينتراخت فرنكفورت 1-2، الأحد، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.