عبر مصطفى باكوري، رئيس جهة الدار البيضاء - سطات، عن عدم رضاه عن حصيلة تطبيق الجهوية المتقدمة في المغرب، التي انطلقت في سنة 2015، وعن التأخر في تطبيق مخططات التنمية الجهوية.
وقال باكوري: «صحيح أن هناك بعض الإنجازات. لكن حصيلة السنوات الثلاث الأولى من تطبيق الجهوية تبقى ضعيفة جدا». وعزا أسباب هزالة النتائج إلى تأخر صدور القوانين التطبيقية، والتعثر الذي عرفه تشكيل الحكومة الحالية لأكثر من نصف سنة، إضافة إلى تأخير كثير من المؤسسات المعنية بتطبيق الجهوية لالتزاماتها في هذا الشأن، لاعتبارات متعددة، ضمنها ضعف الإمكانيات المالية والبشرية.
ودعا باكوري، الذي كان يتحدث أول من أمس خلال ندوة نظمها مجلس جهة الدار البيضاء - سطات حول موضع «الجهوية المتقدمة في المغرب... الواقع والآفاق»، المسؤولين والمنتخبين والخبراء والأكاديميين إلى التركيز على «الجزء الفارغ من الكأس» من أجل تحديد التعثرات والنواقص، والعمل على تجاوزها بشكل جماعي أو فردي.
كما شدد باكوري على الطابع الاستراتيجي لورشات الجهوية المتقدمة، مشيرا إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس تحدث عنه في أكثر من 10 خطابات، ضمنها أول خطاب ألقاه بعد توليه الحكم. كما أن دستور 2011 نص عليها في فقرته الأولى. مبرزا في هذا الصدد أن إنجاح هذا الورشات الإصلاحي الكبير يتطلب إحداث قطيعة مع أساليب العمل القديمة.
وشكلت الندوة مناسبة للجامعات الثلاث الحكومية، التي تضمها جهة الدار البيضاء - سطات، (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وجامعة الحسن الأول بسطات)، لتقديم تصوراتها للشراكة بين القطاعات الأكاديمية والإدارية والقطاع الخاص من أجل المساهمة في تطبيق الجهوية المتقدمة. كما قدمت عروضا حول تقدم وأهمية البحوث الجامعية في هذا الشأن.
في سياق ذلك، قدم محمد عبد الرحمن برادة، رئيس مؤسسة دفاتر جهوية والمدير العام السابق لشركة «سابريس» للتوزيع والنشر، الموسوعة الجهوية التي أصدرتها مؤسسة دفاتر جهوية. وقال برادة: «في إطار عملنا الإعلامي حاولنا مواكبة هذه الورشات الوطنية الكبيرة من خلال إعداد الموسوعة التي تتألف من 12 كتابا، وحاولنا أن نقدم من خلالها صورة شاملة عن مؤهلات ومقومات كل جهة من النواحي الاقتصادية والطبيعية والثقافية». كما أوضح برادة أن الموسوعة أنجزت بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المغاربة، تحت إشراف لجنة علمية، ضمت كلا من الباحث إدريس الكراوي، ومحمد الضريف الوالي السابق للدار البيضاء، ومحمد الحجوي الأمين العام للحكومة، والباحثة الجامعية رحمة بورقية.
من جانبه، تحدث إدريس الكراوي، الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي المغربي، عن التحديات التي تطرحها الجهوية والرافعات الأساسية الضروري توفيرها لإنجاحها. وأكد الكراوي أهمية الجانب الاقتصادي، بالنظر إلى التحديات التي أصبح تطور المجتمع المغربي وبزوغ فئة جديدة من الشباب بتطلعات ومطالب وأساليب احتجاجية جديدة، يطرحها على المسؤولين الجهويين، سواء في الإدارة الترابية أم المنتخبين. داعيا إلى الاعتماد على الذكاء الجماعي والنبوغ المحلي لمواجهة هذه التحديات، التي تتطلب تأهيلا للعنصر البشري، وإعادة النظر في دور الأحزاب والمجتمع المدني، وغيرها من المؤسسات لتكون في مستوى التحديات المطروحة. كما دعا الكراوي إلى الاعتماد على القدرات المحلية في مجال الدراسات والأبحاث بدل الخبراء الأجانب.
المغرب: ندوة لتقييم حصيلة تطبيق الجهوية المتقدمة
رئيس جهة الدار البيضاء - سطات قال إنه غير راض عن نتائجها
المغرب: ندوة لتقييم حصيلة تطبيق الجهوية المتقدمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة