طريقة بناء الهجمات من الخلف تتطلب لاعبين ماهرين في كل الخطوط

بعد تغيير توتنهام أسلوب لعبه والهزيمة 3 مرات متتالية والفوز الباهت على برايتون

لاعبو توتنهام بعد الخسارة أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا
لاعبو توتنهام بعد الخسارة أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا
TT

طريقة بناء الهجمات من الخلف تتطلب لاعبين ماهرين في كل الخطوط

لاعبو توتنهام بعد الخسارة أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا
لاعبو توتنهام بعد الخسارة أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا

كانت هناك لحظة غير عادية في الشوط الأول من مباراة توتنهام هوتسبير أمام إنتر ميلان الإيطالي على ملعب «سان سيرو»، في إطار دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا. فبينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي، حدث تدخل قوي على الكرة بين لاعب السبيرز البلجيكي موسى ديمبلي ولاعب إنتر ميلان راجا ناينغجولان، وتمكن الأخير في النهاية من قطع الكرة والاستحواذ عليها. ويعكس هذا التدخل التغير الذي طرأ على أداء توتنهام هوتسبير خلال الموسم الحالي، مقارنة بالموسمين الماضيين.
وكانت السمة الأبرز في أداء توتنهام هوتسبير في عهد المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، تتمثل في اللعب القوي والقوة البدنية العالية، واللعب دائما إلى الأمام من أجل الوصول إلى مرمى الفرق المنافسة بأقصر الطرق الممكنة. وقد سبق وأن تألق ديمبلي نفسه في خط وسط توتنهام أمام منافسين أقوياء، مثل يوفنتوس وريال مدريد وهما في أفضل حالاتهما في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وكان يصول ويجول في منتصف الملعب برشاقة كبيرة للغاية. ومن الواضح أن شيئا ما قد تغير في أداء توتنهام خلال الموسم الحالي. وعلى الرغم من الفوز على برايتون خارج أرضه في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي، كان الشيء الأبرز في المباراتين اللتين خسرهما الفريق أمام إنتر ميلان بهدفين مقابل هدف وحيد في دوري أبطال أوروبا، والخسارة بالنتيجة نفسها أمام ليفربول على ملعب ويمبلي في الجولة الخامسة من المسابقة المحلية، يتمثل في عدم قدرة الفريق على الاحتفاظ بالكرة في أجزاء الملعب المختلفة، وعدم قدرته على تغيير سرعة ووتيرة اللعب، وفقا لمجريات ومتطلبات المباراة.
لقد حان الوقت للحديث عن طريقة اللعب التي تعتمد على بناء الهجمات من الخلف. وتمكن المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا أن يطبق هذه الطريقة بشكل ممتاز، من خلال استغلال مساحات الملعب بأفضل شكل ممكن، ونقل الكرات القصيرة والاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة، بدلا من إرسال الكرات الطويلة لدفاعات الفرق المنافسة.
وعندما كان لاعبو مانشستر سيتي يتعلمون كيفية اللعب بهذه الطريقة قبل عامين من الآن، كان غوارديولا يخرج بكل شجاعة ليدافع عن هذه الطريقة وعن مدافعيه في حال تعرض الفريق للخسارة. وبعد ذلك، حاول مديرون فنيون آخرون تطبيق طريقة اللعب نفسها التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة، وأظهر اللاعبون رغبة في اللعب بهذه الطريقة، كما تحلى المشجعون بالصبر في حال تعرض أنديتهم للخسارة من أجل إتقان اللعب بهذه الطريقة.
ويمكن القول بأن تطبيق أي طريقة جديدة يعتمد على شيئين، هما التوقيت وكيفية التنفيذ. وقد خسر توتنهام قبل الفوز على برايتون ثلاث مباريات متتالية؛ لكن هذا لا يعني أن بوكيتينو قد فقد بريقه أو أن اللاعبين لم يعد لديهم ما يقدمونه، لكن قد يعني هذا أن توتنهام يعمل الآن على تجربة طريقة جديدة، ويواجه بعض المشكلات والأزمات في بداية اللعب بهذه الطريقة، وهو ما ظهر إلى حد ما في مواجهة برايتون.
وقد تحدث بوكيتينو في كثير من الأحيان عن إيجاد طرق مختلفة للعب، مشيراً إلى أن كل الفرق الكبرى تفعل ذلك. وقد تسببت تصريحات المدير الفني الأرجنتيني عن «البقرة والقطار» في كثير من الحيرة والذهول، عندما أراد أن يؤكد على أن الخبرة وحدها في دوري أبطال أوروبا لن تفيد فريقه أمام الفرق الكبرى، مؤكداً على أن الأداء داخل أرض الملعب هو ما سيصنع الفارق في مواجهات الموسم الحالي.
وقال المدرب الأرجنتيني قبل مباراة فريقه أمام إنتر ميلان: «إذا لم تتمتع بالمهارة الكافية، فستبقى خبرتك من دون فائدة، ولن تساعدك الخبرة في المستقبل».
وأضاف: «الخبرة مثل البقرة التي تشاهد القطار يمر من أمامها يومياً لعشر سنوات؛ لكن إذا سألت البقرة في يوم: متى سيأتي القطار؟ فلن تجيبك». وتابع: «كثير من الأشياء مهمة للغاية في كرة القدم، ونحن نستغرق كثيرا من الوقت في الحديث عن تلك الأمور، ونقول الخبرة ستساعدنا في الموسم المقبل، نعم ستساعدك لكن فقط في حالة إظهارك مزيدا من الشغف والكفاح، لكنك لن تفوز في المباريات بالخبرة وحدها».
وفي الحقيقة، لقد بدت هذه التصريحات كتشبيه جيد على الورق، ومثال جيد على ضرورة تعلم أشياء جديدة. وربما كان المدير الفني الأرجنتيني يريد أن يشير إلى أن اللاعبين يعانون من أجل تعلم المزيد. وفي خمسة مواقف مختلفة في المباراة أمام إنتر ميلان، ظهر مدافعو توتنهام الخمسة متوترين للغاية وهم يحاولون إخراج الكرة من مناطق الخطورة، بدلا من تشتيتها بتمريرة أو تمريرتين للأمام. وقد ارتكب يان فيرتونخن خطأ كبيرا كاد يكلف فريقه غاليا عندما حاول المراوغة في المنطقة الخلفية ناحية اليسار.
وقد ظهر حارس مرمى توتنهام، ميتشيل فورم، على وجه الخصوص وهو يحاول الاحتفاظ بالكرة بين قدميه رغم أنه لا يجيد اللعب بالقدمين، وتشير الإحصاءات إلى أنه لمس الكرة 17 مرة أكثر من حارس إنتر ميلان سمير هاندانوفيتش في مباراة دوري الأبطال. وخلال مباراتي إنتر ميلان وليفربول معا، لمس فورم الكرة 105 مرات، مقابل 78 مرة لحارسي الفريقين المنافسين، ومن بينهما حارس مرمى نادي ليفربول أليسون الذي يجيد اللعب بقدميه.
وكان إنتر ميلان بقيادة مديره الفني الإيطالي لوتشيانو سباليتي يضغط على توتنهام بطول الملعب منذ بداية المباراة، وقد يبدو مقتنعا ومؤمنا بأنه قادر على إلحاق الضرر بتوتنهام. وكان مهاجم الإنتر ماورو إيكاردي يقف في منطقة الست ياردات على أمل استغلال الأخطاء التي يرتكبها فيرتونخن، الذي كان يبالغ في الاستحواذ على الكرة.
وقد نتفق على أن المدافع الكولومبي لنادي توتنهام، دافينسون سانشيز، مدافع جيد؛ لكن المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو قد استغله بنجاح في مواجهات سابقة بسبب نقطة الضعف الواضحة لديه خلال التخلص من الكرة من الخلف. وفي مباراة إنتر ميلان، أثبت سانشيز أن مورينيو كان محقا عندما ارتكب سانشيز أخطاء ساذجة أثناء محاولته تمرير الكرات من الخلف للأمام. وفي هذا الإطار، يجب طرح هذين السؤالين: أولا، لماذا يحاول توتنهام بناء الهجمات من الخلف؟ وثانيا، هل يمكن للفريق أن يقوم بهذا الأمر بطريقة أفضل قليلا؟
في البداية، من السهل الإشارة إلى أن توتنهام ليس مميزا في بناء الهجمات من الخلف، والدليل على ذلك أنه خلال المباراة التي خسرها توتنهام أمام ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لمس كل من سانشيز وفيرتونخن الكرة 92 مرة مقابل 150 مرة لمدافعي النادي الملكي سيرخيو راموس وناشو. لكن توتنهام في المقابل يجيد الضغط على الفريق المنافس وقطع الكرة في المناطق الأمامية. ومع ذلك يلجأ بوكيتينو في بعض الأوقات إلى الاعتماد على بناء الهجمات من الخلف، من أجل تغيير طريقة اللعب وتجربة أشياء جديدة، وهو ما يعد شيئا جيدا؛ لأنه لا يمكنك أن تكتفي بمجرد تشتيت الكرة للأمام.
إن النقطة الإيجابية في طريقة اللعب التي تعتمد على بناء الهجمات من الخلف تكمن في أنها تساعدك على سحب الفريق المنافس من مناطقه الدفاعية، وهو ما يجعله عرضة للاختراق بمجرد أن تنجح في الضغط عليه وقطع الكرة منه؛ لكن ذلك يتطلب اللعب بسرعة كبيرة والتحرك بذكاء في المناطق الأمامية، وهو الشيء الذي لم يقم به توتنهام أمام إنتر ميلان؛ لأن كين كان يلعب وظهره لمرمى الفريق المنافس، ويتراجع كثيرا لمنتصف الملعب، وهو ما كان يعني قلة الخيارات المتاحة في التمرير. وبالتالي، لم يتمكن توتنهام من الاستفادة من الاستحواذ على الكرة ومحاولة بناء الهجمات من الخلف؛ لكنه على العكس كان يواجه مخاطر كبيرة بسبب اللعب بهذه الطريقة بسبب عدم تنفيذها بالشكل الأمثل.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو: هل سيواصل توتنهام الاعتماد على هذه الطريقة؟ من المؤكد أن نقص لياقة ديلي آلي سوف يكون عقبة أمام ذلك، وينطبق نفس الأمر على اللاعب الكوري الجنوبي سون هيونغ مين؛ لأن كليهما يتحرك بشكل ممتاز داخل الملعب. وبالتالي من المهم للغاية أن يستعيد الفريق جهود وخدمات هذين اللاعبين وهما يتمتعان بلياقة بدنية قوية في أسرع وقت ممكن. وبعد ثلاث هزائم متتالية، كان يتعين على توتنهام تحقيق الفوز على برايتون يوم السبت الماضي، كما ينبغي مواصلة الصحوة وتخطي واتفورد اليوم في كأس الرابطة؛ لكن يتعين علينا أن ننتظر لنرى كيف سيلعب الفريق خلال الفترة المقبلة.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.