ليبيا: حكومة «الوفاق» تعلن نجاح وساطة لوقف الاقتتال في طرابلس

قيادي في «اللواء السابع» ينفي التخطيط لانقلاب على السراج

أحد عناصر الجيش الوطني يعاين مركبة محترقة خلال معارك طرابلس الأخيرة (أ.ف.ب)
أحد عناصر الجيش الوطني يعاين مركبة محترقة خلال معارك طرابلس الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: حكومة «الوفاق» تعلن نجاح وساطة لوقف الاقتتال في طرابلس

أحد عناصر الجيش الوطني يعاين مركبة محترقة خلال معارك طرابلس الأخيرة (أ.ف.ب)
أحد عناصر الجيش الوطني يعاين مركبة محترقة خلال معارك طرابلس الأخيرة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس، ضمنيا، عن نجاح وساطة جديدة لوقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس، وقالت إنها كلفت الأجهزة الأمنية التابعة لها، بالتعاون مع الأجهزة العسكرية وشركة الخدمات العامة، بحملة لإزالة آثار الدمار عن المناطق التي شهدت اشتباكات خلال الأيام الماضية، جنوب العاصمة طرابلس. وفي غضون ذلك نفى قيادي في «اللواء السابع»، أحد الأطراف المشاركة في المواجهات الدامية التي تشهدها العاصمة، لـ«الشرق الأوسط» أن يكون اللواء يخطط لانقلاب عسكري على السلطة، التي تقودها حكومة الوفاق.
وبينما استمرت المعارك المتقطعة على فترات بين الميليشيات المسلحة في طرابلس، على الرغم من إعلان وزارة الداخلية بحكومة السراج عن نجاح وساطة جديدة لإبرام هدنة لوقف إطلاق النار، دعا السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، المجتمع الدولي إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة وفعالة» لحماية المدنيين الذين يتعرضون لما وصفه بـ«انتهاكات جسيمة» في العاصمة طرابلس، التي جدد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، تهديده باجتياحها، معتبرا أن «ليبيا تمر بمرحلة حرجة، سياسيا وأمنيا واقتصاديا».
وطالب السراج بتوحيد الموقف الدولي المنقسم ليصبح هناك صوت دولي واحد تجاه الأزمة الليبية، ووقف التدخلات السلبية لبعض الدول التي تنحاز لهذا الطرف أو ذلك، مبرزا أن المعرقلين للمسار الديمقراطي يستغلون تناقض تلك المواقف، ليظل الوضع على ما هو عليه، خدمة لمصالح ضيقة، دون مراعاة لمعاناة المواطنين.
في سياق ذلك، اعتبر المشير خليفة حفتر أن «الوضع في العاصمة طرابلس لن يظل على ما هو عليه، وما يحدث هناك لا علاقة للجيش به، لكنه لن يظل مكتوف الأيدي أمام ما يحدث للمواطنين من انتهاكات وقتل».
ونقل مكتب حفتر عنه خلال لقائه في مدينة بنغازي، أول من أمس، مع وفد من مشايخ وأعيان وحكماء مناطق غرب ليبيا وجنوبها، مطالبته بالتدخل لوضع حد لما يحدث في طرابلس، ومناقشة بعض مشكلات الجنوب، وقال إن الجيش «سيتحرك في الوقت المناسب بما يثلج صدور الناس، الذين ضاقوا ذرعا من تناحر الميليشيات المسلحة».
وجاءت تصريحات حفتر، بينما نفى المكتب الإعلامي لـ«اللواء السابع مشاة» انسحابه من تمركزاته بمنطقة سوق الأحد في قصر بن غشير بالعاصمة، وأكد في بيان مقتضب «التزامه بوقف إطلاق النار، إلا فيما يتعلق بالرد على أي مجموعة تحاول الهجوم عليه».
ودافع المقدم حمزة مهير الدايمي، مدير إدارة الشؤون المعنوية باللواء لـ«الشرق الأوسط» عن تبعية اللواء لحكومة السراج، لكنه قال في المقابل إن «السراج نفسه أسير الميليشيات المسلحة التي تتولى تأمين مقره في العاصمة».
ونفى مشاركة عناصر من الإخوان، أو الجماعات الإسلامية المتشددة، ضمن قوات اللواء، مشيرا إلى أن هدف العملية العسكرية لقوات «اللواء السابع» هو القضاء على ميليشيات طرابلس، وإنهاء سيطرتها على المدينة.
في المقابل، أعلن «لواء الصمود»، بقيادة صلاح بادي، الذي هددت البعثة الأممية بإدراجه على قائمة عقوبات دولية لانتهاكه وقف إطلاق النار، عن وصول تعزيزات ودعم عسكري له.
وقال اللواء الموالي لحكومة الإنقاذ، الموازية السابقة، إن بادي استقبل أول قوة تأتي من مدينة مصراتة لدعمه بمعسكر النقلية، كما وزع لقطات مصورة لتحركات عربات عسكرية، قال إنها قادمة من مقره في مدينة مصراتة غربي البلاد.
ولم تكشف وزارة الداخلية بحكومة السراج عن أي تفاصيل تتعلق بالهدنة، لكنها شكرت «كل من ساهم في دعم المصالحة ووقف إطلاق النار، ورفع صوت العقل، وتغليب لغة الحوار على صوت الحرب والاقتتال»، وقالت في بيان إن مديرية أمن طرابلس ستشرع اليوم (أمس) بفتح الطرقات وإزالة العوائق كافة منها.
كما دعت الوزارة كل المواطنين إلى الوقوف صفا واحدا، من أجل أن تعود مدينة طرابلس إلى الاستقرار والأمان، والمساعدة على عودة النازحين من تلك المناطق إلى بيوتهم ومنازلهم آمنين مطمئنين.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.