أعلنت الولايات المتحدة خلال اجتماع أممي عُقد حول ميانمار في إطار أعمال الجمعية العامة بنيويورك، عن تخصيص 185 مليون دولار للاجئين الروهينغا. وتزامن ذلك مع كشف وزارة الخارجية الأميركية عن أدلّة على ارتكاب الجيش البورمي أعمال عنف ممنهجة بحق الأقلية المسلمة، بما في ذلك عمليات قتل واغتصاب على نطاق واسع.
ويقدّم تقرير وزارة الخارجية الذي يستند إلى مقابلات أجريت في أبريل (نيسان) مع 1024 من الروهينغا البالغين ممن لجأوا إلى بنغلاديش المجاورة، روايات تتطابق مع تقارير مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويقول التقرير الذي أجراه مكتب الاستخبارات والأبحاث بوزارة الخارجية، إن «الدراسة تكشف أن أعمال العنف الأخيرة في شمال ولاية راخين كانت مفرطة، وواسعة النطاق، ومستشرية، وموجهة على ما يبدو لترهيب الشعب وطرد السكان الروهينغا». وأضاف أن «هدف وحجم العمليات العسكرية يشيران إلى أنها كانت منسّقة ومخطط لها بشكل جيد». وتابع أنّه «في بعض المناطق، استخدم المنفذون تكتيكات تسببت في خسائر بشرية كبيرة، مثل حبس الناس في منازل لإحراقهم، وتسييج قرى برمتها قبل إطلاق النار على الحشد، أو إغراق مراكب محملة بمئات الروهينغا الهاربين».
وذكر التقرير أن 82 في المائة من اللاجئين الذين شملتهم الدراسة شاهدوا عمليات قتل، و51 في المائة منهم أكدوا وقوع أعمال عنف جنسية. وقالت وزارة الخارجية إن شهود العيان الذين قدموا من قرى عدة، أكدوا وقوع عمليات اغتصاب، مع إجبار عناصر الجيش جميع النساء على مغادرة منازلهن.
ويضيف التقرير: «بعد ذلك، يختارون مجموعة أصغر من النساء - عادة أربع أو خمس، لكن بعض اللاجئين تحدثوا عن 20 - يأخذهم 15 جنديا إلى حقول وغابات ومنازل ومدارس أو إلى المراحيض، لاغتصابهن بشكل جماعي». وقال التقرير إن «العديد من الضحايا قُتلن فيما بعد، كما يعتقد لكن ليس في معظم الحالات»، مضيفا أن الجنود في بعض الحالات يذهبون من منزل إلى منزل بحثا عن «أجمل الفتيات» لاغتصابهن بشكل جماعي.
وفي 88 في المائة من الحالات، قال شهود العيان إن الجيش يقف وراء الفظائع. وعدد قليل قالوا إنهم تعرضوا لهجمات من جانب جيش إنقاذ روهينغا «أراكان»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. واندلعت أعمال العنف في ميانمار بعيد انتقالها إلى الديمقراطية، وترحيب دول الغرب بما وصفوه انتصار الحوار. وقد شوّهت الحملة صورة أونغ سان سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي كانت تعتبر رمزا للديمقراطية وحقوق الإنسان بسبب صمتها حيال ما تعرضت له أقلية الروهينغا من حملة تطهير عرقي. ولجأ أكثر من 700 ألف من الروهينغا إلى بنغلادش المجاورة، ولا يزالون يخشون العودة إلى ميانمار رغم اتفاق بين الدولتين لإعادتهم.
واستضافت بريطانيا اجتماعا ضم نحو 12 وزير خارجية، حضره أيضا مستشار الدولة في ميانمار كياو تنت سوي ووزير التعاون الدولي كياو تن، علما بأن أونغ سان سو تشي لم تحضر إلى نيويورك. وحذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، العائد حديثا من زيارة إلى ميانمار، من أنه على القادة العسكريين الرد على أي فظاعات ارتكبت بحق الروهينغا. وقال هانت في الاجتماع المغلق، بحسب المتحدث باسمه: «إذا في غضون عام، لم نتمكن من إحداث فرق ذي معنى في حياة المليون أو أكثر ممن تضرروا، نكون قد فشلنا كمجتمع دولي».
بدورها، أعلنت السفيرة الأميركية نيكي هايلي تخصيص 185 مليون دولار لتوفير المواد الغذائية والماء والرعاية الصحية ومساعدات ضرورية أخرى للاجئين، رغم أن الولايات المتحدة خفضت بشكل كبير عدد اللاجئين الذين تستقبلهم.
بينما حضّت اليابان، الساعية لنسج علاقات وثيقة مع ميانمار التي كانت حكومتها العسكرية السابقة متحالفة مع الصين، الحكومة البورمية على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين، لكنها دعت أيضا لدعم الحكومة المدنية. وأكد وزير الخارجية تارو كونو أن «الديمقراطية في ميانمار لا تزال في مراحلها الأولية، وكي لا تعود ميانمار إلى نظامها العسكري السابق، فإن دعم المجتمع الدولي ضروري».
أدلة أميركية على ارتكاب ميانمار أعمال عنف ممنهجة ضد الروهينغا
أدلة أميركية على ارتكاب ميانمار أعمال عنف ممنهجة ضد الروهينغا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة