القضاء اللبناني يحقق باحتمال «خرق» أمن الرئيس

TT

القضاء اللبناني يحقق باحتمال «خرق» أمن الرئيس

باشر مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، تحقيقاته حول معلومات توفّرت عن إمكانية وجود خرق للأمن الشخصي لرئيس الجمهورية ميشال عون، أثناء سفره من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت مصادر قضائية أن القاضي جرمانوس «انتقل إلى مطار بيروت، واستمع إلى إفادات عدد من مسؤولي الأمن في المطار والموظفين المدنيين، وسيستكمل تحقيقاته للتثبّت من صحة المعلومات من عدمها، واتخاذ القرار المناسب في ضوء نتائج التحقيق».
وأثار سفر الرئيس عون يوم الاثنين الماضي إلى نيويورك بلبلة في المطار، بعد إنزال مائتي راكب من على متن طائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط - الخطوط الجوية اللبنانية (الميدل إيست)، كانت على أهبة الإقلاع للتوجه إلى القاهرة، وتم وضع الطائرة بتصرف رئيس الجمهورية والوفد المرافق له، ما أخر سفر الركاب لست ساعات، ووضعهم في قاعة الانتظار في المطار إلى حين تأمين طائرة بديلة. وقد حمّل بيان للقصر الجمهوري المسؤولين عن شركة «ميدل إيست» تبعات ما حصل.
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على أن «موضوع (طائرة) الميدل إيست المركّب يستحق التحقيق»، معتبراً أن «رأس الدولة عندما يشوّه بهذا الشكل، يصبح الأمر تعرضا لجميع اللبنانيين، ومن يقوم به يفعله عن سابق تصور وتصميم وتخطيط، ويجب أن يحاسب لأن هذا الأمر لم يعد حرية تعبير».
من جهته، رأى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، أن «تحرك مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية التلقائي في شأن ما حصل في مطار بيروت الدولي، يأتي حفاظا على مصالح لبنان العليا، والذي برره القاضي بيتر جرمانوس بالخرق الأمني على الرئاسة، عن طريق تسريب تفاصيل الرحلة الجوية ومسارها ومواقيتها والطائرة المستخدمة وفقا للإجراءات الأمنية واللوجيستية المعتمدة من دوائر القصر وأمنه»، لافتاً إلى أن «التحقيق أصبح في عهدة القضاء المختص».
وقال جريصاتي في بيان: «ثمة خلل خطير حصل في حركة الركاب المسافرين في هذا اليوم، ما استدعى بيانات توضيحية من شركة طيران الشرق الأوسط، بعد أن أصدر المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري بيانا مقتضبا عما حصل»، مبدياً أسفه لما سماها «حملة أضاليل وأخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الوسائل الإعلامية، إن لجهة تحميل الوفد الرئاسي مسؤولية ما حصل من ارتكابات أو إرباكات، أو إيراد أسماء الوفد المرافق والأعداد المتضاربة والصفات»، مشيراً إلى أن «الرئيس والوفد المرافق، استقلا طائرة كانت موضوعة في تصرفهم ومجهزة وغير معدة لنقل سواهم من الركاب المسافرين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.