مواجهات بين «سوريا الديمقراطية» و«داعش» بعد يومين من الهدوء الحذر

TT

مواجهات بين «سوريا الديمقراطية» و«داعش» بعد يومين من الهدوء الحذر

عادت المواجهات بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتنظيم «داعش» في منطقة شرق الفرات بعد يومين من الهدوء الحذر على جبهات المعركة التي كان الأكراد قد أطلقوا مرحلتها الثالثة في 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، بدعم من التحالف الدولي لتحرير منطقة هجين وما حولها في ريف دير الزور، شرق الفرات.
ولفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بعد هدوء على جبهات القتال من حيث الاشتباكات والقصف، فيما وصف مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» العملية بـ«الصعبة»، بالنسبة إلى «سوريا الديمقراطية» التي تكبدت خلالها خسائر كبيرة وواجهت الألغام والعمليات الانتحارية، لكنها لا تزال ماضية في المواجهة.
ونقل «المرصد» عن مصادر ميدانية قولها إن «القتال يدور بين (قوات سوريا الديمقراطية) و(داعش) في منطقة الشجلة بأطراف الباغوز في الجيب الأخير للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وسط قصف مكثف من قبل الأولى والتحالف على مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه». ولفت «المرصد» إلى أن القصف والاشتباكات جاءا عقب هدوء كامل ساد جبهات القتال، وشهدت الجبهات عملية تبديل للقوات العسكرية الموجودة على بعض الجبهات، من قبل «قوات سوريا الديمقراطية».
وفي حين أشار «المرصد» إلى أن القصف استهدف مناطق المراشدة والسفافنة والسوسة في الجيب الخاضع للتنظيم بشرق الفرات، قال إن «التنظيم أبلغ السكان وعوائل عناصره الموجودين في منطقة السوسة، بوجوب إخلاء البلدة باعتبارها باتت منطقة عسكرية، حيث جرى نزوح لعشرات العائلات من المنطقة، كما سقطت قذائف أطلقها التنظيم على مناطق وجود لـ(قوات سوريا الديمقراطية) في منطقة هجين، تبعه قصف من قبل الأخيرة على مناطق سيطرة التنظيم في المنطقة وسط اشتباكات جرت في البلدة التي تعتبر مهمة بالنسبة إلى التنظيم».
وكان «المرصد» قد أعلن يوم السبت الماضي عن ارتفاع عدد قتلى «سوريا الديمقراطية» إلى 73 شخصا منذ بداية المعركة، فيما ارتفع إلى 126 على الأقل عدد مقاتلي تنظيم داعش الذين قتلوا في الاشتباكات، مرجحا ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجرحى بحالات خطرة.
من جهته، أفاد المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بأنه تم القضاء أول من أمس على 26 مسلحا من تنظيم «داعش» أثناء المعركة في قرية الباغوز في محافظة دير الزور. وأفاد المركز أمس بأنه «حاول مسلحو (داعش) مهاجمة القرية بالقرب من الحدود مع العراق، بما في ذلك استخدام طائرات من دون طيار. وتم صد الهجوم، وجرى إسقاط الطائرة المسيرة».
وقال «المرصد السوري» إنه لا يزال قسم من مقاتلي «سوريا الديمقراطية» من أبناء بلدة هجين، يرفض التوجه لقتال التنظيم على جبهات الباغوز والسوسة، احتجاجا منهم على توقف العمليات العسكرية نحو بلدتهم هجين، بينما انخرط القسم الآخر في قتال التنظيم على الجبهات الأخرى.
ولفت «المرصد» إلى أن عمليات تقدم «سوريا الديمقراطية» في محور الباغوز تعوقها العمليات الانتحارية والخنادق والأنفاق التي عمد التنظيم إلى حفرها ضمن بساتين وحقول بالمنطقة في وقت سابق، فضلاً عن الألغام الليزرية التي لا ترى بالعين المجردة التي نصبها عناصر التنظيم، والتي تسببت في إصابة كثير من الأكراد، بالإضافة للألغام الاعتيادية التي جرى زرعها بكثرة في مناطق متفرقة من مناطق سيطرة التنظيم كالمنازل والطرقات والحقول والبساتين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».