السيسي في نيويورك والاقتصاد يطغى على السياسة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
TT

السيسي في نيويورك والاقتصاد يطغى على السياسة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة إلى نيويورك تستغرق عدة أيام، للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المقرر أن يلتقي خلالها ونظيره الأميركي دونالد ترمب.
ويلقي السيسي، يوم غد (الاثنين)، كلمة أمام قمة نيلسون مانديلا، وتطغى اللقاءات الاقتصادية على السياسية في جدول أعمال الرئيس المصري، حيث من المقرر أن يعقد عدة لقاءات مع رؤساء الشركات الأميركية، وعدد من رجال الأعمال، لإلقاء الضوء على فرص الاستثمار المتاحة في مصر.
كما يعرض السيسي، الثلاثاء المقبل، بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يتناول فيه رؤية مصر لتعزيز دور الأمم المتحدة، والمواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالميين، وجهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب الدولي.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحافي أمس، بنيويورك، إن «مشاركة السيسي في الأمم المتحدة تأتي استكمالاً لزيارات السنوات السابقة»، مشيراً إلى أن «السيسي سيعقد عدداً من اللقاءات الثنائية مع قادة دول العالم، ويلتقي ونظيره الأميركي ترمب في قمة ثنائية».
وأضاف شكري أن «السيسي سيلتقي أعضاء غرفة التجارة الأميركية، وعدداً من ممثلي الشركات الأميركية، ممن لهم نشاط في مصر، أو الراغبين في إقامة نشاط بها، ومجموعة من أعضاء مجلس التفاهم الأميركي». وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، في بيان صحافي حول الزيارة، إن «السيسي سيترأس الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة السبعة والسبعين، التي تتولى مصر رئاستها خلال العام الحالي، للمرة الثالثة في تاريخ المجموعة، ويلقي البيان الافتتاحي لمصر أمام الاجتماع، الذي يتضمن استعراض الدور المصري في دعم أنشطة المجموعة منذ تأسيسها في ستينات القرن الماضي».
ويحتل الاقتصاد جزءاً مهماً من جدول أعمال الرئيس المصري. وقال راضي: «جدول أعمال الرئيس السيسي يتضمن نشاطاً مكثفاً على الصعيد الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، من خلال عدد من اللقاءات مع الشخصيات السياسية والفكرية ذات الثقل بالمجتمع الأميركي، وقيادات كبريات الشركات الأميركية، وصناديق الاستثمار وبيوت المال، وكبار مسؤولي وأعضاء غرفة التجارة الأميركية، وعدد من أعضاء الكونغرس»، مشيراً إلى أن «الرئيس سيلقي الضوء خلال هذه الاجتماعات على تطورات الإصلاح الاقتصادي، وجهود تشجيع الاستثمار، ودور القطاع الخاص في تحقيق التنمية، وآخر التطورات في ما يتعلق بالمشروعات التنموية العملاقة التي تنفذها مصر. وفي ضوء ذلك، سيبحث معهم سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين». وأوضحت مصادر سياسية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تسعى من خلال الزيارة إلى جذب عدد من المستثمرين الأميركيين، وتشجيعهم على الاستثمار في مصر، عبر شرح الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ومحفزات الاستثمار»، مشيرة إلى أن «هذه ليست المرة الأولى التي يحتل فيها الجانب الاقتصادي جزءاً مهماً من زيارة السيسي للولايات المتحدة الأميركية. فعلى مدار السنوات الأربع الماضية، التي شارك فيها السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت اللقاءات مع رجال الأعمال والمستثمرين الأميركيين جزءاً مهماً من جدول أعمال الزيارة».
وقالت المصادر إن «الجديد هذه المرة هو أن الوفد المرافق للرئيس أعد ملفاً متكاملاً عن فرص الاستثمار في مصر، وخطوات الإصلاح الاقتصادي، وإجراءات تشجيع الاستثمار الأجنبي، مدعوماً بالأرقام والمعلومات والصور والفيديو، وسيتم توزيعه على رجال الأعمال والمستثمرين الأميركيين، حيث لا تقتصر اللقاءات على الحديث والمناقشات فقط».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.