تحركات مصرية للإفراج عن 5 بحارة أوقفتهم تركيا قبالة قبرص

نيقوسيا قدمت احتجاجا لدى الأمم المتحدة

مبنى وزارة الخارجية المصرية - أرشيفية (فيسبوك)
مبنى وزارة الخارجية المصرية - أرشيفية (فيسبوك)
TT

تحركات مصرية للإفراج عن 5 بحارة أوقفتهم تركيا قبالة قبرص

مبنى وزارة الخارجية المصرية - أرشيفية (فيسبوك)
مبنى وزارة الخارجية المصرية - أرشيفية (فيسبوك)

قالت الخارجية المصرية مساء أمس (الجمعة) إنها تتابع جهود الإفراج عن خمسة بحارة مصريين احتجزتهم البحرية التركية في قبرص الشمالية أثناء عملهم على سفينة صيد.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن السفارة المصرية في قبرص أفادت بأن المسؤولين بوزارة الخارجية القبرصية أبلغوا السفارة مساء الجمعة بأن القوات البحرية التركية احتجزت سفينة صيد قبرصية على متنها بحارة مصريون قرب سواحل قبرص الشمالية التي تسيطر عليها تركيا.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان، إنه تم احتجاز السفينة نحو الساعة السادسة مساءً بتوقيت قبرص.
وأضاف البيان أن سفير مصر في قبرص، السفيرة مي طه خليل، أجرت اتصالات عدة مع المسؤولين القبارصة المعنيين بالموضوع، فأفادوا بأنهم قدموا طلبا رسميا لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص للاحتجاج على احتجاز سفينة الصيد القبرصية والمطالبة بالمساعدة في الإفراج الفوري عن البحارة المحتجزين.
وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن الوزارة ستواصل اتصالاتها على مدار الساعة عبر السفارة المصرية في قبرص مع وزارة الخارجية القبرصية وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص من أجل الإفراج عن البحارة المصريين.
في السياق ذاته، قال الناطق باسم الأمم المتحدة، عليم صديقي، إن المنظمة الدولية تحاول «تسوية هذا الوضع، وهو وضع مؤسف»، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
ووفقاً للوكالة، قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية برودروموس برودرومو، إن السلطات قدمت احتجاجاً على توقيف الصيادين لدى قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القبرصية ديميتريس صموئيل، إن صاحب قارب الصيد الذي يحمل العلم القبرصي أبلغ السلطات بأن سفينة حربية تركية اقتربت من سفينته التي تبعد 20 كيلومتراً عن الساحل الشمالي الغربي للجزيرة مساء أمس (الجمعة).
ووفقاً للوكالة، أُلقيَ القبض على القبطان اليوناني والصيادين المصريين على متن السفينة، وسُحب القارب إلى ميناء في شمال قبرص.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».