سلفاكير في الخرطوم لعقد مباحثات مع البشير ودعوة مشار للعودة

مصرع طيارين في الجيش السوداني جراء تحطم طائرتهما

الرئيس عمر البشير يتوسط سلفا كير ميارديت (يسار) وخصمه رياك مشار في الخرطوم في يونيو (حزيران) الماضي (رويترز)
الرئيس عمر البشير يتوسط سلفا كير ميارديت (يسار) وخصمه رياك مشار في الخرطوم في يونيو (حزيران) الماضي (رويترز)
TT

سلفاكير في الخرطوم لعقد مباحثات مع البشير ودعوة مشار للعودة

الرئيس عمر البشير يتوسط سلفا كير ميارديت (يسار) وخصمه رياك مشار في الخرطوم في يونيو (حزيران) الماضي (رويترز)
الرئيس عمر البشير يتوسط سلفا كير ميارديت (يسار) وخصمه رياك مشار في الخرطوم في يونيو (حزيران) الماضي (رويترز)

أجرى الرئيسان السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت جولة مباحثات بالخرطوم، احتفالاً بتوقيع اتفاقية السلام بين فرقاء جنوب السودان. وينتظر أن يلتقي سلفا كير بالخرطوم اليوم، ريك مشار زعيم المعارضة في جنوب السودان، ونائبه الأول في التغييرات المقبلة، لبحث ترشيحاتهم لتكوين آليات تنفيذ اتفاقية السلام للمرحلة ما قبل الانتقالية.
وقال وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي، في تصريحات عقب المباحثات التي جرت بالخرطوم أمس، إن بلاده تشهد حالة من الاستقرار بعد توقيع اتفاقية السلام، ما عدا بعض تفلتات تحدث من جماعات لم تسمع بالتوقيع، أو أخرى تبحث عن تثبيت أقدامها على الأرض لتحديد مكان وجودها قبل بدء تنفيذ اتفاقية الترتيبات الأمنية.
وأوضح ماكوي أن «الرئيس كير سيلتقي غداً (اليوم) المعارضة الجنوبية بالخرطوم، وعلى رأسها زعيم المعارضة المسلحة ريك مشار، للطلب منهم تحديد ممثليهم في لجان تنفيذ الاتفاقية قبل نهاية الموعد المضروب للجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاق خلال المرحلة قبل الانتقالية، وليقدم لهم الدعوة للحضور لجوبا للمشاركة في الاحتفالات التي تنظمها حكومته احتفالاً بالسلام في وقت لم يحدده بعد».
وأضاف ماكوي أن الرئيس كير وجه من قبل الدعوة لمشار وبقية المعارضين للعودة لجوبا وحضور احتفالات السلام، ثم يمكنهم العودة إلى حيث كانوا بانتظار تكوين حكومة الوحدة الوطنية وتسلم وظائفهم. وأضاف: «لكنهم لم يردوا على طلبنا وسنعرف ذلك لدى اجتماعنا بهم غداً».
من جهته، قال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد للصحافيين، إن الرئيس عمر البشير أكد علاقة شعبي البلدين، وتعهده بدعم تنفيذ اتفاقية السلام في جنوب السودان. وأضاف أن الرئيس سلفا كير تعهد للرئيس البشير بتنفيذ اتفاقية السلام حرفياً وعدم الإخلال بأي بند من بنودها.
ووصل الرئيس سلفا كير إلى الخرطوم أمس، على رأس وفد رفيع يتكون من عدة وزراء في زيارة تستغرق يومين، بدعوة من الرئيس عمر البشير للاحتفال بتوقيع اتفاقية سلام جنوب السودان، وينتظر أن يعقد الرئيس ميارديت سلسلة اجتماعات مع قادة المعارضة في الخرطوم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.