تيريزا ماي تقر بأن مباحثات بريكست في «طريق مسدودة»

أقرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، التي تعرضت لـ«الإذلال» في قمة سالزبورغ في اليوم السابق من قبل قادة الاتحاد الأوروبي بأن مباحثات الخروج من التكتل وصلت إلى «طريق مسدودة»، واعتبرت أن رد الاتحاد الأوروبي على خطتها المتعلقة ببريكست «غير مقبول».
وقالت ماي في بيان متلفز من مقر الحكومة في داوننغ ستريت: «ليس مقبولا أن يتم ببساطة رفض مقترح الطرف الآخر من دون شرح مفصل ومقترحات مقابلة. نحتاج الآن لأن نسمع من الاتحاد الأوروبي ما هي المسائل الحقيقية وما هو البديل الذي يقترحونه حتى نتمكن من مناقشتها». وأضافت: «حتى نحصل على ذلك، لا يمكننا تحقيق تقدم».
وقالت ماي إن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ادعى أن مقترحات بريطانيا «ستقوض السوق الموحدة.. لكنه لم يفسر كيف ذلك وبأي شكل من الأشكال، أو تقديم أي اقتراح بديل... لذلك نحن في طريق مسدودة». توسك قال إن اقتراح رئيسة الوزراء البريطانية حول إطار التعاون الاقتصادي المستقبلي بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد بريكست لن ينجح.
ورفض القادة الأوروبيون مقترحات ماي في قمة غير رسمية عقدت في سالزبورغ بالنمسا بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية البريطانية مع الاتحاد الأوروبي على أساس التبادل الحر للبضائع فقط.
وكانت قد اعتبرت الصحافة البريطانية الجمعة أن ماي تعرضت لـ«الإذلال» من قبل القادة الأوروبيين الذين دعوها إلى مراجعة اقتراحاتها حول بريكست. وعنونت صحيفتا «الغارديان» و«التايمز»: «إذلال» تيريزا ماي ونشرتا صورا لرئيسة الوزراء تبدو معزولة أمام القادة الأوروبيين الذين رفضوا خطتها. وكتبت صحيفة «التايمز» أن قمة سالزبورغ «أثارت أزمة في الحكومة»، مضيفة أن الوزراء قد يرغمون ماي على التخلي عن خطتها التي تطلق عليها اسم «تشيكرز» حول العلاقات التجارية المستقبلية بين الطرفين «في خلال أيام».
ويشترط الاتحاد الأوروبي عقد قمة خاصة مقترحة في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بتحقيق تقدم فعلي خلال اجتماع في أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت ماي الجمعة إن بريطانيا ستعد خطة بديلة حول مسألة الحدود الآيرلندية الشائكة «تحفظ كرامة المملكة المتحدة». وأضافت: «في هذه الأثناء علينا وسنواصل العمل على إعداد أنفسنا (لاحتمال) عدم التوصل إلى اتفاق».
وحذرت صحيفة «الغارديان» أيضا من أن «سلطة ماي كرئيسة للوزراء» أصبحت تحت تهديد خطير أيضا. من جهتها نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» المؤيدة لبريكست صورة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي عرفت عنه على أنه أحد أشد منتقدي ماي على صفحتها الأولى مع تعليق «مفاوضات كارثية تهدد زعامة رئيسة الوزراء قبل مؤتمر المحافظين». وكتبت أن ماي تواصل إبداء «وجه شجاع» رغم نكستها. وكتبت صحيفة «ديلي مايل» المؤيدة أيضا لبريكست «ماي الغاضبة: نحن مستعدون للانسحاب» على صفحتها الأولى. وذهبت صحيفة «ذي صان» الشعبية إلى حد انتقاد قادة الاتحاد الأوروبي، وصورت ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على أنهما «رجلا عصابات مستعدان لنصب كمين» لرئيسة الوزراء.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر الخميس في سالزبورغ أن الاقتراحات البريطانية حول بريكست في الشق الاقتصادي «ليست مقبولة بوضعها الحالي» لأنها لا تحترم السوق الموحدة.