جيفرسون ليرما: أتطلع للسير على نهج كانتي ومثلي الأعلى ماكيليلي

اللاعب الكولومبي نال الإعجاب بأدائه في مونديال روسيا ويرغب بترك بصمته في الدوري الإنجليزي

ليرما شارك للمرة الأولى مع بورنموث أمام تشيلسي
ليرما شارك للمرة الأولى مع بورنموث أمام تشيلسي
TT

جيفرسون ليرما: أتطلع للسير على نهج كانتي ومثلي الأعلى ماكيليلي

ليرما شارك للمرة الأولى مع بورنموث أمام تشيلسي
ليرما شارك للمرة الأولى مع بورنموث أمام تشيلسي

هذا الصيف، أتى كأس العالم إلى «إل سيريتو»، البلدية الكولومبية التي يعني اسمها «التل الصغير»، في وقت شرع أصدقاء وأقارب جيفرسون ليرما في طلاء المدينة بالأصفر. ونظم سكان المدينة حفلات في الشوارع وحرصوا على مشاهدة لاعب خط الوسط وهو يساعد بلاده على الوصول لدور الـ16. حيث سقطت أمام إنجلترا بركلات الترجيح.
وبذلك، خرجت كولومبيا من بطولة كأس العالم، لكن ليرما شارك في جميع المباريات الأربع التي خاضتها بلاده في البطولة التي استضافتها روسيا وعاد إلى الوطن بطلاً مظفراً. وقد احتشدت حوله الجماهير طلباً للحصول على توقيع تذكاري منه، ورحبت به بلدته بلافتة ضخمة مكتوب عليها «أورغيو ديل سيرو» وتعني «فخر التل». وفي تلك الليلة، حظي ليرما بأفضل حفل تكريم طوال مسيرته، ذلك أن سكان البلدة اصطفوا على الجانبين لتحيته عبر طرقات المدينة، في الوقت الذي كانت تمر بالمنتصف سيارة إطفاء كبرى انطلق صوت السارينة الخاصة بها من وقت لآخر ومرت بجوارها دراجات بخارية محملة بأعلام كولومبيا.
بعد شهر، وقع ليرما - الذي قوبل بالرفض عندما كان صبياً من جانب كل من «ديبورتيفو باستو» و«أونس كالداس» و«بوغوتا إف سي»، وهو ناد يوجد في العاصمة الواقعة على بعد 150 ميلاً - عقد الانضمام إلى «بورنموث» لمدة خمس سنوات مقابل مبلغ قياسي بلغ 25 مليون جنيه إسترليني جرى الاتفاق بخصوصه مع نادي «ليفانتي الإسباني».
إلى جوار هذا المبلغ الضخم، تتضاءل الـ600.000 يورو التي دفعها «ليفانتي» سابقاً لأول ناد انضم إليه ليرما «أتليتكو هويلا» الكولومبي، الذي قدم في صفوفه ليرما أول مباراة له وكان في الـ18، بعد فترة إعارة ناجحة في إسبانيا. وقبل توجهه إلى إنجلترا، حرص على استشارة زميليه في المنتخب دافينسون سانشيز وجوزيه إزكييردو، اللذين شجعاه على الانضمام إلى الدوري الإنجليزي الممتاز الذي انضما إليه العام الماضي.
وفي اليوم الأخير من موسم الانتقالات في أغسطس (آب)، انضم ياري مينا وكارلوس سانشيز إلى «إيفرتون» و«وستهام يونايتد» على الترتيب، لتكتمل بذلك فرقة العناصر الكولومبية المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعن ذلك، قال ليرما، الذي جاءت أول مشاركة له في صفوف المنتخب الكولومبي عام 2017: «من الرائع أن يحظى المرء برفقة بعض من أبناء وطنه في بطولة الدوري هنا. لقد كانت بطولة كأس العالم حدثاً مميزاً للغاية، وكانت بمثابة المكافأة التي نلتها بعد المجهود الدءوب الذي بذلته على امتداد فترة طويلة. وعليه، حرصت على الاستمتاع بكل لحظة حملتها هذه الفرصة. وقد بذلنا قصارى جهدنا. إلا أنه للأسف انتهت مشاركتنا في كأس العالم في وقت مبكر عما كنا نأمل، لأننا كنا نتمنى الاستمرار في المشاركة في مزيد من الأدوار من البطولة. في النهاية، هذا ما وصلنا إليه، وأنا أشكر الله على ذلك».
بالنسبة للاعب تلقى 19 بطاقة صفراء خلال 29 مباراة الموسم الماضي، يبدو ليرما شخصا هادئ الطباع، وهناك أمل في أن يتمكن من إضفاء بصمة قوية على خط وسط «بورنموث». بعدما شارك مع ليفانتي أمام «ريال مدريد» الموسم الماضي في الدوري الإسباني، اندفع ليرما نحو رئيس النادي الملكي، فلورنتينو بيريز، الذي هنأه على أدائه، وقال: «شكرته وأجبته: ضمني إلى ريال مدريد، ورد علي طلبي بقوله: استمر في هذا المستوى وستأتي إلينا. وحينها نظرت إليه طويلاً وابتسمت وقلت: حسناً».
من جانبه، تعامل المدير الفني لبورنموث إيدي هوي مع ليرما باعتباره هدف الانتقال الأساسي له هذا الصيف. والواضح أن مدرب «بورنموث» يشعر بإعجاب بالغ تجاه قدرة ليرما على الاضطلاع بأدوار متنوعة - باستطاعة ليرما اللعب في مركز الظهير الأيمن، أيضاً - ويصفه بأنه رياضي القوام ولاعب خط وسط قادر على الاضطلاع بأدوار دفاعية وهجومية - وعلى ما يبدو، يعي اللاعب نفسه أنه بحاجة إلى كبح جماح نزعاته العدوانية. وعن هذا، قال: «سأحاول الحصول على عدد أقل من البطاقات. أرى أن الدوري الإسباني جيد، لكن الدوري الإنجليزي أكثر تنافسية. وأعتقد أن أسلوبي في اللعب سيتواءم مع الدوري الإنجليزي على نحو أفضل عنه مع الدوري الإسباني. في الواقع، إنه بطولة الدوري الأفضل على مستوى العالم، ولذلك رغبت في المشاركة والمنافسة به. سأحاول العمل باجتهاد مباراة بعد أخرى، وسأسعى لإبهار من حولي، وأنا على ثقة من أن أدائي سوف يتحسن تدريجياً. إنني متحمس للغاية بخصوص القدوم إلى هنا».
من ناحية أخرى، سعى ليرما لتعزيز لياقته البدنية وتعزيز سرعته بعد صيف مفعم بالأحداث، ولم يشارك اللاعب في استعدادات حقيقية للموسم الجديد. وكانت أولى مشاركاته مع «بورنموث» في صفوف فريق أقل عن 21 عاماً أمام «برنتفورد بي» على أرض ملعب «غريفين بارك». كما شارك 90 دقيقة أخرى أمام «إم كيه دونز» في إطار بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، والتي انتهت بفوز فريقه. وبعد اندماجه في الفريق الأول، فمن المؤكد أنه سيبدأ مشاركته بشكل تدريجي كلاعب أساسي مع بورنموث، الذي لم يتعرض إلا لهزيمة واحدة هذا الموسم ويحتل حاليا المركز الخامس في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وإذا نجح ليرما في ترك تأثير يكافئ تطلعاته، فإنه بالتأكيد سيترك بصمة ستبقى لأمد طويل. وكانت أول مشاركة لليرما في الدوري الإنجليزي أمام تشيلسي في الجولة الرابعة من المسابقة والتي انتهت بفوز «البلوز» بهدفين دون مقابل.
وقال هاو في وقت سابق إن ليرما أغلى لاعب في تاريخ النادي لا يزال يستجمع لياقته ولن يشارك أساسيا في الوقت الحالي. وشارك لاعب الوسط البالغ من العمر 23 عاما في جميع مباريات كولومبيا في كأس العالم في روسيا واستأنف المران فقط عقب انتقاله إلى بورنموث قبل الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي. وأبلغ هاو مؤتمرا صحافيا «جيفرسون ليس في الحسابات في هذه المرحلة. تدرب مرات قليلة معنا... لذا نحن بحاجة إلى بناء لياقته مرة أخرى مع تأقلمه مع بقية التشكيلة». وأضاف: «هناك فترة لن تراه فيها الجماهير لكنه من اللاعبين الذين نتطلع لوجودهم معنا... ونحتاج إلى التأكد من استعداده التام للمنافسة على أعلى مستوى عندما ينزل الملعب».
من جهته، قال اللاعب: «إنني أتطلع نحو نيغولو كانتي. في اعتقادي أنه واحد من أفضل اللاعبين في استخلاص الكرة وهو يلعب بجدية فائقة وأرغب أن أكون مثله وأشعر أن طريقة لعبي تشبه طريقتي إلى حد ما. كما أتطلع بأنظاري نحو لاعبين مثل المدافع الفرنسي الشهير كلود ماكيليلي ولاعب خط الوسط الإسباني المعتزل تشابي ألونسو. أما بالنسبة لي، فأرى أنني لاعب قوي وقادر على تمرير الكرة بصورة جيدة واستعادة السيطرة عليها».
أثناء التدريبات، يعتمد ليرما على مترجم فوري، لكنه يتعلم الإنجليزية وتراجع حاجز اللغة بعض الشيء بقدوم الوجه الجديد، دييغو ريكو، الظهير الأيسر الإسباني الذي انضم إلى «بورنموث»، قادماً من «ليغانيس» الإسباني الذي لعب في مواجهته ليرما في الدوري الإسباني. وعن هذا، قال ليرما: «من المفيد كثيراً أننا معاً لأن هذا ييسر الأمر على كل منا بالنسبة لتعلم الإنجليزية في أسرع وقت ممكن. إلا أنه في النهاية لا تحتاج كرة القدم إلى لغة، إضافة إلى أن أقراني في الفريق يمدون إلي يد العون، أيضاً».


مقالات ذات صلة

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ولفرهامبتون واندرارز أقال مدربه، غاري أونيل، اليوم (الأحد)، بعد سلسلة نتائج بلا انتصارات مما جعل الفريق يقبع في منطقة الهبوط.


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».