العراق: الإعدام شنقاً لـ«نائب البغدادي»

أبو بكر البغدادي (أ.ب)
أبو بكر البغدادي (أ.ب)
TT

العراق: الإعدام شنقاً لـ«نائب البغدادي»

أبو بكر البغدادي (أ.ب)
أبو بكر البغدادي (أ.ب)

أصدرت محكمة عراقية حكماً بالإعدام بحق إسماعيل العيثاوي؛ أحد أبرز قيادات تنظيم «داعش» والذي شغل منصب نائب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وأفاد بيان لمجلس القضاء الأعلى، أمس، بأن «محكمة جنايات الكرخ أنهت النظر في قضايا المدان الإرهابي إسماعيل العيثاوي»، مشيراً إلى أن المدان «شغل مناصب كثيرة في (داعش) الإرهابي؛ منها مسؤول لجنة الإفتاء، وعضو اللجنة المفوضة المكلّف بوضع مناهج دراسية للتنظيم». وأوضح البيان أن «المدان كان قد هرب إلى سوريا وعمل في العلاقات العشائرية، ومن ثم فر إلى تركيا بعد أن تحررت أغلب المناطق وأخذ التنظيم الإرهابي بالانكسار». وتابع: «بجهود استخبارية وبالتنسيق مع تركيا، ألقي القبض على المدان» على الأراضي التركية.
ولفت البيان إلى أن «محكمة جنايات الكرخ أصدرت حكمها بالإعدام شنقاً بحق المدان وفقاً لأحكام (المادة الرابعة/ 1) من قانون مكافحة الإرهاب».
وحول الأهمية التي كان يحتلها العيثاوي في «داعش»، قال الدكتور هشام الهاشمي، الخبير المختص في شؤون الجماعات المسلحة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك ثلاث ميزات للعيثاوي: الأولى أن لديه كاريزما كبيرة لدى كل قيادات وجنود (داعش) في بغداد وولاية الجنوب لأنه من منطقة البوعيثة في عرب جبور جنوب بغداد. الميزة الثانية هي أنه يمتلك تاريخاً طويلاً في العمل داخل الجماعات المسلحة حيث إنه يمتلك بيعة أبو مصعب الزرقاوي وعمل مع طعمة العزاوي والدكتور وليد الجبوري وأبو محمد اللبناني وأبو حمزة المهاجر الذين يعدّهم أنصار (داعش) من النجوم الكبار والعلماء المؤسسين لهذا التنظيم. أما الميزة الثالثة فهي أنه كان أحد أهم ثلاثة ينظّرون لـ(داعش)؛ إذ إنه كاتب منهجهم ومدوّن عقيدتهم وكان المساعد الأهم للبغدادي في الهيئات الشرعية والقضاء والتعليم واللجنة المفوضة».
وكانت السلطات العراقية أعلنت في 15 فبراير (شباط) أنها أعادت العيثاوي إلى العراق بعد اعتقاله في تركيا في عملية مشتركة بين الاستخبارات العراقية والتركية والأميركية.
وقال مسؤول رفيع في «خلية الصقور» الاستخباراتية العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية حينها إن «الخلية تمكنت من اختراق تنظيم داعش؛ وتحديداً قيادات الصف الأول». وأضاف: «تمكن أبطال الخلية من تحديد حركة الإرهابي إسماعيل علوان سلمان العيثاوي البالغ من العمر 55 عاماً وأصله من الرمادي (غرب العراق)».
يذكر أن المخابرات العراقية، وبالتنسيق مع المخابرات التركية، تمكنت أيضاً خلال مايو (أيار) الماضي من اعتقال 5 من قيادات «داعش» في عملية نوعية داخل الأراضي السورية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.