كازورلا يتألق من جديد مع فياريـال

بعد ابتعاد عن الملاعب قرابة عام ومعاناة وألم وتوقع بتر ساقه في أي وقت

إصابة كازورلا أمام تشيلي تفاقمت لإصراره على مواصلة اللعب مع آرسنال
إصابة كازورلا أمام تشيلي تفاقمت لإصراره على مواصلة اللعب مع آرسنال
TT

كازورلا يتألق من جديد مع فياريـال

إصابة كازورلا أمام تشيلي تفاقمت لإصراره على مواصلة اللعب مع آرسنال
إصابة كازورلا أمام تشيلي تفاقمت لإصراره على مواصلة اللعب مع آرسنال

انتهت مسيرة لاعب خط الوسط الإسباني سانتي كازورلا مع نادي آرسنال الإنجليزي بسبب الإصابة القوية التي لحقت به، والتي قد نقرأ عنها يوماً ما في الكتب والأبحاث الطبية بسبب شدتها وتطورها. يقول كازورلا عن تلك الإصابة: «قال الطبيب الذي أجرى لي العملية الجراحية، مايكل سانشيز، إنني أصبحت (دراسة حالة)، على حد قوله. لقد قال سانشيز هو والأطباء الذين كانوا معه إنهم لم يروا في حياتهم إصابة بمثل هذه القوة».
لقد كان كازورلا يعاني من إصابات في الركبة والقدم والكاحل، وعانى من نكسات لا نهاية لها على ما يبدو وخضع لعشرة عمليات جراحية، وأصيب بعدوى قضت على 10 سنتيمترات من الأوتار وأثرت بشدة على العظام، وهي الإصابة التي كانت تمثل خطرا كبيرا على قدم اللاعب، بل وحياته ككل. وقال المدير الفني السابق لآرسنال، آرسين فينغر، إن هذه هي أسوأ إصابة شاهدها في حياته. وأخبر الطبيب كازورلا بأنه يتعين عليه أن يكتفي بالمشي حول الحديقة ولا يفكر في اللعب مرة أخرى. وأبعدت هذه الإصابة اللاعب عن الملاعب لمدة 363 يوماً، واعتقد كثيرون أن كازورلا لن يستأنف مسيرته الرياضية بعد ذلك. وشعر كازورلا باليأس في بعض الليالي وهو يعاني بمفرده بعيدا عن المنزل. وقال اللاعب الإسباني عن ذلك: «كنت أتحدث مع عائلتي وأقول لهم: لقد انتهى الأمر، وسوف أخبر الطبيب غدا بأنني لن أستمر في ذلك يا صديقي».
لكن كازورلا، الذي أجريت معه هذا الحوار بعد نهاية الحصة التدريبية مباشرة، قد شارك في التشكيلة الأساسية لنادي فياريـال في المباريات الثلاث التي لعبها الفريق هذا الموسم ويقدم مستويات رائعة. يقول كازورلا: «أنا لا أصدق أنني أشارك مرة أخرى في المباريات، وأشعر بسعادة غامرة في كل لحظة لأنني عدت للملاعب. وقد حاربت من أجل العودة للملاعب بعد هذه الإصابة القوية».
وبدأت قصة هذه الإصابة عندما تعرض اللاعب لتدخل قوي خلال مباراة ودية للمنتخب الإسباني ضد تشيلي في سبتمبر (أيلول) 2013، لكن هذا التدخل لم يكن هو السبب الوحيد في الإصابة، لكن تضافرت عدة عوامل على مدى السنوات الخمس التالية أدت إلى هذه الإصابة الكارثية. أصيب كازورلا بكسر في الكاحل وقطع في أربطة الركبة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، ولعب وهو يعاني من ألم شديد حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2016. يقول لاعب آرسنال السابق عن تلك الإصابة: «كنت أشعر بألم قاتل بين شوطي المباريات، وكنت أشعر بما يشبه الشلل في بداية الشوط الثاني من المباريات، وازداد الألم سوءا بمرور الوقت. وفي تلك الليلة، بكيت من شدة الألم الذي أصبح لا يحتمل. اضطررت للتوقف عن اللعب، ومن هنا بدأت المشاكل في الظهور».
وقال فينغر في ذلك الوقت: «إنها ليست إصابة كبيرة»، لكن كازورلا لم يلعب مع آرسنال ثانية منذ ذلك الحين، وتدهورت حالته بعد إصابته بعدوى بكتيرية. يقول كازورلا: «خيط الأطباء الجرح في غرفة العمليات، لكنه فُتح مرة أخرى. كنت أتدرب على الدراجة ثم فُتحت بضعة غرز، وهو ما كان يعني إمكانية دخول البكتيريا إلى الجرح، ولذا حدثت مشكلة أخرى. وأثناء الليل، بدأ يخرج سائل أصفر من الجرح. وفي كل مرة يخيط فيها الأطباء الجرح، يفتح مرة أخرى ويخرج مزيد من السائل. لقد قاموا بتطعيم الجلد لكنهم لم يروا ما كان تحته، فقد كانت البكتيريا تنمو وتتغذى بالداخل. ولم يعرف الأطباء أبدا ما هو نوع البكتيريا التي تسببت في هذه المشكلة الكبيرة».
وأضاف: «قالوا لي: لا تقلق بشأن العودة لممارسة كرة القدم، ويتعين عليك التركيز على استعادة الحياة الطبيعية وأن تكون قادرا على اللعب مع ابنك أو الذهاب في نزهة. لكنني لم أعط أهمية كبيرة لذلك، لأنني في ذلك الوقت كنت قد اتخذت قرارا بالعودة إلى إسبانيا، وأخبروني هناك بأشياء مختلفة تماما». وتابع: «شعرت بالتعب بعد أن خضعت لعدة عمليات جراحية على مدى شهرين أو ثلاثة أشهر. ذهبت إلى مستشفى في مدينة فيتوريا الإسبانية في اليوم التالي، واكتشف الأطباء هناك وجود هذه البكتيريا، اثنان في الوتر وأخرى في العظم».
وقال كازورلا: «لم يعرفوا مدى الضرر الذي ألحقته العدوى بالأوتار». وأضاف وهو يشير إلى ربلة الساق والركبة والفخذ: «قال الطبيب مايكل إنه سيضطر إلى فتح القدم حتى يصل إلى الوتر. لقد قالوا لي إنهم مضطرون لفتح الجرح، وعندما فعلوا ذلك وجدوا أنني قد فقدت 10 سنتمترات من الأوتار. قالوا لي إنني كنت محظوظا، لأن البكتيريا كان من الممكن أن تقوم بما هو أسوأ من ذلك. وعندما اضطر الطبيب إلى إعادة ترميم الوتر، أدرك مدى سوء الحالة التي وصلت إليها العظام، فقد كان بإمكانه أن يضع إصبعه داخل العظام، التي أصبحت لينة، وهو ما كان يعني أن الأمر خطير للغاية».
وأضاف: «قال الأطباء في المملكة المتحدة إنهم يعلموا مدى خطورة هذه الإصابة، وأشاروا إلى أن الأمر تحت السيطرة وأعطوني بعض المضادات الحيوية. لكن إعطاء المضادات الحيوية بصفة عامة لا يكون له تأثير إعطاء المضاد الحيوي الدقيق نفسه الذي يناسب كل مشكلة بعينها. لم يتمكنوا من معرفة نوع البكتيريا التي كانت تأكل في الوتر».
ورغم أن كازورلا كان يقضي معظم الوقت وهو يبتسم ويضحك، فإنه كان يشعر بغضب شديد، لأنه كان مهددا بتتر ساقه في نهاية المطاف. وعندما سُئل عما إذا كان قد فكر في اتخاذ موقف تجاه المسؤول عن ذلك، رد قائلا: «لقد قالت عائلتي ذلك بالفعل، لكن الناس قالوا إن الأمر لا يستحق ذلك. يمكنك أن تشعر بالإحباط لأنه لو اكتشفوا طبيعة الإصابة منذ اليوم الأول، فربما كانت الأمور ستكون أبسط من ذلك بكثير. اعتقدت أن اتخاذ إجراء بشأن ذلك لن يساعد في الناحية الطبية وكان من الممكن أن يسبب مشاكل أكبر». وتابع: «إنهم لم يتحملوا المسؤولية مطلقا ولم يعربوا عن أسفهم بسبب ما حدث، وكأنهم لم يدركوا حجم ما قاموا به. أنا مقتنع بأنهم يعتقدون أنهم فعلوا الشيء الصحيح وأن ما حدث لم يكن بسبب البكتيريا التي لم يتم اكتشافها، وأن الأمر برمته كان مجرد سوء حظ! لا أعتقد أنهم يشعرون بالذنب».
وقال كازورلا: «لكن آرسين فينغر كان دائما ما يدعمني وقام بتجديد عقدي مع الفريق قبل إجراء العملية الجراحية، وهو ما كان بمثابة لفتة طيبة للغاية وأمر لا يصدق. لقد اتصل بي وقال لي إنه سيجدد عقدي لمدة عام وطالبني بالتوقيع على العقد وأن أخضع للعملية الجراحية وأنا مرتاح البال. لقد ساعدني ذلك على التركيز على إعادة التأهيل من دون خوف، وأنا ممتن للغاية لذلك».
ومن الطبيعي أن نتساءل عما كان يمكن أن يحدث لو تم اتخاذ قرارات مختلفة، بداية مما حدث في مباراة تشيلي. يقول كازورلا: «أنا لا ألوم نفسي، لكن يجب الاعتراف بأنني تعرضت للإصابة في الدقيقة 20 ولعبت المباراة كاملة وأنا مصاب. إنني أقول لنفسي في بعض الأحيان إن عدم التفكير في مصلحتي الشخصية ورغبتي في استكمال المباراة قد جعلت الإصابة أسوأ». وأضاف: «لقد قال لي الناس إنه كان يجب أن أكون أكثر ذكاء وأن أطلب الخروج من الملعب. لقد سألني المسؤولون في آرسنال عن الأسباب التي جعلتني لا أطلب التغيير، لكنني أحترم قراري على أي حال. وعندما ظهرت الإصابة، كان يتعين علي أن أتوقف عن المشاركة في المباريات لكنني وضعت ضمادة على قدمي وشاركت في المباريات في الأسبوع التالي».
وأضاف: «هناك أشخاص ربما لم يتصرفوا بالطريقة الصحيحة - وربما لو قام كل شخص بعمله على أكمل وجه لما عانيت من نصف هذه المشكلات - لكنني أنا الشخص الذي يقرر مع من يعمل، وفي أي مكان وكيف يحدث ذلك. يمكنني أن ألقي باللوم على أي شخص، لكن في النهاية أنا المسؤول عما حدث، وكان يتعين علي أن أعود إلى إسبانيا في اليوم الأول لتعرضي للإصابة». وعندما عاد كازورلا إلى إسبانيا، قام الطبيب سانشيز بإعادة ترميم الوتر المصاب باستخدام عضلة نصفية تم قطعها من أوتار الركبة، كما تم وضع شريحة في كعب القدم. يقول كازورلا عن ذلك: «في لندن قرروا إلى حد كبير أنني لن ألعب مرة أخرى. أما في إسبانيا فقالوا إن الوضع سيء للغاية لكننا سنقاتل».
وقال كازورلا: «كان الأطباء أذكياء للغاية حيث كانوا يعطونني الكرة لكي أشعر بالرغبة في العودة للملاعب مرة أخرى ويكون لدي حافز أكبر للتغلب على الإصابة والعودة بقوة. وكانوا يقولون لي: غدا، سوف يكون هناك المزيد من العمل بالكرة. وكانت هذه الحيل الصغيرة تعطيني الدافع للتغلب على مشاعر الاستسلام في اليوم التالي».
وتابع: «كان أفراد عائلتي يتصلون بي وكنت أقول لهم إنني لمست الكرة. وعندما يسألونني كيف سارت الأمور، كنت أقول لهم إنني تألمت لكنني لمست الكرة في نهاية المطاف». ويتطرق كازورلا إلى الحوار الذي دار بينه وبين نجله الصغير، قائلا: «قال لي: ألن تلعب كرة القدم مرة أخرى بعد الآن؟ قلت له: سألعب، بالطبع. فقال لي: بهذه الكرة؟ إنها تبدو غريبة للغاية! فقلت له: حسنا، إنها مختلفة. والآن يراني نجلي وأنا ألعب مرة أخرى، وأشعر بسعادة غامرة وأنا أراه يجلس في الملعب لمشاهدتي أثناء المباريات». ويرتدي إنزو قميص نادي فياريـال أصفر اللون، ومكتوب عليه من الخلف «بابا 19». أما والده فقد تدرب لفترة وجيزة مع فريق الشباب بنادي ألافيس، لكنه لم يكن يلعب لأي ناد في الصيف ووصل عمره إلى الثالثة والثلاثين.
انضم كازورلا إلى فياريـال في فترة الإعداد للموسم الجديد ووقع على عقد مع النادي في نهاية المطاف. ويقول إن النادي قدمه للجمهور بطريقة مثيرة للغاية، حيث جعله ساحرا يظهر داخل غرفة مليئة بالدخان. يقول كازورلا وهو يضحك: «لقد كنت مختفيا لمدة 45 دقيقة في مكان صغير وأتصبب عرقا. قلت لهم: مهلاً، لقد قدمتموني بطريقة رائعة، لكنني لن أستطيع اللعب يوم السبت بعد ما حدث».
لكن كازورلا شارك في التشكيلة الأساسية لنادي فياريـال في جميع المباريات التي خاضها النادي منذ ذلك الحين، رغم أنه يعاني من بعض الألم ويشعر بضعف في كاحله وعدم توازن في جسده ووزن محمل من جانب واحد. لكنه يقول: «لا أشعر بأنني في حالة سيئة، وأنا متفائل». ويضيف اللاعب الإسباني، الذي يرتبط بنادي فياريـال بعقد يمتد لعام واحد مع إمكانية التجديد لموسم آخر: «أنا لا أفكر سوى في المشاركة في المباراة التالية، ثم التي بعدها وهكذا». ويمكن القول إن كازورلا هو أفضل لاعب في فياريـال خلال الموسم الحالي.
وعندما سُئل عما إذا كان من الممكن استمراره مع آرسنال، رد قائلا: «لا، لم يكونوا يرغبون في ذلك. لقد كانوا جيدين وصادقين للغاية. كنت أعرف أن أي فريق سيفكر في التعاقد معي سيطلب مني الخضوع لفترة اختبار أولا، ولن يوقع معي أي فريق عقدا من دون القيام بذلك. كنت أعتقد أن آرسنال سوف يمنحني فرصة التدريب في فترة الاستعداد للموسم الجديد ثم يقرر استمراري مع الفريق من عدمه، لكنهم لم يفعلوا ذلك وقالوا إنهم على استعداد لمساعدتي بأي طريقة ممكنة. لقد تفهمت وجهة نظرهم واحترمتها، وأنا ممتن لهم دائما».
وأضاف: «يحبني الناس هناك وسأكون دائماً على اتصال مع نادي آرسنال، الذي أعشقه كثيرا. إن عدم القدرة على وداع الجمهور وأنا في ملعب الإمارات كان مثل الشوكة في حلقي. لقد كنت أريد الرحيل بعد وداع هذا الجمهور الرائع». وقد تلقى كازورلا دعوة للمشاركة مع أساطير آرسنال أمام أساطير ريـال مدريد، لكنه رفض قائلا: «لا، فهذه المباراة للاعبين السابقين، وأنا ما زلت قادرا على اللعب حتى الآن».
ولذا، كان التاسع عشر من أكتوبر 2016 هو اليوم الذي شهد آخر مشاركة لكازورلا مع آرسنال، باستثناء ليلة واحدة من شهر أبريل (نيسان) عندما «تدرب» على ملعب الإمارات قبل مباراة الدور نصف النهائي للدوري الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد. يقول كازورلا عن ذلك: «سألت عما إذا كان بوسعي التدريب مع الفريق آنذاك لأنني لم أكن أعرف ما إذا كنت سألعب مرة أخرى أم لا. لم أقم بالكثير في ذلك اليوم، وركضت فقط حول الملعب أربع مرات، لكن مجرد التواجد مرة أخرى على هذا العشب ومجرد الشعور بدفء هذا الجمهور الغفير يمنحك شعورا جميلا لا يمكن وصفه».


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».