دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الأفرقاء اللبنانيين إلى التعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري لإنجاز التشكيلة الحكومية.
وجاء كلام دريان بعد لقائه رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص الذي وصف الجلسة معه بـ«المثمرة والمفيدة»، داعيا إلى الاستفادة من خبرته وتجربته أثناء توليه سدة رئاسة مجلس الوزراء. وأضاف: «لقد تداولنا في قضايا الوطن الراهنة، وأكدنا ضرورة التمسك بالدستور وبـ(اتفاق الطائف)، لأن (اتفاق الطائف) هو الذي يحفظ وحدة اللبنانيين، وهو الذي يحفظ الاستقرار السياسي والمؤسساتي في لبنان».
وتمنى دريان أن يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، عادّاً أن «هذا الأمر يتطلب من جميع الفرقاء أن يتعاونوا مع الرئيس المكلف لإنجاز التشكيلة، لأننا في وضع مقلق في لبنان، ونحن في أزمة حقيقية، الخروج منها يكون بالاستفادة من خبرة الكبار أمثال الرئيس الدكتور سليم الحص، وأيضا بتكاتف الجميع لتغليب المصلحة الوطنية على غيرها من المصالح الحزبية، أو مصالح التيارات السياسية».
وأكد أن «المطلوب من الجميع أمام الواقع المقلق في لبنان أن يبادروا إلى التواضع والتنازل، لأن من يتنازل لمصلحة الوطن هو الذي يكون رابحا في النهاية».
ولفت إلى أن «اللبنانيين ينتظرون تشكيل هذه الحكومة تخفيفا لأعبائهم الحياتية والمعيشية والاقتصادية، وعلى الجميع أن يتعاونوا من أجل خروج الوطن من هذه الأزمة الكبيرة، وخروج المواطنين أيضا من أزماتهم المعيشية». ونقل كذلك عن الحص «قلقه من الأوضاع، وأمله بأن يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لأن البلد يحتاج إلى حكومة إنقاذ وطني يتواضع فيها الجميع، ويكون مجلس الوزراء المقبل مجلسا منسجما مع بعضه ومتعاونا من أجل إيجاد الحلول لكل أزماتنا».
وفي سياق العقد المستمرة حيال تشكيل الحكومة، وصف النائب في «القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا الوضع بالقول: «لا نزال في مكاننا»، وهو ما أكد عليه النائب في «تيار المستقبل» محمد القرعاوي، عادّاً أن «عُقد تأليف الحكومة ما زالت هي هي، ولم تحصل حتى الساعة تطورات إيجابية تساعد في عملية التشكيل».
ولفت القرعاوي إلى «أن أي تعديل على الصيغة السابقة، التي سلمها الرئيس سعد الحريري للرئيس ميشال عون، يستوجب موافقة كل الأطراف، والرئيس المكلف يقوم بتدوير الزوايا على أمل الخروج من هذا النفق».
وأكد القرعاوي أن «الحريري ليس في وارد التخلي عن حكومة الوحدة الوطنية واللجوء إلى خيار حكومة طوارئ من خارج مجلس النواب، كما يشير البعض. كما أنه في المقابل، لن يسمح بإعطاء رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر 11 وزيرا، أي الثلث المعطل، الذي لن يعطى لأي كان، لا لفريق رئيس الجمهورية، ولا لأي فريق آخر».
بدوره، قال قاطيشا في حديث إذاعي «في الأساس، منذ التفكير في تأليف الحكومة هناك فريق يريد أن يهيمن ويتسلط ويستأثر بكل شيء، من أجل ذلك يسعى إلى تعقيد تأليف الحكومة رغم كل التسهيلات التي قدمها الأفرقاء ومنهم (تيار المستقبل) بشخص الرئيس الحريري، و(القوات اللبنانية) التي تراجعت عن مطالبتها بنائب رئيس الحكومة وبوزارة سيادية إلى وزارة خدماتية. ولا يزال الفريق الآخر يصر على إلغائنا سياسيا نحن وكل المكونات السيادية في لبنان، ويتحكم بمسارها السياسي ومصيرها، وهذا مستحيل لأن لبنان لا يقوم إلا على التوازن، لذلك من المؤسف القول إن العقد لا تزال في مكانها».
وقال إن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل «دائما يتحدث شيئا ويفعل شيئا آخر، ويشير إلى أنه حقق إنجازات، وشركة الكهرباء لا تزال على حالها والتقنين مستمر ويتهم الوزارات الأخرى بعدم تحقيق أي إنجاز».
وأضاف: «يريد باسيل أن يربح العهد وجعله عهدا قويا، والسؤال: كيف سيصبح قويا بالسرقة والنهب والملفات الكثيرة؟ هذا الوزير يجب أن يوضع له حد، يتحكم بتأليف الحكومة وكلما واجه الرئيس عون مشكلة يحيلها على باسيل. هذا أمر غير مجد وغير فاعل».
وعن الصيغ المقترحة على «القوات»، قال: «هم يطرحون فقط في الإعلام ثم يتنصلون من كل الكلام. كل الأمور تطرح هكذا من دون أي حس بالمسؤولية من أجل معرفة رد الفعل».
وطالب قاطيشا «فخامة الرئيس بوضع حد للوزير باسيل»، قائلا: «دائما كنا نعتبر أن الرئيس هو صمام الأمان، وخصوصا إذا كان متحررا من الهيمنة السورية ومن هيمنة المحور الآخر. يجب أن يكون رئيس الجمهورية متحررا ويحرر عهده من سطوة صهره عليه».
دريان يدعو الفرقاء للتعاون مع الحريري لتشكيل الحكومة
نائب من «المستقبل»: الثلث المعطل لن يمنح لأحد
دريان يدعو الفرقاء للتعاون مع الحريري لتشكيل الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة