الجيش الإسرائيلي ينوي تدمير ترسانة القنابل العنقودية لديهhttps://aawsat.com/home/article/1398846/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D9%86%D9%88%D9%8A-%D8%AA%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%82%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87
الجيش الإسرائيلي ينوي تدمير ترسانة القنابل العنقودية لديه
ألقى منها أكثر مما ألقته الولايات المتحدة خلال حرب الخليج الثانية
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
الجيش الإسرائيلي ينوي تدمير ترسانة القنابل العنقودية لديه
أعلن سلاح الجو الإسرائيلي أنه يدرس إمكانية تدمير ترسانته من القنابل العنقودية على اختلافها، وذلك على أثر انتقادات دولية ومحلية. وقال مسؤول في الجيش، إن هذه القنابل، التي استخدمت بكثرة خلال حرب لبنان الثانية والحروب على قطاع غزة، وأوقعت كثيرا من القتلى في صفوف المدنيين، تعرضت لانتقادات من لجنة فينوغراد التي شكلت لدراسة حرب لبنان الثانية، وكذلك من المؤسسات الدولية. وقد عرض الجيش مناقصة يدعو فيها الشركات المتخصصة إلى تقديم عروض تجارية، لتنفيذ عملية التدمير. والقنابل العنقودية هي عبارة عن جسم مؤلف من كرات صغيرة عدة مجمعة في غلاف واحد، وعند انفجارها تتحول كل كرة فيها إلى قنبلة. فإذا وضعت في رصاص تنفجر داخل جسم الإنسان بعدما تخترقه فتمزق أحشاءه. وإذا ألقيت في حقل ما تتحول إلى ألغام خطرة تنفجر بمن يلمسها. وقد استخدم الجيش الإسرائيلي ثلاثة أنواع من الذخائر العنقودية: قنابل سلاح الجو، وقذائف المدفعية، وصواريخ «MLRS». يحتوي كل صاروخ من النوع الأخير، على أكثر من 600 عبوة صغيرة، تتناثر داخل دائرة نصف قطرها نحو 100 متر فوق الهدف. ولم يعلن الجيش الإسرائيلي بعد، ما إذا كان ينوي أيضا تدمير القنابل العنقودية بالصواريخ أو قذائف المدفعية. ولم تنشر قوات الاحتلال عدد القنابل العنقودية التي أسقطت على لبنان؛ لكن وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، أطلقت إسرائيل أربعة ملايين قنبلة، أكثر مما ألقته الولايات المتحدة خلال حرب الخليج الثانية. وقد وعدت إسرائيل الإدارة الأميركية في الماضي، بالامتناع عن إطلاق قنابل عنقودية على المناطق المأهولة بالسكان، للحيلولة دون إلحاق الأذى بالمدنيين؛ لكنها نكثت الوعد. من جهة ثانية كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن أن شركة الأسلحة الإسرائيلية «سيلفر شادو»، تعتزم افتتاح مصنع للأسلحة في الفلبين، باستثمار يصل إلى نحو 50 مليون شيكل (14 مليون دولار)، يوفر 160 فرصة عمل محلية، فور تشغيله مطلع العام المقبل. وذكرت مصادر الشركة الإسرائيلية المتخصصة في تطوير وتصنيع الأسلحة الخفيفة، أن رئيس مجلس إدارتها، عاموس غولان، وقع اتفاقا مبدئيا بهذا الشأن، مع رئيس مجلس إدارة شركة «رايو لومينار» الفلبينية، أوغستو غاماشو؛ حيث من المتوقع استكمال الاتفاق خلال الشهر الجاري. وقد جرى التوقيع على الاتفاق الأولي، بعد أسبوعين من الزيارة التي قام بها الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، إلى إسرائيل مطلع الشهر الحالي، والتي احتل موضوع التعاون العسكري حيزا كبيرا منها.
القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.
ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.
ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.
وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.
وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».
وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.
وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.
أزمات الفلاحين
سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.
يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.
على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.
تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».
ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.
وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».
ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.
وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.
يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».
فرصة ثانية
يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.
أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.
ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».
أنواع جديدة
يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.
ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.