غريفيث في صنعاء لاستدراج الحوثيين إلى جنيف

الميليشيات أعلنت برنامج تعبئة في مديريات العاصمة اليمنية المحتلة

المبعوث الأممي لدى وصوله إلى صنعاء أمس (إ..ب.أ)
المبعوث الأممي لدى وصوله إلى صنعاء أمس (إ..ب.أ)
TT

غريفيث في صنعاء لاستدراج الحوثيين إلى جنيف

المبعوث الأممي لدى وصوله إلى صنعاء أمس (إ..ب.أ)
المبعوث الأممي لدى وصوله إلى صنعاء أمس (إ..ب.أ)

استقبلت الميليشيات الحوثية، أمس، في صنعاء مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في زيارته الخامسة إلى العاصمة المحتلة بإعلان التعبئة العامة وإطلاق النفير العام في مختلف الأحياء، في رسالة من قبل الجماعة على عدم رغبتها في التوصل إلى حل يطوي صفحة الانقلاب ويعيد البلاد إلى مسارها الانتقالي المدعوم دولياً.
ووصل المبعوث إلى صنعاء، أمس، لاستكمال لقاءاته مع قادة الجماعة ضمن مساعيه الرامية إلى إقناع زعيمها بالموافقة على حضور وفده إلى الجولة المقبلة من المشاورات التي يجري التحضير لها، بعدما كانت الجماعة امتنعت عن حضور الجولة السابقة في العاصمة السويسرية جنيف.
وأعلنت الجماعة الحوثية في صنعاء بالتزامن مع زيارة غريفيث برنامجاً موسعاً لحشد المجندين والتعبئة العامة في مديريات العاصمة صنعاء الـ12، وبإشراف من قادتها المحليين على تنفيذ البرنامج الذي أفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن زعيم الجماعة أمر به شخصيا في مسعى لإنقاذ صفوف ميليشياته المنهارة في الساحل الغربي وصعدة.
وحشدت الميليشيات قادتها المحليين وأجبرت أعيان العاصمة وعقال الحارات والأحياء على الحضور في مستهل تدشين البرنامج الذي بدأته، أمس، في مديرية الصافية وسط العاصمة، مع ما أقرته من فعاليات شعبية ودورات تثقيفية متزامنة ومحاضرات في المدارس والمساجد والأماكن العامة.
ويركز برنامج التعبئة العامة والتحشيد على تجميع العسكريين السابقين والمتقاعدين والمنقطعين عن الخدمة العسكرية وأفراد الوحدات التابعة لوزارة الداخلية، مثل عناصر المرور وموظفي مصلحة الأحوال المدنية، بالاستعانة بالقوائم التي حصلت عليها الجماعة من أعيان الأحياء وعقال الحارات الموالين لها.
وفي المهرجان الافتتاحي شدد القيادي الحوثي المعين وكيلاً لأمانة العاصمة علي السقاف على «تفعيل جميع مسارات العمل الثقافي والإعلامي والتربوي داخل الجماعة من أجل الحشد والتعبئة وإقامة الندوات والأمسيات والمحاضرات والخطب».
وأمر القيادي الحوثي – بحسب مصادر حضرت تدشين برنامج التعبئة - قيادات الجماعة في كل مديرية من مديريات العاصمة صنعاء بحشد الموظفين المدنيين إلى الساحل الغربي، وفق جدول للمناوبة بين الموظفين دون استثناء، فضلاً عن إلزام العسكريين بالتوجه إلى الجبهات.
وأقر القادة المحليون الموالون للجماعة إقامة أنشطة موازية للتعبئة العامة والحشد تتضمن عقد اجتماعات ولقاءات موسعة للمشايخ والوجهاء وأعضاء المجالس المحلية والعقال والقيادات العسكرية والسياسية ولقاءات لمختلف فئات المجتمع على مستوى الأحياء والحارات.
وذكرت المصادر الرسمية التابعة للجماعة الحوثية، أن أتباعها المحليين في مديريات العاصمة أكدوا على «عقد لقاءات موسعة بالخطباء والمرشدين والأمناء والتربويين وتعريفهم بأهداف الحملة ومسؤولية تنفيذها إلى جانب إقامة فعاليات وأنشطة مدرسية متنوعة وتفعيل الإذاعة المدرسية»، بما يخدم التوجه الطائفي للجماعة.
كما يتضمن البرنامج الذي أطلقته الجماعة من أجل التحشيد «إقامة مهرجانات ووقفات شعبية ورسمية مسلحة على مستوى كل مديرية وتنفيذ عروض عسكرية وكشفية وتجهيز قوافل غذائية وبشرية لرفد جميع جبهات القتال خاصة جبهة الساحل الغربي».
ويرجح المراقبون أن الجماعة الموالية لإيران، أرادت أن توجه رسالة واضحة للمبعوث غريفيث بالتزامن مع وصوله إلى صنعاء، تعني ضمنياً أنها غير مستعدة للسلام، وأنها ماضية في طريق القتال إلى النهاية، إذا لم تحصل على الاتفاق الذي يثبت وجودها الانقلابي ويكرس بقاءها أداة طائفية لإيران.
وكانت المصادر الرسمية للميليشيات ذكرت أن وزير خارجيتها في حكومة الانقلاب غير المعترف بها هشام شرف، التقى المبعوث الأممي غريفيث بعد وصوله وأن الأخير قدم «ملخصاً عن مشاوراته» التي عقدها مع وفد الحكومة الشرعية في جنيف.
ونسبت المصادر نفسها إلى غريفيث قوله إنه «لا يزال يؤمن بإمكانية استمرار العمل من أجل الوصول إلى تسوية وبناء الثقة» إضافة إلى أنه «عبَّر عن أسفه» لعدم حضور الوفد الحوثي إلى جنيف للمشاركة في جولة المشاورات التي كانت مقررة في السادس من هذا الشهر.
إلى ذلك، أفادت مصادر الجماعة، بأن وزيرها هشام شرف طلب من غريفيث الضغط على الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها من أجل دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الجماعة وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والدولية، باعتبار ذلك مقدمة - على حد زعمه - لبناء الثقة قبل المشاورات.
ومن المتوقَّع أن يقابل غريفيث خلال زيارته، رئيس مجلس حكم الجماعة الحوثية مهدي المشاط ورئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، دون أن يستبعد المراقبون سعي المبعوث الأممي إلى لقاء يجمعه مع عبد الملك الحوثي شخصياً، سواء عن طريق اللقاء المباشر أو عن طريق دائرة تلفزيونية، لجهة مساعيه لانتزاع موافقة زعيم الجماعة على المقترحات التي يحملها من أجل استئناف المشاورات.
وكان المبعوث الأممي التقى في مسقط قبيل وصوله إلى صنعاء، رئيس وفد الميليشيات والمتحدث باسمها محمد عبد السلام، ومعه القيادي البارز في الجماعة وعضو الوفد المفاوض، عبد الملك العجري، إذ بحث معهما أسباب تخلف الوفد عن حضور جنيف كما ناقش معهما المقترحات التي يحملها من أجل استئناف المشاورات وبناء الثقة بين الجماعة والحكومة الشرعية.
وتشير مصادر غربية تحدثت إلى «الشرق الأوسط» إلى غريفيث يسعى في صنعاء مجددا من أجل إقناع زعيم الجماعة الحوثية بالموافقة على حضور وفده إلى المشاورات التي يتم التحضير لها دون شروط مسبقة، خصوصاً أنها مخصصة لمناقشة جوانب بناء الثقة، والتي تشمل الأسرى والمختطفين والوصول الإنساني للمساعدات، ورواتب الموظفين.
ولا يعرف حتى الآن إن كانت الجماعة ستوافق على مقترحات المبعوث الأممي أم أنها ستواصل تعنتها، عبر شروطها التي تحاول إملاءها على غريفيث، بخصوص طريقة نقل وفدها المفاوض ونقل قادتها الجرحى أولا إلى مسقط، واشتراط تخصيص طائرة عمانية لا تخضع للتفتيش.
ويتهم الوفد الحكومي المفاوض، المبعوث الأممي بالتساهل مع الجماعة الحوثية، لجهة عدم تحميله إياها مسؤولية التخلف عن حضور جنيف، في مقابل التزام الجانب الحكومي، وهو ما ظهر جليا في تصريحات وزير الخارجية خالد اليماني التي أعقبت انفضاض جولة المشاورات الفاشلة قبل أكثر من أسبوع.
ويرجح المراقبون أن غريفيث يحاول عبر تصريحاته المهادنة للجماعة الحوثية عدم الاصطدام بها لجهة إصراره على جرجرتها إلى طاولة السلام ومحاولة إنجاز تقدم على هذا الصعيد دون أن يلاقي النهاية نفسها التي سبق أن واجهتها مساعي سلفه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وتأتي هذه التطورات في ظل أوضاع ميدانية ملتهبة، وعلى وجه التحديد في جبهات صعدة والساحل الغربي، حيث تواجه الميليشيات الحوثية انهياراً كبيراً في صفوف عناصرها على وقع تقدم قوات الجيش اليمني المسنودة بتحالف دعم الشرعية واقترابه من عزل مدينة الحديدة ومينائها تمهيداً للسيطرة عليهما.
وفيما سبق للجماعة الحوثية إفشال جميع مساعي السلام السابقة التي قادها ولد الشيخ أحمد، يرجح المراقبون لسلوكها أنها ليست في وارد إحلال السلام وإنهاء الانقلاب ولكنها تستثمر في مساعي السلام من أجل إعادة ترتيب صفوفها، بالتزامن مع محاولتها الاستثمار في الجوانب الإنسانية لدى الدوائر الغربية.
وفي الوقت الذي تمكَّنَت فيه الجماعة من استقطاب قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء للبقاء تحت جناحها، كانت مصادر مطلعة على ما يدور في أروقة حكم الميليشيات، كشفت عن وجود شكوك تساور قيادتها بخصوص إخلاص بعض قيادات الحزب الذين اختارتهم في عضوية وفدها التفاوضي، وسط مخاوفها من انقلابهم عليها أثناء المشاورات أو قيامهم بطلب اللجوء السياسي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.