«طالبان» تعلن إسقاط مروحية عسكرية... وتفجير استهدف الاستخبارات الأفغانية

صواريخ أميركية لتطوير قدرات الجيش وتنسيق أمني بين كابل وإسلام آباد

جنود أميركيون خلال دورية ضد عناصر تنظيم «داعش» في منطقة داه بالا في مقاطعة نانغرهار شرق أفغانستان (أ.ف.ب)
جنود أميركيون خلال دورية ضد عناصر تنظيم «داعش» في منطقة داه بالا في مقاطعة نانغرهار شرق أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

«طالبان» تعلن إسقاط مروحية عسكرية... وتفجير استهدف الاستخبارات الأفغانية

جنود أميركيون خلال دورية ضد عناصر تنظيم «داعش» في منطقة داه بالا في مقاطعة نانغرهار شرق أفغانستان (أ.ف.ب)
جنود أميركيون خلال دورية ضد عناصر تنظيم «داعش» في منطقة داه بالا في مقاطعة نانغرهار شرق أفغانستان (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الأفغاني سقوط مروحية تابعة له ومقتل خمسة أشخاص كانوا على متنها، بمن فيهم الطيار، في حادثة سارعت حركة «طالبان» إلى إعلان المسؤولية عنها.
وقال بيان للجيش الأفغاني إن الطائرة سقطت في ولاية فراه غرب أفغانستان بينما كانت تقل عناصر أمنية من المنطقة. وقال ناصر مهري الناطق باسم حاكم ولاية فراه إن الطائرة سقطت بسبب خلل فني، مضيفا أن كل من كانوا على متن المروحية بمن فيها قائدها لقوا مصرعهم في الحادث. كذكلك أكدت وزارة الدفاع الأفغانية في كابل سقوط الطائرة، وقالت إن تحقيقا بدأ حول أسباب سقوطها. وقالت وكالة أنباء «خاما بريس» الأفغانية المقربة من وزارة الدفاع إن نبأ سقوط المروحية جاء متزامنا مع إعلان «طالبان» عن إسقاط المروحية في ظل عمليات واسعة النطاق تخوضها قوات الحركة في ولاية فراه.
وكانت «طالبان» أعلنت في بيان إسقاط المروحية مساء أول من أمس وهي من طراز «إم آي 17» تابعة للقوات الأفغانية بعد استهدافها بصاروخ، مشيرة إلى انها كانت تحلق على ارتفاع منخفض في منطقة رينج التابعة لمديرية خاك سفيد في ولاية فراه. ونشرت «طالبان» صور فيديو للمروحية بعد سقوطها وظهرت فيها جثث القتلى وحطام الطائرة، وقال بيان «طالبان» إن الطائرة كان على متنها طياران ومساعدهم وجنديان من القوات الخاصة الأفغانية.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الأفغانية أن عددا من رجال الاستخبارات لقوا مصرعهم فيما أصيب آخرون بعد تفجير تعرضت له وحدة من الاستخبارات في ولاية بروان شمال شرق كابل. وقالت المتحدثة باسم مجلس الولاية وحيدة شاه كار إن الحادث أودى بحياة ما لا يقل عن أربعة أفراد من الاستخبارات، فيما أصيب آخرون بعد انفجار وقع في منطقة خالازي. وحسب ما أوردته الناطقة باسم مجلس الولاية فإن الانفجار نجم عن ألغام مزروعة على حافة الطريق. وقال مسؤول أمني في المنطقة إن أربعة من رجال الاستخبارات ومدنيا لقوا مصرعهم جراء التفجير. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، لكن اعتاد مقاتلو طالبان على نصب كمائن وزرع ألغام للقوات الحكومية في مناطق كثيرة من أفغانستان، فيما تتجه أنظار الحكومة إلى مقاتلي طالبان في المسؤولية عن الحادث.
وكانت حركة طالبان أصدرت عددا من البيانات حول عمليات قام بها مقاتلوها الجمعة، حيث ذكرت هذه البيانات سيطرة قوات طالبان على نقطتين أمنيتين بعد فرار قوات الحكومة منهما في مديرية فراهرود في ولاية فراه، وكذلك سيطرة قوات الحركة على مقر عسكري وصف بالضخم للجيش الأفغاني في مديرية بركي برك في ولاية لوجر جنوب العاصمة كابل، ويقع المقر فوق هضبة تمت محاصرتها من قوات طالبان ثلاثة أيام مما أجبر القوات الحكومية فيها على تخلية المقر العسكري والانسحاب ليلا.
وكان مقاتلو طالبان هاجموا بالأسلحة الثقيلة مركزا أمنيا للجيش الحكومي في مديرية جيرو في ولاية غزني، كما هاجموا مقرا عسكريا آخر في منطقة نيازو في الولاية نفسها وأسفر الهجوم عن إصابة وقتل خمسة من الجنود الحكوميين وتدمير مدرعة كانت تحاول تقديم الدعم للجنود المحاصرين.
وشهدت ولاية ميدان وردك غرب العاصمة كابل هجوما نهار الجمعة على ثلاثة حواجز للشرطة في منطقة دا أفغانان وأسفرت العمليات، حسب بيانات طالبان، عن سيطرة الحركة على حاجزين ومقتل ثمانية من رجال الشرطة وجرح ثلاثة آخرين. وقد استولى مسلحو طالبان على عدد من قطع الأسلحة في المراكز التي هاجموها، وأفشلوا هجوما مضادا للقوات الحكومية حسبما جاء في البيان.
وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية أن نظيرتها الأميركية وقعت عقدا مع شركات أميركية لتزويد الجيش الأفغاني بصورايخ هيدرا لتطوير قدرات الجيش الأفغاني. ونقلت وكالة «خاما بريس» عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأفغانية قولهم إن القوات الجوية الأفغانية ستتضاعف قدراتها وعددها ثلاث مرات في السنوات الخمس القادمة بعد العقود التي وقعتها وزارة الدفاع الأميركية مع شركات لتطوير سلاح الجو الأميركي. وكان البنتاغون أعلن قبل أيام عن عقد بقيمة 1.8 مليار دولار من أجل تطوير وتحديث سلاح الجو الأفغاني وتمكينه من الحصول على أسلحة حديثة عبر قاعدة جوية تابعة لشركة مودي الأميركية في ولاية جورجيا، على أن يتم عمل تطوير للقوات الجوية الأفغانية في قواعد كابل وقندهار ومزار شريف الجوية. وحسب الاتفاق، فإن العمل في تطوير هذه القواعد ينتهي مع نهاية عام 2024.
وتزامنت التطورات العسكرية هذه مع زيارة وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي إلى كابل بناء على دعوة من نظيره الأفغاني صلاح الدين رباني من أجل التنسيق الأمني بين البلدين.
والتقى قرشي مع الرئيس الأفغاني ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله ومسؤولين كبار في الحكومة الأفغانية. وتأتي زيارة وزير الخارجية الباكستاني إلى كابل بعد توتر العلاقات بين البلدين وإغلاق القنصلية الباكستانية في جلال آباد بعد اتهام باكستان لحاكم ننجرهار بمحاولة التأثير على عمل القنصلية ومنع حراساتها من العمل وقال الناطق باسم الخارجية الباكستانية محمد فيصل، إن زيارة وزير الخارجية الباكستاني إلى كابل تعبير عن الأهمية التي توليها الحكومة الباكستانية للعمل مع الحكومة الأفغانية من أجل السلام والاستقرار في المنطقة. فيما يقول المسؤولون في الحكومة الأفغانية إن كابل تحاول الحصول على تعاون إسلام آباد في خطوات من أجل السلام في أفغانستان.
إلى ذلك، قال خبراء إن برنامجا تموله الولايات المتحدة لتغيير دور المرأة في أفغانستان أخفق في تحقيق أهدافه. وكشف تقرير لمكتب المفتش العام المسؤول عن إعادة إعمار أفغانستان «سيجار» عن أن 55 امرأة فقط حصلن على وظائف حكومية من خلال البرنامج الذي تموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، رغم أن المستهدف كان 2100 امرأة، فيما كان الهدف الأصلي من الخطة مساعدة 12500 امرأة أفغانية في الحصول على وظائف جديدة أو الانتقال إلى أخرى أفضل من الوظائف التي يشغلنها. وخفضت وكالة التنمية الدولية الأميركية عدد الأفغانيات اللائي تلقين مساعدات إلى 1824 امرأة، وأطلق البرنامج عام 2014 بميزانية بلغت 216 مليون دولار، بما يمثل أكبر استثمار أميركي في العالم يتعلق بالارتقاء بدور المرأة. وحسب المصادر الأميركية، فإن البرنامج يتوقع له الاستمرار إلى عام 2021 أو 2020. وأوضح مكتب «سيجار» أنه رغم إنفاق قرابة 90 مليون دولار حتى الآن من ميزانية البرنامج لم يتم إحراز تقدم كبير في سبيل تحقيق الأهداف من المشروع، وحسب «سيجار» فإن العوائق التي تحول دون المزيد من المشاركة النسوية في المجتمع الأفغاني لطبيعة المجتمع المحافظة وتعرض النساء للتحرش في مقار العمل والافتقار إلى فرص للحصول على تعليم جيد، حيث ذكرت اليونيسيف في تقرير لها في يونيو الماضي أن البنات يمثلن 60 في المائة من إجمالي 3.7 مليون طفل أفغاني لا يذهبون إلى المدارس. انتهى.



ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

TT

ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)
اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيرَيْه الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»، عقب المشادة الكلامية في البيت الأبيض التي أثارت مخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الملف الأوكراني وحدوث قطيعة مع حلفائها الأوروبيين.

وقال الرئيس الفرنسي لصحيفة «لا تريبون ديمانش» الأسبوعية، وعدة صحف أخرى تصدر الأحد: «أرى أنه بغض النظر عن الغضب، فإن الجميع بحاجة إلى العودة للهدوء والاحترام والتقدير، حتى نتمكّن من المضي قدماً بشكل ملموس؛ لأن ما هو على المحك مهم للغاية».

وذكر قصر الإليزيه أن ماكرون تحدّث منذ مساء الجمعة مع الرئيسَيْن الأوكراني والأميركي، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وحذّر ماكرون من أنه إذا لم يتمّ إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه «سيذهب بالتأكيد إلى مولدافيا، وربما أبعد من ذلك إلى رومانيا».

وقال ماكرون إن انسحاباً محتملاً للولايات المتحدة من الملف الأوكراني «ليس في مصلحة» واشنطن؛ لأن «ما تفعله الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات يتوافق تماماً مع تقاليدها الدبلوماسية والعسكرية».

وأضاف أنه إذا وافقت واشنطن على «توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار من دون أي ضمانات أمنية لأوكرانيا» فإن «قدرتها على الردع الجيواستراتيجي في مواجهة روسيا والصين وغيرهما سيتلاشى في اليوم نفسه».