إعصار «مانكوت» يضرب الفلبين ويفقد جزءاً من قوته قبل توجهه إلى الصين وفيتنام

وفاة 13 شخصاً من جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية

عائلة فلبينية تحمل ابنها المريض في شمال البلاد التي ضربها الإعصار أمس (أ.ف.ب)
عائلة فلبينية تحمل ابنها المريض في شمال البلاد التي ضربها الإعصار أمس (أ.ف.ب)
TT

إعصار «مانكوت» يضرب الفلبين ويفقد جزءاً من قوته قبل توجهه إلى الصين وفيتنام

عائلة فلبينية تحمل ابنها المريض في شمال البلاد التي ضربها الإعصار أمس (أ.ف.ب)
عائلة فلبينية تحمل ابنها المريض في شمال البلاد التي ضربها الإعصار أمس (أ.ف.ب)

قال مكتب الأرصاد الجوية بالفلبين، إن الإعصار «مانكوت» تراجعت قوته أمس (السبت)، أثناء مروره بشمال الفلبين، ومن المتوقع أن يتحرك خارج البلاد. وانخفضت سرعة الرياح المصاحبة «مانكوت» إلى 170 كيلومتراً في الساعة، كما هبطت سرعة الزوابع إلى 260 كيلومتراً في الساعة، بعد أن وصلت العاصفة قبل الفجر إلى بلدة باجاو في إقليم كاجايان.
وخفضت هيئة الأرصاد الجوية في الفلبين من مستوى التحذير من الإعصار، لكنها أوضحت أن الخطر لا يزال قائماً نظراً لاستمرار ارتفاع الأمواج وهطول أمطار غزيرة، ما قد يتسبب في مزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية. وكان قد اجتاح الإعصار الطرف الشمالي للفلبين أمس (السبت)، محملاً برياح تزيد سرعتها على 200 كيلومتر في الساعة وبأمطار غزيرة، ما تسبب في وقوع فيضانات وانهيارات أرضية وانقطاع في التيار الكهربائي.
وبدأ يتحرك الإعصار، وهو أقوى إعصار يضرب الفلبين حتى الآن هذا العام، صوب الغرب باتجاه جنوب الصين وفيتنام. وعلى الرغم من تراجع قوته، عزز الإعصار الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، التي تسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة على أجزاء أخرى من الفلبين، حسبما ذكر مكتب الأرصاد الجوية.
وأعلن مسؤولون أن 13 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في انهيارات أرضية وفيضانات ناجمة عن الإعصار. وذكر مسؤولون محليون أن اثنين من عمال الإنقاذ وطفلاً (13 عاماً) وأسرة من 4 أفراد لقوا حتفهم في انهيارات أرضية منفصلة في إقليمي بينجويت ونويفا فيزكايا بشمال البلاد. ولقي 5 أشخاص حتفهم في انهيارات أرضية منفصلة في مدينة باجويو القريبة، بحسب العمدة موريسيو دوموجان. وأضاف أن 5 أشخاص اعتبروا في عداد المفقودين أيضاً. وفي ضاحية باسيج بمانيلا، جرى انتشال جثة مراهقة من تحت جسر في نهر ماريكينا الذي فاضت مياهه على ضفتيه، بحسب الشرطة.
ووصل الإعصار مانكوت إلى اليابسة في الفلبين في الساعات الأولى من صباح أمس (السبت)، وتسبب في رياح عاتية وأمطار في أنحاء جزيرة لوزون الرئيسية التي يقطنها نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 105 ملايين نسمة. ووصلت أقصى سرعة للرياح التي يحملها الإعصار في مرحلة من المراحل إلى 305 كيلومترات في الساعة، قبل أن يتحرك بعيداً عن اليابسة قبل حلول الظهر متجهاً صوب جنوب الصين وفيتنام برياح سرعتها 170 كيلومتراً في الساعة.
وتأهبت فرق الرد السريع والقوات الجوية لتنفيذ عمليات بحث وإنقاذ، في حين تقيم السلطات الأضرار في مناطق الإعصار الذي أسقط أشجاراً وخطوط كهرباء واقتلع لافتات متاجر وأسطحاً معدنية على نطاق مئات الكيلومترات.
وتسبب الإعصار في فيضانات في عدة أقاليم وأجزاء من العاصمة مانيلا. واستعدت السلطات لفتح بوابات عدة سدود خشية أن يتسبب استمرار هطول الأمطار في ارتفاع المياه خلفها لمستويات خطرة. و«مانكوت» هو العاصفة الـ15 التي تجتاح الفلبين هذا العام، لكنه أقواها جميعاً.
والرياح المصاحبة لـ«مانكوت» أشد بكثير في مراحلها القصوى من تلك المصاحبة للإعصار «فلورنس» الذي أدى إلى مقتل 5 أشخاص في الولايات المتحدة. وتسبب الإعصار «مانكوت» في توجه نحو 105 آلاف شخص إلى ملاجئ مؤقتة بعد عمليات إخلاء جماعية للمناطق الساحلية، بسبب التحذير من ارتفاعات كبيرة في الأمواج. وقطعت السلطات في بعض المناطق في شمال لوزون التيار الكهربي كإجراء احترازي، وقالت إن بعض السكان في مناطق الإعصار فضلوا البقاء في منازلهم لحمايتها من اللصوص.
وقال وزير الدفاع دلفين لورينزانا إن أضراراً لحقت بأكثر من ألف منزل في إقليم كاجايان الذي كان أول منطقة يصل إليها الإعصار على اليابسة، فيما قالت السلطات في مدينة باجاو إنها فقدت الاتصال بأحد فرق الطوارئ. وقال روخيليو سيندينج وهو مسؤول حكومي في كاجايان إن هناك انقطاعاً في الكهرباء والاتصالات في الإقليم بأكمله وتقارير عن إغلاق طرق بسبب الأشجار التي اقتلعها الإعصار. وأضاف عبر الهاتف: «هذا يجعل عمليات التنظيف والتطهير بالغة الصعوبة».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.