المغرب: العثماني يدعو إلى قطع الطريق على «الداعشية السياسية»

قال إن «العدالة والتنمية» لا يزال القوة السياسية الأولى... ولا إصلاح إلا بالملك

TT

المغرب: العثماني يدعو إلى قطع الطريق على «الداعشية السياسية»

دعا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى عدم تبخيس ما حققته البلاد من إنجازات، والحد من تسرب عوامل اليأس والإحباط في المجتمع. وقال إن الديمقراطية الناشئة التي يعيشها المغرب في حاجة إلى الأحزاب القوية، التي تتمتع باستقلال سياسي.
وأوضح العثماني، الذي كان يتحدث أمس خلال افتتاح الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزبه (برلمان الحزب)، أن الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة تقع عليها مسؤولية التعبئة من أجل الإصلاح، وذلك «لسد الطريق أمام العدمية، ونزعات المغامرة و«الداعشية» السياسية والمدنية، التي تحاول أن تملأ الفراغ»، وذلك في إشارة إلى نور الدين عيوش، رجل الأعمال المغربي وعضو المجلس الأعلى للتعليم، الذي دافع عن إدراج العامية في المقررات الدراسية.
وانتقد العثماني عيوش دون ذكره بالاسم، وقال عنه إنه «غير مسؤول وليس له أي موقع في الدولة ولا في الحكومة، ولا هو برلماني منتخب، ورغم ذاك قال (عيوش) إن القافلة تسير والكلاب تنبح، وهذا ما نسميه «الداعشية» السياسية، في حين نحن من ينبغي أن نقول له ذلك».
من جهة أخرى، دعا العثماني أعضاء الحزب إلى التشبث بالثوابت والمنهج، الذي تأسس عليه الحزب (مرجعية إسلامية)، وذلك من أجل تطويق خلافاته الداخلية. و«حتى لا يقع لحزبنا ما وقع لأحزاب أخرى وهيئات سياسية ومدنية، سواء داخل أو خارج الوطن، أنهكها التنازع الداخلي والمشاكل الداخلية حتى هجرها أبناؤها ومناضلوها، وغادرتها كفاءاتها ووقعت فريسة سهلة للتحريف عن مبادئها وأهدافها».
وأضاف العثماني أن «حزب العدالة والتنمية ما زال هو القوة السياسية الأولى، مهما حاول خصومه الإضرار به عن طريق التشويش والتشويه، والأخبار الزائفة»، مشيرا إلى أن كل ذلك لن يؤثر في مكانته ودوره في الإصلاح، ومشددا على أن حزبه «يجسد آمال شريحة واسعة من المواطنين».
كما تطرق العثماني إلى خطابي الملك محمد السادس في عيد العرش (الجلوس)، وذكرى ثورة الملك والشعب، وقال إن الخطابين يمثلان «دعما للحكومة لإطلاق مزيد من الدينامية التنموية والإصلاحية»، مضيفا أنه «لا إصلاح إلا مع الملك وبقيادته»، وأن المدخل الرئيسي لتحقيق تلك الدينامية «هو أن تقوم الأحزاب السياسية بأدوارها الدستورية، بما يجعلها قادرة على الإنصات لنبض المواطنين، والتفاعل مع مطالبهم لمقاومة النزوع نحو تبخيس العمل السياسي والبرلماني».
في سياق آخر، نفى العثماني انفراط التحالف الذي يجمعه بحزب التقدم والاشتراكية اليساري، وذلك على خلفية إعفاء الوزيرة شرفات افيلال، التي كانت مكلفة قطاع الماء، وقال إن تحالفهما «ذو طابع سياسي، ونحن حريصون على استمراره لأن فيه مصلحة البلاد، والمواطنين لا سيما أن «التقدم والاشتراكية» لديه قطاعات حيوية يشرف عليها، مثل الصحة والسكن».
وتابع العثماني موضحا أن «العلاقة بين الحزبين استراتيجية رغم اختلاف المرجعيات»، مبرزا أنه «حتى وإن وجدت خلافات فنحن لدينا ثقة بتشبث هذا الحزب بالإصلاح لأنه ليس حزبا حديثا، أو ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وبإيعاز من جهات معينة ما، بل هو حزب تاريخي».
التشبث بهذا التحالف عبر عنه أيضا عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بقوله إنه حرص خلال السنوات الخمس، التي كان فيها رئيسا للحكومة، مع أمينه العام نبيل بن عبد الله على الحفاظ على العلاقة المتميزة بين الحزبين، «لأن استمرارها في صالح البلد».
وفي تصريحات للصحافة عبر ابن كيران أيضا عن موقفه من الوضع الاقتصادي الذي يدفع شباب المغرب إلى الهجرة، وقال إنه «من غير المعقول أن يرمي شباب مغاربة بأجسادهم إلى البحر». فالمشكل، برأيه، كبير جدا، «ويطرح أسئلة في العمق، منها أسئلة الثقة والنموذج الاقتصادي، ثم أسئلة التدبير والحكامة وأسئلة الريع وعلاقة المال بالسلطة». موضحا أن «ما يحدث يتطلب أن نعيد النظر فيما نقوم به، لأن السياسة ليست هي ربح الانتخابات فقط، بل أسئلتها تكون أحيانا حارقة».
وأضاف ابن كيران «يحرم أن نتركهم هكذا، ولا بد أن نجتهد لنجد الحل لهذه المعضلة، ولو اقتضى الأمر أن نوزع أموالنا نحن المغاربة بالتساوي».
وختم ابن كيران تصريحه بالقول «نحن في حالة صعبة، وما يقع مؤشر لفشلنا الذريع، واليوم الذي سيجد فيه المغاربة ما يمكن أن يحفظ لهم كرامتهم فإنهم لن يرموا بأجسادهم في البحر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.