مصر تفتح حركة السفر لمواطني شمال سيناء بعد إغلاق 7 أشهر

قرارات بالتيسير على المواطنين... والدراسة في موعدها

TT

مصر تفتح حركة السفر لمواطني شمال سيناء بعد إغلاق 7 أشهر

استقل الأربعيني ياسر بريك، مع 14 آخرين حافلة أجرة من مدينة العريش على ساحل شمال شبه جزيرة سيناء في طريقه للقاهرة، أمس، وهو يتنفس الصعداء بعد أن تيسر له أخيرا السفر من شمال سيناء إلى خارجها دون الحصول على إذن أمنى سابق. وهو الإجراء الذي اتخذته السلطات المصرية تزامنا مع عملية المجابهة الشاملة سيناء 2018 التي بدأها الجيش المصري في التاسع من فبراير (شباط) الماضي، وهي عملية عسكرية شاملة في شمال ووسط شبه جزيرة سيناء، للقضاء على الجماعات «التكفيرية»، ولا تزال تتواصل.
وأصدر اللواء عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، قراراً بإعادة فتح طريق السفر الساحلي المغلق أمنيا، الذي يربط شمال سيناء ببقية أنحاء محافظات مصر طوال الأسبوع بشكل طبيعي، وبدأ تفعيله أمس، وجاء ضمن حزمة قرارات تستهدف التخفيف على أهالي شمال سيناء.
وقال بريك لـ«الشرق الأوسط»، إنه صاحب مكتب بيع عقارات في العاصمة المصرية القاهرة، ويقيم في مدينة العريش، وتحتاج ظروف عملة للتنقل الدائم ما بين مدينتي العريش والقاهرة.
وكان يشترط على الراغبين في التنقل الحصول على تصريح أمني، وخلال الشهرين الماضيين، فتحت الطريق جزئيا أمام المواطنين لمدة 3 أيام أسبوعياً، حتى كان القرار النهائي اليوم بعودة حركة السفر لطبيعتها.
وشهدت حركة السفر من وإلى شمال سيناء في اليوم الأول لعودتها لطبيعتها إقبالاً من المسافرين بأعداد كثيفة، حيث حرصوا على التوافد مبكراً إلى موقف سيارات الأجرة وسط العريش الذي عاد للعمل، وسط فرحة بدت واضحة على وجوه سائقين تعطلت حركة سيرهم طوال السبعة أشهر الماضية.
وقالت علياء عمر، وهي أم لطفل في الرابعة من عمره يعاني مرضا يتطلب جلسات علاج في أحد مستشفيات القاهرة: «نحن في شمال سيناء نعاني تبعات الإرهاب، ونتحملها إيمانا منا بدور رجال الجيش والشرطة في أهمية تأدية مهامهم... واليوم نستشعر أن هذه المهام نجحت وهذا انعكس على حياتنا التي بدأت أفضل من قبل».
ووصف النائب عن شمال سيناء رحمي بكير القرار بأنه «بداية جديدة وجيدة أسعدت الأهالي الذين ينتظرون المزيد، وهي تأكيد تقدير الدولة لدور أهالي شمال سيناء وصبرهم وصمودهم في مواجهة الإرهاب».
وتزامن قرار السماح بالتنقل مع قرارات أخرى اتخذها محافظ شمال سيناء، ومنها تحقيق انفراجة جزئية في توفير الوقود للسيارات الخاصة والأجرة المملوكة للمدنيين بواقع 15 لترا أسبوعياً.
وقال شوشة في بيان صحافي، إن «قرارات الانفراجة التي اتخذت وبدأ تفعيلها مطلع هذا الأسبوع هي فتح الطريق الدولي من وإلى العريش طوال أيام الأسبوع»، مشيراً إلى بدء الدراسة في جامعة العريش والمدارس في موعدها ابتداء من 22 سبتمبر (أيلول) الحالي، على أن تبدأ الدراسة في جامعة سيناء الخاصة ابتداء من 13 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مع سرعة صرف التعويضات للمواطنين المضارين.
وأضاف شوشة أنه سيتم تشكيل لجنة من مديرية التموين وإدارة المتابعة بالديوان العام وإدارة المرور وتكون مهمتها الإشراف على توزيع الوقود للسيارات، وتوفير السكن البديل بمشروع الإسكان الاجتماعي لكل أسرة أضيرت نتيجة المواجهات الأمنية بين عناصر إنفاذ القانون والعناصر الإرهابية الخارجة على القانون من أهالي الشيخ زويد ورفح وجنوب وغرب العريش ممن تركوا منازلهم ولم يسبق لهم صرف أي تعويضات من المنطقة العازلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.