إسبانيا تؤكد التزامها بتنفيذ صفقات السلاح مع السعودية

قطعت مدريد قولها الفصل بتسليم الرياض 400 قنبلة عالية الدقة مسيّرة بالليزر، وأكدت التزامها بتنفيذ اتفاقيتها الموقعة مع السعودية، بشأن شحنة الأسلحة، في خطوة اعتبرها البعض، حرصاً إسبانياً للاحتفاظ بعلاقتها الاستراتيجية مع السعودية.
وقال وزير الخارجية الإسباني جوزيب بورّيل «إن الحكومة لم تلحظ أي مخالفة تحول دون تنفيذ العقد الموقّع مع السعودية لبيعها 400 قنبلة موّجهة بالليزر»، وأكد أن القنابل سوف تُسلَّم قريباً للرياض بموجب العقد الموقّع في عام 2015.
ويحسم بورّيل بذلك الجدل الذي أثير مطلع الأسبوع الماضي عندما «سرّبت» وزارة الدفاع الإسبانية خبراً، بثّته إحدى الإذاعات الخاصة، عن تجميدها هذه الصفقة «بسبب من بعض الشكوك حولها». وأكّد الوزير الإسباني، أن القنابل ستُسلّم إلى السعودية «احتراماً للالتزامات المعقودة مع الرياض».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن القرار بالرجوع عن تجميد العقد المبرم منذ ثلاث سنوات، والذي أودعت السعودية قيمته في حساب الحكومة الإسبانية، جاء بعد تدخّل مباشر من رئيس الحكومة بيدرو سانتشيز إثر مشاورات مع القصر الملكي الإسباني. وكان سانتشيز قد أعلن منذ بداية الأزمة أن حكومته «حريصة على ضمان استمرارية العقود التجارية الموقعة مع السعودية».
واعتبرت تصريحات وزير الخارجية الإسباني بمثابة «صفعة» لوزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس التي أخطأت في تقديراتها عندما قررت تجميد صفقة بيع القنابل تجاوباً مع طلب حزب «بوديموس» الذي يشكّل الدعم الأساسي للحكومة في البرلمان، حيث لا يملك الاشتراكيون سوى 24 في المائة من المقاعد، معربة عن مخاوف من استخدام هذه القنابل في حرب اليمن.
إلى ذلك، قال السفير الإسباني لدى السعودية البارو إيرانزو لـ«الشرق الأوسط»، إن «مدريد حريصة على تمتين التعاون المثمر مع الرياض، وستمضي قدماً لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، بشكلها الشامل».
وشهدت مدينة قادش الأندلسية، حيث توجد أحواض بناء السفن التابعة لشركة Avantia الموقِّعة على العقد مع السعودية، طوال الأسبوع الماضي مظاهرات لعمّال الأحواض احتجاجاً على قرار وزارة الدفاع إلغاء العقد الموقّع لبيع القنابل للسعودية؛ مما يهدد بإلغاء أكثر من 1500 فرصة عمل في حال فسخ العقد لبناء السفن الخمس. كما أن رئيسة الحكومة الإقليمية الأندلسية، سوزانا ديّاز، التي كانت تنافس سانتشيز على قيادة الحزب الاشتراكي، قد حذّرت الحكومة المركزية من مغبّة إلغاء عقد بناء السفن وتداعياته الاجتماعية في إقليم الأندلس، الذي يعاني من أعلى نسبة بطالة في إسبانيا.
وعبرت أوساط إسبانية رفيعة من تخوفها من أن تترك تلك الأزمة أثراً سلبياً لدى الجانب السعودي، الذي أشارت إلى أنه يسارع دائماً إلى مساعدة إسبانيا في الأزمات الاقتصادية التي مرّت بها، وأنه لن يكون من السهل استعادة الثقة التي تميّزت بها دوماً العلاقات الأخوية والتاريخية بين الطرفين.